المقالات

الاختيار المسؤول

641 14:32:00 2010-03-02

حسن الهاشمي

قد يراود المواطن الذي لم يلمس التحسن الأمني والخدمي في الحقبة المنصرمة من عدم جدوائية اشتراكه في الانتخابات المزمع إقامتها في السابع من آذار الجاري، ولكن الذي يجول بذاكرته في السابق ويتذكر كيف كانت تجري الأمور وتترى الكوارث تلو الكوارث والنوائب تتبعها النوائب وتنهمر عليه انهمارا من دون أن تكون له كلمة وليس له فيها ناقة ولا جمل مما يحدث حوله من تداعيات يتلظى بسلبياتها ويتلقى ايجابياتها غيره، يتأكد من أنه وبعد الإطاحة بالنظام البائد أصبح عنصرا هاما في التغيير المرجو، وأن صوته هو الذي يحدد مستقبل البلد وكيفية الحكم الذي ينسجم مع تطلعاته وعقائده التي لا يمكن أن يحيد عنها في يوم من الأيام، وتعد هذه النقطة جوهرية في تحديد مصير الأمم والشعوب.سابقا وفي النظام الشمولي الذي كان يتحكم في رقابنا أضحى المواطن لا حول له ولا قوة في رسم ملامح الحكم والحاكم، بيد أننا في هذه المرحلة الحساسة وقبيل الانتخابات قادرين وبحسن انتخابنا من أن ندفع الأكفاء النزهاء إلى مجلس النواب ممن يسهرون على خدمتنا وبذلك نحدد طبيعة الحكم الجماهيري والحاكم العادل الذي تصان من خلالهما الحرمات والمقدسات والعدالة والمساواة، وتنطلق الحركة التنموية والإعمارية في الآفاق لتنشلنا من واقعنا المرير إلى أفضل واقع وأحسن حال، أما إذا عزفنا عن المشاركة بأي مبرر من المبررات وهي كثيرة، فإننا بذلك نفسح المجال أمام المتربصين الفاسدين من التصدي للعملية السياسية وإفراغ محتواها من الداخل وبالتالي الانقضاض على العملية الديمقراطية، وهم بذلك جندوا جماعاتهم في المشاركة المكثفة في الانتخابات لإحداث التغيير السلبي إرضاء لأسيادهم في الداخل والخارج.وبقيت المبادرة بيد الشعب بين أن يعيش حرا كريما مختارا يدير أموره بيده دونما املاءات متقاطعة مع طموحه وتطلعاته في العيش الرغيد والمستقبل الواعد، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال المشاركة المكثفة لأبناء الرافدين التي ذاقت الأمرين من شظف العيش وظلم الحكام طيلة قرون متمادية من الزمن، وبين أن يعزف عن المشاركة أو ينتخب السيئ وفي كلا الحالتين فإنه يعيش عبدا ذليلا مكرها لا حول له ولا قوة إلا من خلال التملق والتزلف للقائد الأوحد وزبانيته، وما يعقبه من تخلف وتدهور واندثار، وهذا ما يسعى إليه البعث الصدامي والأنظمة الشمولية في المنطقة لإرجاعنا إلى حيث الذل والقهر والظلم.

وبعد معرفة ثمرة المشاركة من عدمها وما يقطفه المواطن من ثمار يانعة في انتخابه الإيجابي وما يبتلي به من أشواك وطحالب ضارة في انتخابه السلبي، يتبين مدى خطورة أمر الانتخابات وما تشكله من عامل مهم في رسم الخريطة السياسية والاقتصادية والثقافية للبلد على مدى أربع سنوات القادمة، تكون معطاءة زاخرة فيما إذا أحسنـّا الانتخاب ومعجافة مدلهمة فيما إذا أسئنا الانتخاب، وبقي القرار بيد الناخب مادام يمارس حقه الدستوري ويحدد مستقبل بلده سلبا أو إيجابا عند الإدلاء بصوته في صناديق الاقتراع، ولا تزال معطيات الخير والحق والصبر والتواصي بها مع الآخرين تهتف بنا جميعا لاقتناص معانيها النبيلة في العرس الانتخابي القادم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك