المقالات

ذكرى الحرب العجفاء والقائد الضرورة على مسار ربع قرن

1503 03:29:00 2006-09-24

بقلم: مروان توفيق

ذكرىربع قرن مضى وها نحن في ذكرى الحرب المشؤومة , قادسية الطاغية الحبيس. ببزته العسكرية ونياشينه الملمعة وسيجاره الفاخر كان القائد( الضرورة) يحرك الجيش العراقي كتحريك لاعب شطرنج لامبالي لبيادقه, وماضره في ذلك فاولئك الذين على جبهات القتال كانوا لاشي عنده فهم حراس البوابة الشرقية ومن حسن حظهم ان يموتوا على (الساتر) بدلا من الموت في زنازين التعذيب فما اعدل الامير ,وأن كان يجود على شجعانهم الاشاوس بانواط ملونة لينتفشوا فخرا ويتحفوا الناس ببطولاتهم الكارتونية وحركاتهم المتملقة المستكينة للقائد المظفر ليصبحوا من اصدقاء الريس , نعم فالذي يحصل على اكثر من نوط كان يعتبر من الاصدقاء اذا كنت تذكر ايها القارئ, فيا للشرف . كانت ابواق الدعاية البعثية تغسل عقول الناس باكاذيبها وبطولات جيشها الغازي الذي كان يصد الريح الصفراء المجوسية , ترافقها الاناشيد الحماسية المدوية حتى قيل فينا ان العراق بلد المليون نشيد , دعايات مدروسة يسمعها السذج من الناس فتنطلى عليهم ويرعاها من كانت المصالح تشبعه نهما من (اكراميات) السيد القائد. أما دول العربان الكريمة فقد اثبتت كرمها العربي الاصيل في مساعداتها واغداقاتها الكريمة على الفارس وشعبه المقهور , نعم (فمنهم المال ومن الشعب العراقي العيال) كما قالها اكثر من مرة احدهم, ثم تأتي زيارة الجار الكابتن وكم مرة يعاود اداء التحية العسكرية للمعتوه صانع القادسية لينفشه فخرا فارغا وهو الذي لم يخدم يوما واحدا في خدمة العلم, كان الجار الكابتن الملك السعيد سعيدا بفوران النفط في اراضيه من جراء القادسية فتملقه المقزز لمعتوه العوجة كان شيئا لابأس به مادامت الخطة في حفظ البوابة الشرقية تمشي على قدم وساق. ثمان سنين, ياللعدد المرعب للذين ماتوا وشردوا وهجروا من اراضيهم واوطانهم وللناس الذين عوقوا وفقدوا اعضاءهم, ارامل ويتامى , ثواكل ومصائب لكن العلم الخفاق كان يخفق عاليا ضاحكا على حماقة الناس واستكاناتهم ومعه القائد المغوار في قصوره الحجرية يتمتع في اذلال العسكر وابناء الوطن ظانا كغيره من الطغاة انه سيعيش ابدا على عرشه. اذكر يوم نهاية الحرب وكلنا يذكره, كنت سعيدا بنهاية الحرب لسذاجتي عندما افاقني صديق محنك قائلا: البنادق التي كانت موجهة نحو الشرق ستتوجه نحو الداخل والعاقلهو من يجد له منفذا او ملجأ . وكعادة البعث بخسته بدأت الاعدامات والمطاردات وقصف المدن والقصبات في الشمال والجنوب .نعم انتهت الحرب ولكن حرب الشعب لم تنته ومعاناة الناس بقيت الى يومنا هذا. مضى الزمن حثيثا وتبدلت دول, ربع قرن ليس بالعهد الطويل لمن كان الصبر مفتاحه ولمن كان يؤمن بأن للباطل جولة. نعم مات الكابتن الملك وصلى عليه اليهود الصهاينة فيا للموتة الذليلة! ومات وزير التصنيع العسكري شر موتة وهو الذي اختصر الايام ليتحول من سائق القصر الى وزير الاركان وكلنا يذكر نباحه وهو يقول (انت حسين واني حسين) ايام قصفه لمدن الجنوب ايام الانتفاضة,ومات وزير الدفاع في طيارته , اغتيالات وسجون واعدامات واعواد للمشانق والاوامر تأتي لتنفذ كما يشاء الاسياد حتى طفح الكيل وحتى عتا المعتوه على اسياده وركبه الغرور وكأنه يقول انا ربكم الاعلى.وهكذا تضاربت المصالح وهاجت الريح وسقطتالنياشين, والبزات الملمعة المكوية اختفت في حفر الجرذان ليمسي القائد الفذ حبيسا عند اسياده كحيوان سيرك عاد الى قفصه بعد انتهاء وصلته في ساحة العرض. وتلك الملايين التي فقدت زهرة الحياة في السنين الثمان لابواكي لهم , فقد اضمحلت الذكريات وطوت سنين الحزن تلك الايام البائسة وذوت زهرة الشباب لمن بقى يجتر تلك التعاسات . كان للباطل جولة ولم تغفل يد الاقدار الرحيمة عن المظلومين. اما الذين صنعوا الطاغية بذلتهم وارتضوا خسة بدلا عن العزة فقد ضربت عليه الذلة وعميت ابصارهم وهم مازالوا على العهد الخسيس يتوارثون الدناءة والغدر, ولكنهم اشلاء ممزقة في وطننا الحزين يتحينون الفرص لقتل ابرياء وسحق كبرياء فما اغباهم الا يروا نهاية صاحبهم وحاشيته بعد مصائب ربع قرن من زمان. ربع قرن من زمان اصبح القائد حبيسا في انتظار رصاصة الرحمة من اسياده , واصبحت الدولة المعتدى عليها قوة كبيرة تقف بوجه المعسكر المتسلط على شعوب الارض, تمضي قدما نحو اهدافها, فمتى نغسل احزاننا ونريح ارواحنا من قتال وصراع صنعته شياطين الارض ومتى نسترجع ذكريات حرب مقيتة ونقول كانت في ما مضى ومضى معها من كان يغذيها ويبوق لها , امنية من اماني , و الله تعالى مع الصابرين. مروان توفيق
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك