المقالات

الحرباء والسياسي

968 17:48:00 2009-10-27

شلال الشمري

(يُحكَى بأن أهل قرية مسيحية في لبنان أصابهم ضيق شديد من كاهن الكنيسة،في سلوكه وجهله وتسلطه ورغبته في مصادرة كل شيء من الكنيسة إلى المدرسة ،فشكوه إلى مطران المنطقة،طالبين استبدال آخر به.وتكررت الشكوى ؛ولكن المطران لم يغيِّر الكاهن ،ولاتغير الكاهن فذهب وفد من أهل القرية إلى مفتي المسلمين وأعلنوا إسلامهم ،وطالبوه بإمام للكنيسة بعد تحويلها مسجدا.فاستمهلهم أياماً،وبعدها أرسل اليهم الكاهن ذاته،وقد أصبح شيخا بعمة بيضاء ،ومن دون تبديل في جبته أو عقله أو سلوكه!)ـ المفكر هاني فحص/مج5 لة الوعي المعاصر02005

عندما يكون الهدف هو الامتيازات القارونية التي سيضمنها الفوز بالانتخابات ، وليس مشروع بناء دولة تتشكل اللافتة الانتخابية على وفق مايضمن نجاحها ، ويصبح (الأمير) ـ تأليف الكاتب الإيطالي مكيافلي ـ هو الكتاب المقدس لأغلب سياسيينا الذين يحثون الخطا للقائمة التي تضمن لهم الفوز، و يصح القول : إنها أصبحت قوائم "موزائيكية كوكتيلية" غير مستساغة الطعم ، تجمع المتناقضات تذكرنا بالقائمة العراقية بزعامة الدكتور أياد علاوي القومي ، وعضوية حميد مجيد موسى الشيوعي ، و إياد جمال الدين العلماني المعمم ، و السيد حسين هادي الصدر رجل دين ، وعدنان الباججي ، وعزت الشابندر ، ومهدي الحافظ ، وصفية السهيل ، و وائل عبد اللطيف ،وميسون الدملوجي ، الديمقراطيين الليبراليين ، ورضوان حسين الكليدار ، وخير الله كريم كاظم رجلي دين ، إلى جانب التيار العشائري الذي يشمل أنور أحمد عجيل الياور ، وحسين علي الشعلان ، وفلاح حسن النقيب ، وجمال البطيخ ، وحاجم الحسني الإسلامي والقومي أسامة النجيفي ،

هذا التنوع الذي يفتقر إلى وحدة المنهج ويحمل بذور تناقضاته سرعان ما تفكك بعد انتخابات عام 2005، وفشلت القائمة العراقية في أن تكون معارضة فاعلة ؛ للسبب أعلاه إلى جانب دكتاتورية السيد رئيس القائمة الذي صادر آراء و أصوات أعضاء كتلته ، ولم يعرها اهتماما ويبدو أنه يشعر بتفضله عليهم بإيصالهم إلى عرش البرلمان وأنه صاحب رأس المال والمساهم الأكبر . وهكذا تتشكل الاصطفافات الجديدة والتي هي عبارة عن زواج مصلحة(أحدهم يموِّل والآخر عليه السمعة) ، لغرض عبور عنق الزجاجة المتمثل بالانتخابات القادمة بداية العام 2010، ونستهل شوطاً جديدًا من سياسة التوافقات والمحاصصات الطائفية ، التي تجعل عجلات الحكومة "محلك سر" تراوح في أرض موحلة بعد أن يطمئن الفرقاء الفائزون على نصيبهم من الغنائم التي تغطي مصاريف منتجعاتهم السياحية خارج العراق.

إن آلية القائمة المفتوحة التي تطرح نفسها على الأطراف السياسية قد تقطع الطريق أمام العناصر الدخيلة والضعيفة من مناضلي الحواسم الذين صوَّروا الأمور وكأنهم مفجرو الثورة وقادة التحرير ، وانهم ورثة النظام البائد الذين يحاولون اتخاذ السلالم الخلفية سبيلاً لتسلق جديد واستغفال جديد. لاشك أن الأطراف السياسية في مأزق صعب جدا ، فبعد أن استقبلهم الشعب العراقي استقبال الفاتحين في انتخبات عام 2005، فإنه يستقبلهم في العام 2010 بمنتهى الشك والريبة والفتور والرفض ، وسيفتش الشعب عن رجالاته كمن يفتش عن احجار كريمة وسط جبال من التراب ، وسوف لن تتكرر النظرة الغربية إلينا بأننا شعب 90% منه أذكياء يقوده 10% من الأغبياء لقد أدرك المواطن أن الأمن والخدمات من ماء وكهرباء وصحة وتربية وتعليم لايمكن أن تأتي إلا من خلال رؤية ومشروع لبناء دولة ، تستطيع الدفاع عن المنجز المادي الذي يكون عرضة للخلايا "الحواسمية" النائمة ، إذا لم يكن للمواطن مشروع وطني ، يعتز بالانتماء له ، يمتلك قدرة الردع على المستويين الداخلي والخارجي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-10-28
المقاله تتضمن مقطع من قصة غاية في الروعة لدقة هدفها في المقالة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك