المقالات

الأنتـخابات البرلـمانية القـادمة بين مطـرقة الأمريكـان وسنـدان العـربان

1644 18:03:00 2010-02-22

ليس الامر غريبا القول إن مستقبل العراق يعتمد الى درجة كبيرة على نتائج الانتخابات التشريعية القادمة وليس غريبا القول بأنها ستكون مصيرية بالنسبة لجميع الكتل السياسية المشتركة عموما ولاكبر مكون عراقي بصفة خاصة فهي بالنسبة له  مسئلة أكون أو لا أكون , خصوصا بعدما ظهرت نوايا دول الجوار الحاقد في محاولة تغيير خارطة الطريق العراقية التي رسمتها القوى السياسية خلال سبع سنوات وتوّجت بالانتخابات التي ستحدد مصير جميع الفرقاء وما ستؤول اليه النتائج في المرحلة القادمة .

 

ففي محاولة لتصحيح مسار الخارطة السياسية العراقية التي سارت بتعثر طيلة تلك السنين لوجود من يعبث بالقرار السياسي سواء في البرلمان او في مجلس الرئاسة والملف الأمني الذي لا يخفى آمره على أحد , أصدرت هيئة المسائلة والعدالة قراراتها الشجاعة بمنع بعض المرشحين المحسوبين على النظام البعثي الصدامي من المشاركة بالانتخابات البرلمانية القادمة , مما أثار حفيظة دول الجوار العربي الطائفي الذي يتبنى دعم وأسناد لتلك الشراذم في محاولة لإعادة أضغاث أحلام في نفوسهم بالعودة مجددا لينعم عبدي الله والاسد في جنوب وغرب العراق بالاستقرار وراحة البال على حساب أمن واستقرار وسيادة اغلبية الشعب العراقي , في محاولة لأعادة التوازن الطائفي العربي للمنطقة مجددا , وكي يبقى العراق القطر العربي التابع الذي يملا عليه, وتأثير تلك الدول على مواقف الامريكان بأعتبار تواجدهم العسكري والدبلوماسي الكبير في العراق أثر واضح بأستخدامهم كمطرقة لارباك الوضع الداخلي , وما تصريحات بترايوس واوديرنو والسفير كريستوفر هيل الاعلامية حول تبعية أحمد الجلبي وعلي اللامي للسياسة الايرانية والتي صدرت بعد اصدار قرار هيئة المساءلة والعدالة بأبعاد اعداد من البعثيين من الانتخابات التشريعية القادمة  , ولم نرى منهم وثائق ثبوتية  حسب تصريحاتهم بأنهم يملكونها , والتي تبقى في إطار الفرقعات الاعلامية المثيرة ومادة دسمة لمن يقف بالضد من قرارات  الهيئة ! .

من جانب آخر تأتي زيارة إياد علاوي الى المملكة العربية السعودية ولقائه (ولا أعلم بأي صفة) بملك السعودية في هذا الوقت الذي حري به كرئيس قائمة أن يكون بين أبناء الشعب لطرح برنامجه الانتخابي وتعريف الناخب به لانه المواطن  من سينتخب ولا يمكن أن يعوض به غيره الا اذا كان الهدف من الزيارة  هو تعريف الناخب بأن الظهير والداعم للقائمة العراقية هي السعودية وأخواتها مصر العروبة والاردن وسوريا هذا عمق العراق العربي الذي أذاق البلد أنواع مبتكرة من القتل والارهاب مزودة ببرائات اختراع مختومة من وعاظ السلاطين وشيوخ السوء التكفيريين ورفاق الدرب من البعثيين اللذين إلتقت مصالحهم معهم في ضرب مسيرة العراق الجديد ونشر الرعب والدمار والخراب فيه .

 

فلو كانت السعودية حريصة على شؤون العراق ومستقبله السياسي لماذ لم تستقبل المالكي على مدى أربع سنوات كرئيس وزراء ؟, بل رفضت إستقباله على اراضيها في بداية تسلمه رئاسة الوزراء! , والى الان لم ترسل السعودية سفير ليمثلها بالعراق بالرغم من وجود سفراء لمعظم الدول الاوربية والاسيوية في بغداد اذا كانت تتحجج بالملف الأمني .

توقيت زيارة علاوي قبل موعد الانتخابات بما يقارب الاسبوعين تحمل دلالات كثيرة , فعلاوي لم يذهب لمناقشة أحوال السجناء العراقيين في سجن رفحاء ولم يتفاوض لإطفاء الديون التي تطالب بها السعودية واالتي ضختها للمجرم صدام لإذكاء نار الحرب العراقية الايرانية لثمان سنوات خلت! وكذلك ليس المطالبة بزيادة الاهتمام بحملات الحج العراقية ! . بالتأكيد ليست كذلك فقد كانت الزيارة خصوصا وأنها كانت بحظور مدير الاستخبارات السعودي لتخطيط وتحديد الدور المستقبلي لكتلة علاوي بعد الانتخابات بغض النظر عن النتائج , ولبلورة موقفها من داعميها العرب, في مؤشر واضح يؤكد الهواجس بوجود مخطط عربي لاعادة البعثيين للحكم من جديد وبالاستفادة من الوضع الديمقراطي وأستخدام صناديق الاقتراع لتكون عودتهم أمام العالم شرعية حتى وان اقتضى الآمر بتزوير النتائج بأستخدام الورقة الامريكية التي سوف لم تبخل عليهم بذلك , وتصريح صالح المطلك داخل البرلمان بأن الكتلة ستحصد أربعين كرسي بأسم البعث في الانتخابات القادمة ليس بعيد عن هذا المخطط الذي نسجت خيوطه في تلك الدول .

وفي كل الاحوال إياد علاوي لم يذهب الى السعودية ولقاء ملكها لو لم توجه اليه دعوة قبل الانتخابات حيث يعتبر هذا الاجتماع دليلا صارخا على تدخل الاطراف الاقليمية بالانتخابات العراقية . كما ان موقف الامريكان الذي يكيل الامور بمكيالين والذي جاء متناغما مع الموقف السعودي أيد زيارة علاوي وأعتبرها خطوة بالاتجاه الصحيح في الوقت الذي اعتذرت دول خليجية و"بضغوط امريكية سعودية" عن استقبال أحمد الجلبي الذي كان من المقرر ان يقوم بزيارة تلك الدول وبالاتفاق معها مسبقا, لثباته على قرارات هيئة المساءلة والعدالة التي حاول السفير الامريكي هيل التأثير على الهيئة التميزية لتغير موقفها وبذلك على الجلبي أن يدفع ثمن اصراره بتوجيه تهمة تبعية قرارات الهيئة ورئيسها أحمد الجلبي والمدير التنفيذي لها علي اللامي لايران من دون وجه حق !! .

 

ففي الوقت الذي تطالب فيه جميع القوى السياسية في الاعلام بضرورة إبعاد البلد من  التدخلات الاقليمية يسعى مروجوا الفكر العروبي للتنسيق مع الدول العربية التي تحوي أكبر عدد من انصارهم والتي تضررت مصالحها من الوضع الديمقراطي الجديد في العراق لرسم الخطوط البيانية للواقع الداخلي العراقي ,فأين السيادة التي يتباكون عليها وأين الاستقلال بالقرار السياسي اذا كانت خيوطهم تحركها قوى من خارج الحدود ؟ ام إن اتهام الجلبي واللامي بالتبعية لايران "بالباطل" حرام وممنوع وتدخل دول الارهاب العربي بأسم علاوي والمطلك والهاشمي حلال ومباح ؟ .

ان أي تخطيط وتنسيق بالمواقف مع جهات خارجية بخصوص الشأن الداخلي العراقي يعد مساسا بسيادة وكرامة الوطن والمواطن سواء جاء من دول الجوار الشرقية او الغربية  .

علينا كشعب عراقي ان نميز بين من يريد أن يعود بنا الى ماضي يتغنى ويدق على أوتار المجد التليد في وقت لم نرى منهم غير الانتحاريين والمفخخات والتكفيريين والمؤامرات وبين من ينادي بلأصلاح وتوفير الخدمات المنصف لليتامى والارامل والشيوخ الصادق بوعده المتصدي للبعث وأزلامه , كي لا تعود بنا عقارب الساعة الى الوراء وترجع مشاهد قطع الرؤس والسحل في الشوارع ونحرم حتى من الصلاة على محمد وآله علنا , كما حدث واستشهدت أعداد غفيرة بهذه التي اعتبرها البعث الكافر تهمة !

عراقيـــة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-02-22
الدكتور احمد الجلبي وعلي اللامي اشرف واطهر من امريكا والسعوديه وكل العربان اجلاف الصحراء الطائفيين
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك