المقالات

الى مؤتمر مكة للمصالحة لامبرر لدعوة المرجعية

2609 08:24:00 2006-10-03

( بقلم : احمد مهدي الياسري )

لم تتخاصم مرجعية النجف الاشرف وعلى راسها سماحة السيد الزاهد علي السيستاني رعاه الله مع احد لكي تدعى لتتصالح معه ..فمنذ سقوط الطاغية كان ديدن هذه المرجعية وحركاتها وسكناتها ومنطقها وهمها ودعوتها هي السلام والمحبة والوئام , لا بل ان من الثوابت التي لطالما نادت بها المرجعية المباركة وقبل السقوط ومنذ امد طويل يعود لبداية هذا التاريخ الاسلامي المشرف في انها تتحرك وفق منهجية الرحمة والاخلاق والدعوة للالتقاء والسلام مع الآخر حينما تتشابه القيمة التي يشتركان فيها معا وحينما يكون الاخر يشهد ان لا الاه الا الله اولا ..

تبنت المرجعية روح الابوة مع المسيحي قبل المسلم وتلك توجيهات المرجعية المباركة حينما تعرضت بعض الكنائس للتفجير من قبل القوى الظلامية الارهابية الاجرامية التكفيرية الجاهلة والحاقدة على انسانية الانسان في ان يساهم ببنائها وترميمها وتوصياته بحمايتها من هذه الاوباش القاتلة ومن قبل ابنائه ومحبي منهجه وهو بالطبع منهج الاسلام المحمدي فكيف مع من يشترك معهم في الدين والقرآن ..تبنت المرجعية المباركة خطاب ان لاينساق الشيعة نحو روح الانتقام والقتل العشوائي بحق حتى اقذر فلول البعث وعوائلهم وان لايكون هناك منطق قوامه الحكم والتنفيذ من قبل كل من هب ودب وتلك الحركة لم تكن وليدة صدفة او اجتهاد مؤقت بل هو منهج اسلامي عادل وعتيد ومثبت ومن غير الممكن ان تحيد هي واتباعها عنه ..

تبنت المرجعية المباركة مقولة وتوجيهات لطالما سمعناها ونكررها هنا لاضعفا او تبريرا بل من مركز قوة وعنفوان وثقة بالنفس والنصر المؤزر انشاء الله على الغدرة والفجرة الخارجين عن شرعة الانسانية قبل شرعة الله الاسلامية وتلك المقولة والتوجيه في اعتبار السنة ليس اخوة فقط بل انفسنا وعليه لايمكن لاي انسان اولايحق لاي فرد مسلم عاقل مؤمن شريف ان يعتدي على نفسه ..

تبنت المرجعية المباركة وفي اهم مفصل من مفاصل الاعتداء على اهم واقدس ما اعطينا من اجلهم ملايين الشهداء غير نادمين ومستعدين ان نعطي من اجل دينهم ونبيهم وآبائهم الاضعاف المضاعفة تلكم امامينا الشهيدين المظلومين حتى قيام الساعة احياء وشهداء العسكريين عليها السلام وان لاننساق نحو روح الانتقام ورد الفعل العشوائي واهتمت المرجعية بالامر واجتمعت بثقلها لتوجه الشارع رغم لوعته ونكبته ومصيبته ان يتوقف عن الزحف تجاه الاخر مهما كانت المصيبة عظيمة ..

ان المرجعية المباركة لم ولن يخرج من فمها او قلبها الصادق نداء حقد او تحريض او توجيه بردود الافعال والقتل العشوائي او الاعتداء باي شكل كان مطلقا لا بل كان ولما يزل جل اهتمامها المبارك ان نتحمل الآلام ونعض على الجراح وان نتيقن ان المؤمن الصادق هو المبتلى وان الظالمين لهم جولاتهم فيما عدادات الحساب تحصي ظلامات المظلومين وتسجل وان انتقام الله آتي ولو بعد حين (ولاتحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرلانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ) ووفق هذا المنهج كان ثقلها المتزن يفرض وجوده على الآخروعلى اعتى اعدائها ورغم ذلك ورغم انها لاتتكلم الا نادرا وبثقل موزون نادر الوجود في هذا التاريخ من زمن الضوضاء الكلامية والصراخ الغوغائي والشتم والسباب لها ولاي من ينطق بشهادة ان لا الاه الا الله وان محمد رسول الله وان ال بيته هم اولياء الله ولو احصيت مايصلني انا فقط من تفاهات الحاقدين فلا اجد رسالة فيها شتم لي بل جلها شتم وسباب لهذه المرجعية المؤمنة والابوية والتي لادخل لها فيما اقوله انا الانسان الذي لم يلتزم حتى بتوجيهاتها المباركة لانها توصيني بالصبر وانا افتقده تحركني حرقة والم الظليمة التي اراها على امتي وشعبي والاسلام قاطبة والانسانية جمعاء وهنا اسجل انني قزم امام عظمتها وقوة شكيمتها وحلمها واخلاقها الاسلامية والانسانية الراقية ولا اقبل ان يقرن ما اقوله واكتبه باخلاقها الراقية واعلن انني لم التزم بتوجيهاتها العظيمة لانني ضعيف وهي قوية ولانني مهتز الايمان وهي ثابتة عليه واحتاج الى زمن وتربية لكي اصل عشر معشار اخلاقها وايمانها وصبرها وتحملها وروعتها ..

من هو مثل هكذا ثقل لاموجب او مبرر يدعوالذين يقيمون هذا المؤتمر للمصالحة في مكة المكرمة ان يتقدموا بدعوة سماحة السيد علي السيستاني او اي من مراجعنا العظام والذين لايختلفون عنه في المنهج والحركة الى القدوم اليهم في مكة التي يتشرف سيدنا بها حاجا او معتمرا او زائرا متباركا لا ان يكون الامر وكان هناك خصومة بينه وبين الاخرين الذين لم يدخلوا في قاموس حقده هذا ان وجد في قلبه الطاهر مجال لحقد او ضغينة او غل مثل الذي يحتوي منهج وقلب وعقل الآخر وحريا بهذا المؤتمر والقائمين عليه ان تكون منهجية وحركة هذه المرجعية العظيمة هي العنوان والمنهج والموضوع الاول والاخير وان حضرت القيمة والمنهج الواضح فلا موجب لحظور الشخص بجسمه فمختصر الكلام والمنهج يقول ان تلك المرجعية لم تخاصم احدا لتصالحه وان كان من عدل فهو ان يعتذر القاتل والتكفيري والحاقد والمحرض على التدمير من تلك المرجعية وابنائها وان يجتمع الطرف المعتدي والظالم بكل مكوناته ويتفق على هذا الاعتذار وصيغته عن ماقترف من اثام الفتن وموبقات الرذيلة والشتم والتدمير لاركان الاسلام قبل ان تكون اعتدائات بحق شخص اي احد كان ومنهم مراجعنا العظام والمتزنين اسلاميا وثقلا ووزنا علميا واخلاقيا مع مايتبعهم من اتباع مطيعة لتوجيهاتهم المباركة وعليه يجب ان يتشكل وفد بعد اتخاذ قرار مصالحة الظالمين لانفسهم اولا والاعتذار والتوبة الى الله وان يتشكل وفد من تلك القيادات وهي من يشد الرحال و يتوجه الى النجف الاشرف لتقديم الاعتذار والاستغفار من الله و من هذه الامة وامام وبحضرة مرجعية الانسانية المباركة وعلى قمتها سماحة الزاهد العابد الرامي لمفاتن الدنيا وزخرفها خلف ظهره والمقبل على الله ساجدا وراكعا وعاملا عالما بعلمه وتقواه لخدمة الانسانية جمعاء والمسلمين خصوصا سماحة السيد علي السيستاني ابقاه الله ذخرا لنا وفخرا .

احمد مهدي الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور أبو علي
2006-10-04
بارك الله فيك في قول الحق ودمتم نبراس ينير درب الأمه الأسلأميه.
sara
2006-10-04
بصراحة دائما اقرء مقالاتك رغم انى اجدها متطرفة خصوصا ضد صدام حسين رغم ان الله امرنا ان نرحم عزيز قوم دل. لكن لا ادرى لمادا جعلتنى مقالتك اليوم اتعاطف معك و مع لشيعة عموما.شكرا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك