المقالات

الاحد الحزين... الجاني والضحية والهدف البائس

763 11:07:00 2009-10-27

د. كاظم الجنابي

الجاني تجمعت فيه كل اكوام الرذيلة، هو ذاته الحفيد البائس لاؤلئك الذين كانوا يعرضون امهاتهم واخواتهم في سوق النخاسة طمعا في حفنة مال او "شرف" او جاه، فتلك هي غايته البائسة وغاية اباءه واجداده، وهو ذاته ابن زنا المحارم والسفاح واب لسفاح وممارسها لبؤسها ولذاتها، وهو ذاته الحاقد على كل مواطن شريف لانه يفتقر الشرف والعفة، فقد علمنا التاريخ وديننا الحنيف ان الانسان الشريف لايعتدي على شرف وعفة وعرض ودم ومال الاخرين. الجاني اجتمعت فيه كل صفات الرذيلة والقسوة وفقد انسانيته التي لم يعهدها فتحول الى وحش بشري بمباركة الاسياد على شاكلته، وباموال النفط والسحت والاجرام.

الضحية هي البراءة والدماء الزكية، هو الطفل الذي يحمل حقيبة الكتب متوجها بفرح الى مدرسته، هو الشاب المتوجه بخطى حثيثة الى جامعته، هي الام التي حملت طفلتها تبحث لها عن لعبة جميلة او قلم ملون، وهو الشيخ المبارك الذي امضى ليلته يصلي ويبتهل ويدعو الله ان يحفظ العراق واهله من خفافيش الظلام المتربصة، وهو صاحب المعول والمنجل والشرطي والعسكري والطبيب والمعلم واخرين الذين ليس لهم هم سواء اطعام وتامين العراق واهله.

الهدف بائس كبؤس اهله، حكم وسلطة ومشيخة حتى لو كانت على انقاض ودماء واشلاء، فمنهم من يبكي مملكة ضائعة يوم هرب منهم من هرب واختفى في الجحور من اختفى، هرب تاركا وراءه شرفه المفقود، حتى البهائم تدافع عن اوطانها واهلها، واخر يحلم بان يكون سلطة الله في الارض، يحيي ويميت كيفما يشاء. كل شيء عند هذه الزمرة القذرة مباح، القتل مباح، التدمير مباح، ومفاتيح جهنم بيد الف كلباني وكلباني، وفضائيات صفراء واشباه البشر والرجال تجمل وجه القاتل الممسوخ لذات الهدف البائس.

الضحايا بوجوههم البريئة لم تلتق يوما وجوه قاتلها، وكيف لها ان تلتقي البراءة والعفة مع اللؤم والحقد، وكيف تلتقي وجوه بريئة البسها خالقها ثوب عزة وبراءة ملائكته بوجوه مسخ لبست ثوب الشيطان والبسها الشيطان ثياب الغدر الاصفر، فكان اللقاء براءة مطلقة مع شر مطلق، ايمان مطلق مع كفرمطلق.

"من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا"، " العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص"، تلك هي حكمة الخالق العزيز الحكيم في ارضه وخلائقه، ففي حكمته وحكمه الف درس ودرس وفي عقابه للقتلة والمجرمين الرادع الذي تهتز له الفرائض. فلا تاخذكم في هؤلاء القتلة والمجرمين رأفة ولا رحمة.

في يوم الاحد الحزين كما هو الاربعاء الدامي وايام اخرى كثيرة "انتصرت الدماء الزكية على سيوف الارهاب الاسود". وحقا قال الشاعر "لايسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم".

وعذرا للقاريء الكريم فقد خرج القلم عن طوره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك