علي عبد الزهرة الكعبي
خرجت احد الأيام من مكان عملي وانا احمل في يدي بعض الصحف ، وبينما كنت أسير في احد الطرق وإذا بي أقف أمام طفل يجلس على احد مفترقات الطرق ، فتمعنت النظر إليه فوجدته يحمل هموم هذا الوطن بأكمله من حيث الحزن الذي يخيم على وجهه وملابسه الرثة والقديمة التي تحكي عن الحرمان والعوز ، فقلت له : ياولدي ، أتحتاج إلى مساعدة ، فنظر الي بتأمل وحسرة ، وأطال النظر الي حتى كأني اقرأ في أفكاره انه حلل سؤالي إليه وقال يا عم أريد ان أسألك سؤالا واحدا لاغير .فقلت له : اسأل ياولدي ، قال : عم لماذا لا يعدم من قتل أبي ، ودمعت عيناه وعيناي معه ، فقلت له : يابني انا معك في كل همومك وما تحمله من الم وحسرة ، فانا اسأل نفس السؤال ولا أجد جوابا شافيا ومقنعا . وقال أيضا : ياعم هل تعلم الحكومة ماذا يعني ان يقتل أبي أمامي من دون ذنب ، وقاتله ينعم باحسن المعاملة في السجن ، صحيح انه حكم بالإعدام لكن ما الفائدة من الحكم بدون تنفيذ !! ؟
وشعرت بان هذا الولد الصغير كأنه أستاذ جامعي يعلمني دروسا وعبر ، وجعلني اسأل نفس ذلك السؤال ، فإذا لم تضع الحكومة حلا لهذا السؤال المحير ، فان الجريمة سوف تزداد يوما بعد آخر ومن دون خوف أو وجل ، لأنه "من امن العقاب أساء الأدب " ، وأي إساءة هذه التي تبعثر أجساد الأبرياء وتقطعهم اشلاءا متطايرة إلى السماء ، وفي كل يوم يخرج على شاشات التلفاز المسؤولون الحكوميون ويقولوا : أنهم بعثيون وقاعدة ، وهنا نقف وقفة تأمل ونسأل الحكومة : من ارجع البعثيين إلى الدولة بحجة المصالحة الوطنية وكسبا لرضا دولا معينة ؟؟ارحمونا ياحكام من عودة البعث ، وإذا ما بقيتم تتفرجون على هذه المأساة فان ثورة الإصبع البنفسجية كفيلة بتغيير هذا الواقع المؤلم ...
https://telegram.me/buratha