المقالات

قَتِلَ الحسين ولم ينته الحسينيون

1094 00:55:00 2010-02-07

(صباح مطر)

صراع الإرادات ابتدأ مع بدأ الخليقة ومنذ نفخت الروح في جسد أبينا آدم كان لأرادت الشر المتمثلة بإبليس صولة أخرجته من رحمة الله ملعوناً ثم أخرج من جراءها آدم منفياً من جنته إلى أرض ليس له فيها أنيسا يدفع عنه الوحشة أو معيناً يعضده على دفع غائلة السوء والخطر إلى أن التقى بشقه الثاني حواء الهابطة إلى ذات الكوكب الذي أدهش الملائكة أمر استخلاف آدم فيه وأثار استغرابهم فتساءلوا كيف يجعل في الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء وكأنها نبوءة قد تحققت لهم بعد رغم استغفارهم منها فابتدأ الصراع بين ابني آدم فقتل هابيل ولم ينتصر قابيل وأحس الهزيمة من نفسه حين رآها أعجز من أن تكون مثل الغراب فتواري سوءة أخيها. واستمر مسلسل الصراع لم تتوقف صوره ومشاهده وفصوله ولم تكن واقعة ألطف آخر حلقة من ذلك المسلسل الدامي الرهيب بل كانت من أكثرها مأساوية وأغناها عبرة وأصدقها تعبيراً عن تضاد إرادات الخير والشر حين انتصر دم القلة القليلة الصابرة على الحق على سيوف الكثرة الكاثرة المجبولة على الشر والضلالة والمتمثلة بيزيد بن معاوية ومعه أمراء الرذيلة من آل أمية وعلوج النفاق من زمر المنتفعين والمتملقين للسلطان يصطحبهم همج رعاع عميت بصائرهم فما عادوا يفرقون بين الناقة والجمل وبين من يريد الإصلاح والبناء ومن يحمل معاول الهدم لكل القيم التي بنيت بالجهد والدم الزاكي المراق .وقف الحسين بعائلته تصحبه ثلة قليلة مسلحين بالإيمان والتقوى وسلامة الفكر والعقيدة أمام الجيوش الأموية الجرارة التي أريد بها إطفاء نور الله وأبى الله إلا إن يتم نوره ولو كره المشركون فقتل الحسين وصحبه وآل بيته في مجزرة رهيبة تدل على دناءة القائمين بها وخستهم فظلت عاراً وشناراً عليهم وعلى من شايعهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في حين تألق الحسين نجماً في سماء الشهادة ومشعلا تستنير به الأجيال ومنهلا يرتوي منه عشاق الحق والحرية والفضيلة والسلام وانهزمت كثرتهم تلاحقها لعنات الله والملائكة والناس أجمعين رغم ما توهموه من ظفر برأس الحسين وصحبه فلقد قتلهم الحسين ببقائه ثورة وطريقا للأحرار وفكرا غضا يغذي العقول ولا يستعصى على الفهم واندحروا إلى الجحور والزوايا المظلمة ولم يبقى لهم إلا أشباههم من ذوي النفوس السقيمة والعقول العقيمة خفافيشا تكره النور ولا تبصره وبقيتهم شاهد عليهم وهي ما موجود الآن من قوى التكفير والبعث ألصدامي الذين امتهنوا القتل حرفة والهدم والتكفير والكراهية ديدناً ، يتلذذون بمنظر الأجساد المقطعة والدماء السائحة ويطربون للعويل والأنين وآهات الألم ويفرحون بمنظر البؤس والشقاء على وجوه الخيرين والناس أجمعين هؤلاء هم الخلف لإسلافهم قتلة الحسين والذين يحاول البعض إرجاعهم إلى السلطة لقتل الحسينيين السائرين على نهجه من الأحرار والوطنيين الشرفاء ليغتالوا بهم العراق الجديد وأهله وليعيدوا الاستعباد والاستبداد والدكتاتورية والإقصاء والعنصرية والطائفية من جديد ولكن بإصرارنا على التمسك بنهج الحسين كرمز إنساني لا يختص بطائفة لوحدها أو دين لوحده وبصرختنا مرددين مع المرددين حياتنا حسين مماتنا حسين كم جرى الصوت من ألطف كما الرعيد والصدى يعيدوعلى قيثارة النحر مع الوريد هتف الشهيدقائلاً كلا وكلا لك يا يزيد لست كالعبيدقلت كلا وكلا أميهإنني لا أبيع القضيةحياتنا حسين مماتنا حسين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك