سلوى الكناني
من جديد لا مسؤول عن تلك التفجيرات الاجرامية سوى البعث والقاعدة وكان المسؤولين لا شغل يشغلهم سوى ترديد هذه العبارة ..اين اجهزة كشف المتفجرات التي وزعت على السيطرات الامنية في كل تقاطعات ونقاط التفتيش في العاصمة ..ام انها تكتشف العطور فقط ..وتفتش على طريقة الاطفال في اللعب ..اين الاجهزة الاستخبارية التي يجب توفرها لمنع نزول السيارات المفخخة الى الشوارع ..فحين تنزل الى الشارع تكون هناك فاجعة ...ولايعود ثمة فائدة تذكر لنقاط التفتيش في شوارع مكتظة بالمارة والسيارات والدوائر الحكومية والمحال التجارية ...كان يجب ان ينتهي عصر السيطرات ونقاط التفتيش الثابتة منذ فترة بعيدة لنتقل الى المراحل الامنية الاخرى ..الى مرحلة تعقب المجرمين الى عقر دارهم والقاء القبض عليهم قبل ان يتمكنوا من القيام باي عمل اجرامي او ارهابي جبان ...لكن القوى الامنية لم تطور نفسها او تحسن من قدراتها بل تخاملت وتكاسلت وهي تقتدي بقادتها الأمنيين الذين تركون مسؤولياتهم وجلسوا يتباحثون حول التحالفات السياسية ويحلمون بمناصب قادمة وينفقون من اموال الوزارات مااستطاعو الى ذلك سبيلا خدمة لغاياتهم الشخصية وارضاءا لطموحاتهم التي هي من وجهة نظرهم فوق الشعب وفوق حق الانسان العراقي في الحياة ..من يدعي الوطنية عليه ان لا يتاجر بالشعارات بينما تراق قطرة دم واحدة من ابناء شعبه ..اما وقد ازهقت ارواح المئات وفجعت عوائل باكملها فقد اصبحنا على يقين بان هناك خللا كبيرا وذنبا كبيرا لا يغتفر يرتكبه اولئك الذين يعتلون صهوات المناصب العليا في الاجهزة الامنية العراقية ووزاراتها ...فليس من المعقول والمنطقي ان نصدق ان الارهاب يضرب هذه الضربة الموجعة في وضح النهار وفي قلب بغداد وعلى مسافة قليلة من نفس المكان الذي حدثت فيه تفجيرات الاربعاء بدون ان نقف قليلا لنتسائل عن السر في ذلك ..عن الرسالة التي يوجهها الارهابيون والقدرة التي يتمتعون بها والامكانيات الهائلة التي تجعلهم قادرين على الفتك بابناء شعبنا ومؤسساتنا بهذه الكيفية المروعة ..لندع ذلك كله ولنتحدث عن الوجه الاخر للعملة والشكل الاخر للمعادلة ..فكلما زاد الارهاب يعكس الخلل الكبير في بنية قواتنا الامنية والتلكؤ الواضح في اداء واجباتها والتغلغل المرعب للفاسدين في بنيتها والخرق الفاضح في مؤسستها ..حين يحدث كل هذا وكلما ازدادت قدرة الارهاب على الضرب من جديد وبنفس القوة نصبح على يقين بان مؤسساتنا تحتاج الى تطهير من العناصر الفاسدة وفي المقدمة منهم المسؤولين الامنيين الذين يتحملون النتيجة كاملة فيما حصل وقد يحصل مستقبلا اذا ماظلت الامور على ماهي عليه ..فارواح الناس وومتلكات الشعب مقدسة ويجب ان لا نسمح لاي كان بالمتاجرة بها او المزايدة عليها تحقيقا لمصالح خاصة ...الاهمال بحد ذاته جريمة يحاسب عليها القانون وخاصة القانون العسكري لان في اهمال رجل الامن تبعات كبيرة ..انه ليس اهمال في توقيع او انجاز لواجب في دائرة احوال مدنية او تبليط شارع ..انه اهمال يقود الى تخريب مجتمع كامل ,...فعندما نفقد هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى ..هذا يعني ان هناك حيا كاملا من الايتام والارامل ...اهمالكم ايها السادة قاد الى تدمير جيل كامل ..فاعلنوا مسؤوليتكم المباشرة او غير المباشرة وارحلوا عن مناصبكم قبل ان يسقط المزيد من الابرياء
https://telegram.me/buratha