المقالات

الصحوة المتاخرة للعشائر السنية

2841 23:20:00 2006-09-20

بقلم : عراقيــة

بعد وصول الدبابات الامريكية الى بغداد في التاسع من نيسان 2003  فرت القيادة السياسية والعسكرية العراقية بهذا الظرف العصيب وتركت الفوضى تعم البلد وفتحت الحدود حيث لا جيش ولا شرطة ولا اجهزة امنية . الجيش الذي ظل نظام البعث يمجد به ويعظمه باعتباره القوة الضاربة لحماية الوطن وتحقيق الانتصارات ولكنه ومع الاسف كان يد النظام الضاربة للشعب الاعزل و لتحقيق الانتصارات عليه  في الشمال والجنوب بعدما فشل في تحقيق اي انتصار يذكر في حروبه الخارجية التي زجه النظام فيها وبهذه المعاادلة المقلوبة  لم تبقى مدينة في الشمال  اوالجنوب الا ولحق بها الخراب والدمار, فها هي مدن وقرى الجنوب لا زالت تعيش اجواء القرون الوسطى من حيث الخدمات وثروة العراق تحت ارجلهم, وتلك قرى الشمال التي دمرت بالقصف الكيمياوي وقصف الطائرات واهلك فيها الحرث والنسل . ولكن قيادات الجيش والحزب وقوات الامن والقيادات التي فرت بدأت تعيد ترتيب اوراقها من جديد من مخابئها ولتكمل اجرامها بحق الشعب واتخذت لها عنوان المقاومة الشريفة!!! , ولمعرفتها الواسعة بمخابئ الاسلحة التي حرص النظام السابق على خزنها في مناطقه, فكونت المجاميع المسلحة والعصابات للقتل والاختطاف واخرى سيطرت على مراكز حدودية بعد احكام قبضتها على الطريق الدولي الذي يربط العراق بسوريا والاردن ونشرت عصابات السرقة والخطف والقتل على الهوية التي كثرت على ذلك الطريق الصحراوي. واخذت على عاتقها استقبال الوافدين من العربان المغرر بهم من قبل مشايخ السوء الذين احزنهم سقوط هبل ومجئ اتباع اهل البيت الى الحكم واخرين ممن تخرجوا من مدرسة الحملة الايمانية و كونوا احزاب وهيئات واصبحوا حاضنات لهؤلاء الوافدين ليفجروا انفسهم في الاسواق والاماكن العامة الاخرى , وتم التغاضي من قبل اهالي تلك المناطق من العامة ربما خوفا من تسلط تلك الجماعات عليها  عن جميع العمليات الاجرامية  التي حدثت في مناطق العراق المختلفة وباسم الاسلام والجهاد والاسلام منهم براء  , او من الذين ظلوا موالين لجرذ العوجة  حيث لم نسمع انهم اخذوا موقف من الارهاب الذي حصد الصغير والكبير من ابناء هذا الوطن الا في الفترة الاخيرة . بدأت تلك الجماعات البعثية والتكفيرية بعد ان وحدت صفوفها واهدافها تسيطر على المناطق التي احتظنتها واخذت تفرض سلطتها بقوة السلاح والتهديد بالقتل لكل من يخالف احكامهم الشرعية باعتباره مرتد وينفذ به الحكم مادامه لم يطبق ما يفرض عليه, ونشر حكم كحكم  طالبان في المنطقة بالقوة . بدأت عشائر تلك المنطقة تضيق ذرعا بتسلط هؤلاء وبكل ما يجري حولهم من اعتدائات كاستهداف شيوخ العشائر التي تنادى بالاعتدال , واستهداف ابنائهم وخاصة الذين انضموا الى قوات الشرطة لحفظ الامن في مناطقهم , و حددت حرياتهم  وابعدوا عن مركز القرار في مناطقهم بعد ان انفصلت عن  الحكومة المركزية واعتبرت امارة سلفية من اماراة الخلافة الاسلامية التي يحلمون باقامتها بحد السيف . بدأت العشائر باعلان الحرب على هؤلاء وعلى ما جاؤا به لادراكهم ان الطريق الذي ساروا به لاحتضانهم الارهاب والارهابيين لم يوصلهم الى نتيجة تذكر بعد ان انكشفت لهم نوايا واعمال تلك الجماعات, وايضا بعد ارتفاع الاصوات التي تنادي بالفيدرالية والحكم اللامركزي للاقاليم والذي واجه مواجه عنيفة من قبل الجبهات البعثية داخل البرلمان ورفضوا مناقشة المشروع حاليا وحتى ان البعض كان متخوف في حال اقراره من سيطرة المد السلفي واقامة حكم طالبان في مناطقهم كما صرح بذلك الرفيق خلف العليان . فمن غير الممكن ان يكون الذين كانوا بالامس في مراكز عليا في الدولة ومقدرات البلد بين ايديهم تحت حكم  من يطبق عليهم احكام مستوردة  وعلى يد اناس استقدوهم من خارج الحدود باسم المجاهدين وهم على علم تام من يكونوا وما هي خلفياتهم . والسؤال لتلك العشائر لماذا لم تتحرك منذ البداية قبل ان يتزايد اعداد الضحايا الابرياء والذي اصبح يقدر بمئات الالاف نتيجة السيارات المفخخة والتي تفخخ في مناطقهم واغضوا الطرف عنها, والانتحاريين العرب الذين وجدوا من يحتضنهم ويأويهم من تلك المناطق ايضا ولم يتحرك لهم جفن ولم يبلغوا عنهم احد ليحقنوا بذلك دماء المسلمين ويكفوا البلد شر فتنة وحرب اهلية تاكل الاخضر واليابس وتحيل البلد الى خراب ودمار والمستفيد الاول من ذلك هو قوات الاحتلال  التي فسحت لهم المجال لتوصل البلد الى خيار الفتنة الطائفية والحرب الاهلية ؟؟؟ ام لان الضحايا من اتباع اهل البيت عليهم السلام  ليس في حسبانهم وعندما دق الاجرام بابهم اصبح الامر خطير ولا يمكن السكوت عليه ؟؟؟ حسنا اذن فلتبدا تلك المحافظات ولو انها متأخرة بتعاون كل من تضرر منهم ومن الشرفاء بالتخلص من العناصر الدخيلة على اراضيها والابلاغ عنها وانهاء حالات العنف والجريمة والقتل العشوائي وانهاء الاحكام التي لم يعهدها عامة السكان من تلك المدن بعد فقدان سلطة الحكومة المركزية فيها والتعاون على اعادتها من جديد في حال عودتهم الى صفوف الشعب العراقي .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك