المقالات

مواقف عربية مشكورة رغـم تأخرهــا

1946 22:40:00 2006-09-20

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

اهم ما كانت تعانيه العملية التغييرية في العراق، غياب المواقف الداعمة لها من الاشقاء العرب، بل ان المعاناة كانت تزداد مساحة وتأثيراً عندما تدلف بعض تلك المواقف في منعطفات حادة لا تكتفي بالابتعاد عما يجري على ساحتنا العراقية، انما بعضها راح يتورط مع سبق الاصرار بالتدخل السلبي في المشهد العراقي الامني والسياسي، وقد اتسمت المواقف العراقية ازاء تلك المواقف بسعة الصدر وهي تدرك تمام الادراك وتعلم علم اليقين بماهية تلك المواقف المشفوعة بلغة الارقام والوقائع والاعترافات التي يدلي بها مجرمون طالما سمعهم العالم وشاهدهم وهم يدلون باعترافاتهم الخطيرة التي كانت تشير الى المكان والآليات والدعم والتدريب والتمويل الذي كانوا يتلقونه من عواصم شقيقة لا نريد ان نعيد اسماءها. والجانب الاخطر بتلك الوقائع والحقائق هو شراسة استهدافها وتوقيت ازمانها وهول ضحاياها، خصوصاً بعد ان اتضح للرأي العام العربي والدولي ان مجمل العمليات الارهابية التي تحصل في العراق انما تقوم على اسس طائفية وعرقية لا صلة لها بالاهداف المعلنة كتحرير العراق من المحتل والقوات المتعددة الجنسيات.

العراق ومن موقع مسؤوليته السياسية والامنية في الحفاظ على استقرار المنطقة نبه وحذر كثيراً من مغبة تركه وحيداً في مواجهة قوى الارهاب وكان تحذيره اكثر جدية ووضوح ازاء تورط قوى مجاورة او اقليمية في اشعال فتنة طائفية او حرب اهلية او تغذية سياسة العنف الطائفي الذي تشهده البلاد حالياً، كما حذر العراق الحكومات العربية كافة وغير العربية كذلك من ان تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات السياسية والامنية فيما بينها، لكن سياسة التنبيه والتحذير التي كان وما زال يمارسها العراق مع جيرانه يبدو انها لم تحظ باستيعاب وفهم البعض الا متأخراً وبعد ان انتقلت عدوى الارهاب الى دول مجاورة عديدة، وهذا ما كنّا نخشاه ولا نريده لغيرنا بعدما استطاع الارهاب ان يجد له موضع قدم داخل الساحات المجاورة، فسوريا والاردن والكويت وتركيا والسعودية جميعها عاشت اوضاعاً امنية غير سارة خلال الايام القليلة الماضية.

من هنا تأتي اهمية اجتماع وزراء داخلية دول الجوار العراقي في مدينة جدة السعودية وما تمخض عن هذا المؤتمر من نتائج سارة حسب ما صرح به مسؤول كبير في وزارة الداخلية عندما اوضح بان الاجتماع الوزاري تمخض عنه اعلان عدد من الاتفاقيات بين العراق والدول المجاورة خصوصاً ما يتعلق منها بضبط الحدود وتسليم المطلوبين ورفع حالة التعاون والتنسيق الامني والاستخباري بين الدول المؤتمرة.الدعم الذي حصل عليه العراق في هذا المؤتمر نتمنى ان يكون باكورة عمل مثمر في مجال تحقيق الامن والاستقرار للجميع خصوصاً بعد ان عبر الجميع عن قناعاتهم بان ما يجري في العراق من خروقات امنية وعمليات ارهابية لا تنحصر آثاره على العراق فقط انما اثره يطال دول الجوار دون استثناء وكذلك المنطقة والعالم.

لاشك اننا ننظر الى مثل هذا التطور بالمواقف السياسية والميدانية باحترام كبير ونتمنى على هذه الدول ان تفي بالتزاماتها امام العراق وشعبه وقبل ذلك امام نفسها وشعوبها ايضاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك