قلم : سامي جواد كاظم
اسلوبان لا ثالث لهما يستخدمهما الوهابية عندما ينصدمون بحديث قاصم للظهر يدل معناه على نسف افكارهم ، الاسلوب الاول تكذيب الحديث عندما يكون مصدره كتب الرافضة وبعض كتب الوهابية خلا منها كتب الصحاح وهذا لديهم حجة عندما لا يكون مصدره البخاري عدل القران حسب رايهم ، الاسلوب الثاني وهذا هو الطامة الكبرى عندما ينحصرون في زاوية ضيقة لما يتبين لهم ان مصدر بعض الاحاديث التي يعتمدها الرافضة في ردهم للوهابية مصدرها صحاحهم الستة مضافا اليها الموطأ ومسند احمد وزد على ذلك الكنز والبيهقي وابن كثير في هذه الحالة يلجأون الى تسويف المعنى او الاقلال من اهميته ومحاولة ايجاد حديث من كتبهم لا كتب الرافضة ليستخدموه دليل علينا محاولة منهم في اقناع جهلائهم وتضليل رايهم لا لاقناعنا لاننا نطالبهم بالحديث الذي مصدره معتمد لدينا كما هم يستخدمون الاسلوب الاول في ردهم علينا .ومن بين الاحاديث التي يحتقن الوهابية منها اذا ما ذكرت حديث يخص الحسين عليه السلام الا وهو حسين مني وانا من حسين الذي قاله جده الرسول الاعظم محمد (ص) ، بداية لا حجة لديهم في انكار الحديث لان مصدره كتبهم وقد جاء في المستدرك على الصحيحين 3/194 ح4820 وسنن ابن ماجة 1/51 ح144والترمذي 5/617ح3775 مسند احمد 5/182ح17111 واسد الغابة وتاريخ دمشق ولنذكر نصه في باب فضائل الصحابة عن يعلي بن مرة قال انهم خرجوا مع النبي (ص) الى طعام دعوا له ، فاذا حسين يلعب في السكة قال فتقدم النبي (ص) امام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبي (ص) حتى اخذه فجعل احدى يديه تحت ذقنه والاخرى على فأس راسه فقبله وقال : حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسيناً حسين سبط من الاسباط ... وفي بعض الروايات وانا منه ورواية اخرى تذكر ان النبي (ص) قبل الحسين من فمه .هذا الحديث بعد ما تاكد لدى الوهابية انه صحيح ولا يمكن دحضه لما ينطوي عليه من معان عميقة تؤدي الى هدم الفكر الوهابي اعتمدوا اسلوبهم الثاني في التمويه والاقلال من معنى الحديث فاتهموا الرافضة بعدم فهم معنى الحديث لهذا نراهم يرددون اجوبة لسؤال هم سالوه وهل يعلم الرافضة معنى حسين مني وانا من حسين فاجابوا عليه اجابات تدل على مدى الجهل الوهابي وحتى ندلو بدلونا في هذا الحديث انقل اليكم اجاباتهم عن معنى الحديث وفق المفهوم الوهابي حتى تطلعون على البعد الفكري لديهم ومن ثم الرد عليهم .لاحظوا اولا اعتمدوا كتبهم في الرد وهذا مردود لاننا غير ملزمين بمصادرهم كحجة علينا حيث جاء ردهم من صحيح مسلم على لسان شيخهم عبد الرحمن الفقيه حيث قال : قال الإمام مسلم في صحيحه 2472 حدثنا إسحاق بن عمر بن سليط حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله عليه فقال لأصحابه هل تفقدون من أحد قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا ثم قال هل تفقدون من أحد قالوا نعم فلانا وفلانا وفلانا ثم قال هل تفقدون من أحد قالوا لا قال لكني افقد جليبيبا فاطلبوه فطلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه هذا مني وأنا منه قال فوضعه على ساعديه ليس له الا ساعدا النبي صلى الله عليه وسلم قال فحفر له ووضع في قبره ولم يذكر غسلا.وجاء في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في اناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهمويزيدون فيقولون ومما يؤيد ماذكره شيخنا عبد الرحمن الفقيه حفظه الله : قوله تعالى : (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:249) (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (ابراهيم:36) وزاد وجاءت زيادته مصداقا لمنزلة الامام علي عليه السلام في موقف كثيرا ما تحتقن صدورهم اذا ذكروه وهو ذكر شيخهم حديث لرسول الله (ص) هو( قوله صلى الله عليه وسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا علي حسنه الألباني صحيح ابن ماجه 97) وجاءت مصادر هذا الحديث ليزيد الاحتقان لديهم .هذا راس مال المفلس ولو تاملنا بادنى التفاتة بسيطة يظهر لنا من خلال ردهم هذا علو مكانة اهل البيت عليهم السلام ونحن نقول لهم ان الاستدلال بالحديث الاول عن مسلم لاحظوا ان الرسول (ص) وحسب ادعائكم انه بعد ما راى ماراى من ان احد اصحابه قتل سبعة من العدو ثم قتل فجاء الحديث استدلالهم حيث لتضحية هذا الصحابي قال كلامه رسول الله بانه منه ، والحديث الثاني عن الاشعريين حيث بعد ما قاموا بجمع طعامهم وتقسيمه بينهم بالسوية قال رسول الله انهم منه أي بعد منقبة قاموا بها ـ هذا على فرض صحة الحديثين ـ.واما الايات القرانية فهي على غرار الحديثين حيث ان قول طالوت لمن لم يشرب من الماء فهو مني أي بعد امتحان والامر ينطبق على النبي ابراهيم (ع) .اما حديث الرسول (ص) بانه لا يؤدي عني الا علي فان مناسبة الحديث معروفة الا وهي رفض الله عز وجل ان يكون الخليفة الاول هو المبلغ عن رسول الله (ص) لسورة براءة لما بعثه الى مكة فارسل خلفه الامام علي (ع) لياخذ السورة ويبلغها هو بامر الله عز وجل ولما سالوا رسول الله عن السبب اجاب بالحديث الذي استشهد به عبد الرحمن الفقيه .الان نسالكم ماذا فعل الحسين عليه السلام حتى يقول رسول الله (ص) حسين مني وانا من حسين حيث ان الحسين غلام لم يقدم تضحية ولم يقتسم طعام كما ذكرتم في احاديثكم التي استشهدتم بها ، فلماذا قالها الرسول (ص) ؟ وزاد في ربط مكانة الحسين منه هو الحب الالهي لمن يحب الحسين (ع) هنا ماذا قصد رسول الله (ص) من كلمة مني ومنه ؟ وان كانت حسب التفسيرات التي قرأتها بانها تدل على المحبة فرسول الله (ص) لايفرق في حبه بين اهل بيته اطلاقا وتحديدا الحسن والحسين حتى انهما لما تباريا في لعبة بينهما وطلبا التحكيم من امهما عليها السلام رفضت واحالتهم لابيهما ورفض واحالهم لجدهما ورفض حتى لا يتاثر احدهما ان فضل احدهما ، فحب النبي (ص) للحسين لا يختلف عن الحسن عليه السلام ، والبعض قال ان كلمة منه ومني تعني ان علم الحسين عليه السلام هو من رسول الله (ص) اذن معنى وانا منه ان علم رسول الله من الحسين وهذا غير صحيح ، وان قيل لبيان علمية الحسين من خلال هذا الحديث نقول ان علمية الحسن عليه السلام لا تختلف اطلاقا عن علمية الحسين عليه السلام بل ان كل العلوم التي اخذها الامام علي عليه السلام من رسول الله (ص) هي بعينها انتقلت الى بقية الائمة المعصومين عليهم السلام فلا تفاضل بالاعلمية بين الائمة عليهم السلام .ونعود اذن ماذا قصد من هذا الحديث ؟ لو تمعنا جيدا في الاحاديث التي ذكرها رسول الله (ص) بحق عترته الذين امرنا باتباعهم (علي والحسن والحسين والائمة التسعة من ذرية الحسين عليهم السلام) نجد ان هنالك صفات خصها في كل امام معصوم عليه السلام ، ونجد ان كل صفة لكل امام عليه السلام تظهر عليه في عصره ، فعندما ذكر رسول الله (ص) ان الحسن عليه السلام سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين وان كان الاصح يحقن دماء المسلمين وهذا ما حصل وامتاز به الحسن (ع) والسجاد هو لكثرة سجوده مع العلم ان لدينا كثير من الاحاديث التي تذكر سجود الامام الكاظم عليه السلام ولكن الفترة التي عاشها السجاد عليه السلام غير التي عاشها الكاظم عليه السلام ويكفي الكاظم (ع) انه الكاظم ، وعندما يقال عن الامام جعفر (ع) الصادق هو لصدقه في قوله عند ظهور مذاهب وملل في عصره وهذا ما حصل من حنفية ومالكية وغير ذلك ، وعندما نذكر ان الائمة التسعة من ذرية الحسين تاسعهم القائم لانه يقوم بالحق فهل هذا يعني ان غيره من الائمة لم يقوموا بالحق ؟ العياذ بالله من هكذا قول ، الا ان قيام المهدي (عج) قيام له شان بارز في تاريخ الكون برمته .اذن حسين مني وانا من حسين تدل على علامة بارزة في حياة الحسين دون بقية الائمة عليهم السلام الا وهي واقعة الطف هذه الواقعة التي تكالب فيها الطلقاء واولاد الزنا على ابن بنت رسول الله (ص) الذي قال عنه جده بانه مني وانا منه حيث ان هذا القول هو الدليل الذي سيخلد كل من قاتل او ازر او سمع بواقعة الحسين عليه السلام ولم وينصره .فهذا الغلام كيف يكون رسول الله (ص) منه وكيف يربط المحبة الالهية بمحبته ؟ على ماذا سيقدم هذا الغلام في المستقبل ليرتبط مصريه باجل الصفات التي ذكرت في هذا الحديث ؟
https://telegram.me/buratha