احمد عبد الرحمن
لايختلف اثنان على ان من بين اسباب وقوع العمليات الارهابية بصورة متكررة وفي مناطق في قلب العاصمة بغداد، ومدن اخرى هو الاختراقات الخطيرة للاجهزة الامنية والتشكيلات العسكرية من قبل المجاميع الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة التكفيري وبالبعث الصدامي.ولايختلف اثنان ايضا على ان بناء منظومة امنية وعسكرية بطريقة مهنية، وعلى اساس الكفاءة والولاء والاخلاص للوطن يمثل احد ابرز المداخل نحو استتباب الاستقرار وانهاء كل مظاهر الفوضى والاضطراب والعنف والارهاب التي سادت في العراق خلال الاعوام الستة والنصف الماضية.ان ماحصل قبل اكثر من شهرين من مجرزة دموية مروعة في العاصمة بغداد، وعرفت بالاربعاء الدامي، وماحصل يوم الاحد الماضي من مجزرة مروعة اخرى، لايمكن التعاطي معه على انه احداث ووقائع عادية او عابرة في المشهد العراقي العام، فسقوط مئات الناس الابرياء شهداء وجرحى وتدمير الممتلكات العامة، واشاعة الخوف والرعب والفزع، يعني ان هناك خللا كبيرا ينبغي على كل الجهات المعنية، والحكومة بالدرجة الاساس عبر مؤسساتها واجهزتها الامنية والاستخباراتية والعسكرية تلافيه ومعالجته ووضع حد له.ان ما حصل قبل اكثر من شهرين وما حصل قبل ايام قلائل، ناهيك عن حوادث اخرى مماثلة وقعت في مدن غير العاصمة بغداد، يؤشر الى حقائق خطيرة ومؤلمة ومقلقة، لعل من بينها ان الانجازات والمكاسب المتحققة على الاصعدة الامنية والسياسية والحياتية خلال الاعوام القلائل الماضية بفضل تضحيات الكثير من العراقيين يمكن ان تتبدد وتتلاشى، ما لم يكن هناك حرصا كبيرا للمحافظة عليها.ومن بينها، ان التراجع الامني من الممكن ان يفضي الى تلكؤ مسيرة العملية السياسية، وايجاد العقبات امامها، لاسيما وان العراقيين في طور التهيوء والاستعداد حاليا للانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع اجراؤها بعد حوالي شهرين ونصف.ان اعادة النظر في الخطط الامنية، واجراء المراجعات اللازمة، يعد امرا ضروريا ولابد منه، وخصوصا بعد العمليات الارهابية التي تسببت بأزهاق ارواح مئات الناس الابرياء، وكذلك فأن التدقيق في طبيعة اداء ومهنية واخلاص منتسبي الاجهزة الامنية والعسكرية، يعد هو الاخر امرا ضروريا ولابد منه.فالاقرار والاعتراف بوجود اختراقات لاجهزة الدولة ومؤسساتها من قبل اصحاب الشأن يحتم اعادة النظر والمراجعات والتدقيق.
https://telegram.me/buratha