المقالات

لماذا نسيتم هؤلاء ؟

1780 21:01:00 2006-09-24

( بقلم: عبد الكريم الحيدري )

اختتم قبل أيام في لندن المؤتمر الدولي للمقابر الجماعية في العراق نظمته ( مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا ) ومقرها لندن, وألقيت في المؤتمر العديد من البحوث القيمة حول المقابر الجماعية التي انشأها نظام صدام المقبور, منها بحث بحث الدكتور صاحب الحكيم والدكتور إبراهيم بحر العلوم والدكتور طالب الرماحي الذي جاهد على مدى ثلاث سنوات لتخليد ذكرى شهداء المقابر الجماعية الذين نستهم الحكومات الثلاث المتعاقبة بعد سقوط النظام, ولم تذكر وتخلد الشهداء إلا عبر حملاتهم الانتخابية وقد تساءل المثقفون والإعلاميون في النجف الاشرف التي قدمت اكبر عدد من الشهداء عبر تاريخها المعاصر سيما بعد الانتفاضة الشعبانية, عن عدم تسمية الإدارة المدنية احد ساحاتها او شوارعها أو مدارسها بهؤلاء الأبطال, فضلا ً عن إقامة نصب تذكاري يخلد هؤلاء الأبطال الذين نالوا الشهادة على يد اكبر جلاد دكتاتور في التاريخ وقدموا أرواحهم قرابين لدينهم, ومذهبهم, مذهب الحق, مذهب أهل البيت(ع), إنهم بحق شهداء الإسلام... وتحدوا الطاغوت ودباباته وطائراته وجلاوزته وجعلوها هباءً منثوراً.. إنها حقاً المعادلة الظالمة.. فأين تلك الوعود برعاية عوائلهم.. وأين تلك الدعوات التي علت المنابر وقالت إنها ستكرم هؤلاء الشهداء.. لربما قائل يقول بعد حين.. فنقول كلا .. لان اغلبهم ليس لديهم احد من هؤلاء الأبطال.. من منا ينسى رحيم الكعبي.. رياض الياسري.. محمد الخرسان وإخوته.. إبراهيم الخوئي ورفاقه .. حيدر العبودي.. العذاري.. فخر الدين.. محيي الدين.. الجصاني.. معلة.. العكايشي.. الطرفي.. الخاقاني.. التميمي.. أولاد سفر علي.. بحر العلوم.. الحكيم الطريحي.. الجواهري.. آل المعمار ..الحلو... وعشرات العوائل والأسر النجفية الأصيلة التي قدمت أبناءها قرابين.. نجد إن جميعها لم يتبوأ احد منهم احد المناصب وان أبناءها ما زالوا عاطلين عن العمل ولايستطيعوا حتى أن يوظفوا أولادهم عمالاً في البلدية أو البريد فضلا ً عن الشرطة المحلية وأجهزتها.. وإنهم يومياً يطرقون أبواب اللئام.. فيجدوها مفتوحة لأولئك المتحزبين ... وموصدة بوجههم.. لا لشيء إلا لكونهم بعيدين عن الانتماءات الحزبية وانصهروا بحب ولاية أمير المؤمنين (ع).

وبعد كل هذا نجد وسائل الإعلام لم تتطرق ولو ببنت شفة عن أول مؤتمر عالمي لشهداء المقابر الجماعية.. فخلال الأيام الماضية راقبت القنوات الفضائية ومعظم الصحف المحلية والوطنية في العراق ومواقع وكالات الأنباء وشبكاتها.. فلم يتطرق احد ولو من بعيد عن هذا المؤتمر.. إنها مظلومية أخرى تضاف لمظلومية أتباع مذهب الحق..

اني اعرف شخصياً منظم المؤتمر الدكتور طالب الرماحي ابن النجف الاشرف البار وشاهدته كيف يتجول من مدينة لأخرى ومن مقبرة لأخرى.. ومن مؤسسة لأخرى لأجل توثيق المجزرة .. وقابل ذوي الشهداء واتصل بالمثقفين والكتاب والسياسيين.. لأجل توثيق المقابر الجماعية .. تعرفون لماذا؟ لأنه بحق احد أبنائها.. ويسعى بإخلاص وجد لكي لا ننسى جرائم الطاغية تمر مرور الكرام.. وانه سعى للاتصال بكل من يريد أن يساهم.. فقلت له لماذا لا تلتقي بـ ( ) وتعرض له مشروعك.. فما كان من فلان إلا إنه رفض مقابلته بحجة إن الكثير يستغل مقابلته ويتاجر بها بوسائل الإعلام؟! فمن هو الذي يتاجر بدم الشهداء .. بدم إخوتنا وأحبتنا الجواب متروك للتاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك