المقالات

ليست بالطلاسم

1602 18:47:00 2006-09-30

بقلم: مروان توفيق

أيعقل أن يترك التاجر تجارته الرابحة ليغامر في اخرى طمعا في مكسب غير مضمون؟ لا يظن العاقل ذلك! وهل لمن يملك بستان كبير يدر عليه ماشاء من مكسب هل يصح أن يتركه ويسرح عماله المخلصين ثم يحرث الارض حرثا ويحيل ذلك البستان الى ارض جرداء حالما بمكسب جديد ؟ لا يؤمن العقلاء بهذا الا اذا اصاب التاجر مس من جنون. في التجارة كما في السياسة, المكسب المادي والتفوق هما غاية الغايات وليس هناك هدف اخر للتاجر ومثله السياسي سوى الكسب والغلبة أما الرحمة والشفقة فهي للضعفاء ينادون بها . تأمل عزيزي القارئ هذا المثال البسيط وقارنه مع من جاء من بعيد ونزل ارض العراق, هل يعقل لهذا الدخيل ان يتنازل عن احبابه القدامى وعماله المخلصين الذين حكموا البلاد واكثروا فيها الفساد لعهود طويلة وقدموا الخدمات والمكاسب الى غير ابناء وطنهم و اداروا البلاد كما يتمنى الذين يحكمون العالم بجبروتهم واستكبارهم. هل اصاب القوم مس من جنون؟ وقرروا ان يسرحوا عمالهم وعبيدهم الذين رفعوا شعارات كاذبة ضللت هذه الامة لسنين طويلة, وادخلوها في حروب عجفاء طويلة كلفت اموالا طائلة وأرهقت اجيال ! هل يتناسى اهل الجبروت والاستكبار الحروب التي طحنت بلادا وتركت خرابا وكانوا هم الذين ربحوا بذلك الخراب والدمار بتضعيف عدو جديد لهم وحصره وتشويهه, حالفهم في ذلك الكثير من اهل الاستكبار . هل مجيئهم الى الارض البعيدة كان تكفير عن ذنوبهم ؟ لا يظن أي عاقل كذلك فأهل السياسة غايتهم التوسع والسيطرة وقد قدم لهم فساد هذه الامة مايبرر دخولهم وتوطن قواتهم في ارض الذهب الاسود كما برروا لهم ذلك أيام غزوهم لدولة جارة صغيرة, عندما أتت جيوش الارض لاعادتها لاصحابها وتركت الظالم يصول ويجول في بلاد الرافدين بظلمه . هذا الظالم لازال على قيد الحياة وتحت حماية الدخلاء, ولو كان بيد ابناء شعبه لكان في خبر كان منذ عهد بعيد. هذا التاجر والسياسي الدخيل يظهر الكره للظالم ويعاقبه لخروجه عن المخطط ولكن يكافأه بابقاءه على قيد الحياة جزاءا على حسن صنيعه بخلق كل المبررات اللازمة للدخول الى اراضي السواد. لماذا بعد هذه السنين الطويلة يبقى الظالم حيا وهو في (يد العدالة), ويطلق سراح كثير من جلاوزته وهم حاشيته في الظلم والجرائم ؟ سؤال ليس بالصعب اجابته, ان التاجر المغامر يتمادي في غيه ولايريد الشر كل الشر لصاحبه وعبده المسخ, انه يتمنى ان يجمله ويعيده بعد ان يسقيه اكسير الشباب , ولما كان هذا بالامر المستحيل فأن التاجر لا يفتأ في ايواء عماله القدامى اصحاب الظالم المعتوه, انه يحضرهم لاجل قريب , ولغاية اعادة الحال القديم.التاجر الماكر لا يترك حجة الا وينادي بها من اجل اطالة نزوله للاستحكام في الارض الجديدة, انه لا يترك فرصة للايقاع بين ابناء البلاد الا ويستخدمها بمكره وأن كان يبدي غير ما يخفي حاله حال اهل السياسة والمصالح. هذا التاجر المغامر ماهر حقا ولكن تنقصه خصلة لايملكها , انه عاجز عن رؤية سنة من سنن الكون وهي ان الظلم زائل , ولا عجب ان تفوته هذه الخصلة فالذي ينظر بعين المادة أعور ناقص الرؤية, يحسب انه يحسن صنعا ولكن الدوائر تدور عليه , فتراه يتخبط في تجارته وكسبه حينا بل في كثير من الاحيان, يبدوجليا لاهل العقل انه اهوج بغروره الذي يأخذه مأخذا بعيدا في ظلمه. عماله القدامى على العهد في تلونهم , فمبادئ حزبهم هي التلون وكل غاية عندهم تبررها الوسيلة يقبلون بحلف مع الشيطان وهم الان يلبسون مسوح الرهبان من اجل عودة الى ماض .تاجرنا الماهر يتخبط, ويخسر كل يوم جولة, واعورار عينه اغفله عن اعداءه المظلومين, الذين بفضل سنن الكون التي لايعلم بها , تسدوا سدة الرياسة في بستان السواد, واصدقائهم الطيبين ينظرون من كثب , الاصدقاء الذين عانوا من جشع التاجر منذ اقامة دولتهم وأن اصبحوا ندا لند مع التاجر الاهوج, وغدوا يباهون الامم بسلاحهم وعسكرهم المرعب. تاجرنا الاعور دجال معروف, لكن عورته اعمته عن حقائق وتقوده الى ورطات بعد ورطات وسقطات بعد سقطات , وعماله القدامى رغما عن تلونهم وتقلبهم يعيشون كجرذان في مستنقع. سنن الكون لا تعرف تاجرا وغنيا ولا تنخدع بمن يتلون من اراذل, انها تدوس بقوتها وتطحن بعجلتها فراعنة العصر, فرفقا رفقا , الفجر قادم لابد.مروان توفيق
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك