احمد عبد الرحمن
قد يستغرب البعض من قيام المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بأجراء انتخابات تمهيدية للانتخابات البرلمانية المقبلة، واعلانه فتح باب الترشيح لكل من يرى في نفسه الاهلية والقدر والكفاءة بصرف النظر عن كونه مرتبطا بتيار شهيد المحراب (قدس سره) ام لم يكن مرتبطا به.ان الامر يمكن ان يكون مدعاة للاستغراب والدهشة اذا تم النظر للمجلس الاعلى وعموم تيار شهيد المحراب بأعتباره كيانا حزبيا لايختلف عن أي كيان حزبي اخر في سياقات عمله السياسي وارتباطه وتواصله مع الجمهور ، وفي حساباته السياسية.بيد ان الاستغراب والدهشة ينتفيان، حينما يكون تيار شهيد المحراب كيانا-او تيارا- جماهيريا له امتدادات واسعة وكبيرة في مختلف اوساط الامة.وهذه هي الحقيقة التي اثبتت التجارب الطويلة والمحطات والمنعطفات الحرجة والحساسة، والتحديات الصعبة صدقيتها.فمنذ اليوم الاول لتأسيسه على يد شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، ومعه ثلة من المجاهدين، تبنى ذلك التيار مبدأ الانطلاق في عمله من اوساط الامة، ومبدأ الدفاع عن المظلومين والمحرومين والمضطهدين ايا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم القومية والدينية والمذهبية والطائفية والعرقية. ولم يحيد المجلس الاعلى عن ذلك المبدأ في ظل احلك واصعب الظروف، وفي خضم اكبر الضغوطات.وطيلة الاعوم الستة والنصف الماضية التي اعقبت الاطاحة بنظام البعث الصدامي، اظهر المجلس الاعلى حرصا كبيرا جدا على انجاح المشروع الوطني العراقي بأساليب وصور واشكال مختلفة، مرتفعا عن كل العناوين ومتجاوزا كل المصالح والحسابات الحزبية والفئوية الضيقة، ومتخذا الوطن والمواطن عنوانا واطارا واسعا لتحركه.واليوم حينما يدعو تيار شهيد المحراب (قدسر سره) مختلف الناس من اصحاب القدرة والكفاءة والنزاهة والاستعداد للتصدي الى الترشح للانتخابات البرلمانية بأسمه، فأنه يكون بذلك قد ضرب افضل وانصع مثال على نكران الذات -ان صح التعبير-وفي القفز على مفهوم المحاصصة الضيق، والتحرك وفق مفهوم الوطنية الواسع الفسيح، وفضاءاته الرحبة.ان تجربة الانتخابات التمهيدية ، وفسح المجال امام من يرغب بالترشيح بعيدا عن العناوين والمحددات الحزبية والسياسية المحدودة، انما يمثل تجربة فريدة ومتميزة بحق، وخطوة حقيقية بأتجاه ترسيخ وتعزيز القيم والمباديء والممارسات الديمقراطية في العراق الجديد
https://telegram.me/buratha