المقالات

ايها التركمان لا تضيعوا انفسكم مع العربان

1905 05:43:00 2006-09-27

( بقلم : د. حسين ابو سعود )

 ايها التركمان لا تضيعوا انفسكم مع العربان ، هذه العبارة الصحيحة الفصيحة الصريحة قالها بالنص الدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب في جلسة البرلمان بتاريخ 25 /9/2006 مخاطبا الاعضاء التركمان في المجلس اثناء مناقشة لجنة تعديل الدستور ، قالها عندما طالب الاستاذ سعد الدين اركينج رئيس الجبهة التركمانية باضافة عضو تركماني الى لجنة تعديل الدستور ، وقد رفض رئيس المجلس الطلب فورا من دون اخذ راي اعضاء المجلس، وقد منع الاستاذ عباس البياتي الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق من الكلام قائلا بان من حق رئيس الجلسة ان يقطع الكلام غير المثمر ، والحق ان من حقه ان يمارس حقه في قطع الكلام غير المثمر ولكن كيف عرف بان كلام الاستاذ البياتي غير مثمر وهو لم يسمح له بالكلام اصلا وانما قال له : ايها التركمان توحدوا اذا تريدون ان تكون لكم ميزة وحتى نستطيع ان نتعامل معكم وانتو متفرقين بين الكتل السياسية ، منين تريدون تغرفون ) وقد اعقب كلامه بابتسامة عريضة ، ولا احد ينكر طبع المشهداني المتسم بحب المزاح والدعابة الا ان كلامه هذا يحمل بين طياته الكثير من الموضوعية والدقة ، نعم لقد قالها بالبنط العريض : ايها التركمان اتحدوا ولا تضيعوا انفسكم مع العربان ، لان التوحد سيجعل للصوت التركماني وزنا وقدرا واهمية .

ويبدو لي ان الطريقة القاسية التي استخدمها المشهداني يقصد منها اعلام التركمان الى حقيقة شأنهم واهمية توحدهم ولايقاظهم من سباتهم ،خاصة وان الطيور قد طارت بارزاقها وتم تقاسم الكعكة العراقية تماما ولم يبق منها الا الفتات، والا هل يعقل ان لا يحصل التركمان وهم القومية الثالثة في البلاد الا على وزارة واحدة مع ان استحقاقهم هو منصب سيادي واحد مع وزارتين اثنتين ، نعم انه اصاب كبد الحقيقة واسدى نصيحة تاريخية للتركمان بضرورة التوحد وعدم اضاعة الفرصة ، خاصة وانه قد أقر بكون التركمان مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي .

هذا وقد رأى القادة التركمان والشعب التركماني مدى الحيف الذي لحق بهم ومدى التهميش المتعمد الذي تعرضوا له منذ سقوط النظام الى الان ، وانا لا اريد ان اخطئ القيادات التركمانية في تحالفاتها مع الاحزاب الاخرى لان هذا امر له محاسنه ايضا ، حيث ان التوزع على الكتل السياسية والتحالفات القوية القائمة توصلهم الى البرلمان لا محالة فهم مع انقسامهم وتوزعهم وصلوا الى البرلمان بعدد لا باس به من الاعضاء ، ويمكن لهم البقاء على هذا النمط شريطة ان يشكلوا فيما بينهم مجلسا اعلى للحركات السياسية التركمانية مهمتها تنظيم البيت التركماني بعيدا عن الخلافات الطائفية العقيمة وبعيدا عن المصالح الفردية الانية ، وسوف يظهرهم هذا المجلس ككتلة واحدة وان توزعت تحالفاتهم ، وان ولائهم الاول والاخير يكون للقضية التركمانية العليا ، ولا سيما ان المرحلة حرجة للغاية تتطلب سرعة التحرك وسرعة اتخاذ الموقف الموحد لمواجهة التسلط الجديد للجماعات القوية الموجودة على الساحة السياسية ، ويظل مسالة اندماج التركمان في حزب سياسي واحد مؤثر وقوي حلما صعب التحقيق او قد يكون مستحيلا ، ولكن تنسيق المواقف من خلال مجلس اعلى للحركات السياسية التركمانية يبدو ممكنا وعمليا ، وليقبلوا ما قاله الدكتور المشهداني بروح رياضية عالية ويفكروا بمصلحة الجماعة ويفضلوها على المصالح الفردية ، فالوقت عصيب والتحديات كبيرة ولنردد جميعا : ايها الزعماء والسياسيون التركمان اتحدوا قبل فوات الاوان و لا تضيعوا انفسكم فمستقبل الاجيال امانة في اعناقكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك