المقالات

دار.. يدور.. دوائر

2187 01:37:00 2006-10-01

( بقلم : منتصر الطائي )

الدوائر الحكومية.. إلى وقت ما لم أكن اعرف سبب تسميتها بهذا الاسم.. إلا إنني وفقت أخيرا(والحمد لله رب العالمين) لمعرفة سبب ذلك..

(فالدوائر)..جمع دائرة.. والدائرة هي خط أو مسار منحني يبدأ من نقطة وينتهي عند نفس تلك النقطة.. ومعنى ذلك أن نتيجة السير المتواصل على هذا المسار الملتوي لا ينتهي بنا إلا من حيث ابتدأنا، ولعل هذا هو المصداق الحقيقي لكل دوائر الدولة، ابتدءا من موظف الاستعلامات(قبغ الدائرة) ومرورا بمسؤولي الأقسام وانتهاء بمدير الدائرة(أعلى الله مقامه) !!.

فالمواطن المراجع لأي دائرة من دوائر الدولة يمر بسلسلة من الإجراءات الروتينية التي لا تقدم ولا تأخر شيئا بالنسبة للدائرة بينما تضر كثيرا بالمراجع المسكين المستكين الذي ليس له حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، من قبيل (انتظر ساعة) مع العلم أن المعاملة لا تحتاج إلا إلى توقيع روتيني بسيط، وهذا التوقيع لا يستحق أكثر من دقيقة واحدة من الزمن في أسوأ الاحتمالات..

أما قضية(روح وتعال باجر) فهي طامة كبرى بحد ذاتها.. فكم من مراجع اشتعل رأسه شيبا من كثرة مراجعاته إلا أن معاملته لم تنجز علما إنها لا تحتاج إلا إلى بعض الجهد البسيط في البحث والتدقيق..هذا غير الفساد الإداري المتمثل بالمحسوبية والمنسوبية(فيتامين واو !!) الذي مازال هو المعتمد في اغلب دوائر الدولة(لتمشية) أي معاملة ومهما بلغت درجة صعوبتها وعدم قانونيتها..

أما الرشوة – عفواً – اعني (الإكرامية !!) فحدث ولا حرج، فما زالت هي الآمر الناهي في كل دوائر الدولة بالرغم من انتهاء صلاحية كل دواعي بقاءها كعدم كفاية الراتب الشهري لموظفي الدولة وعدم تمكنهم من العمل في مكان آخر أبان نظام صدام المقبور..

خلاصة القول.. الدوائر الحكومية شانها شان العديد من موروثات النظام السابق التي مازالت سارية المفعول إلى يومنا هذا، ولا ادري أن كانت هذه الموروثات تحتاج إلى وقت طويل كي تنهي ترسباتها المادية والمعنوية؟! أم أن المستفيدين منها آلوا على أنفسهم أن لا يعزفوا عنها أبدا إلى قيام يوم الدين؟!..أخشى أن تستمر سمفونية الفنان(محمد حسين عبد الرحيم) الذي يقول فيها (دار يدور دوائر.. عجيبة بعض الدوائر.. ممنوع تسال سؤال.. كل يوم باجر تعال)!!.. إلى أمد لا يحيط به علما إلا الله والراسخون في علم الروتين الدوائري الحكومي..

هذا ما ستفصح عنه الأيام الآتية(على رأي الشاعر.. دع الأيام تفعل ما تشاء.. وطب نفسا إذا حل القضاء) بعد أن تنكشف الأوراق(ويصبح اللعب على المكشوف).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك