المقالات

فقدان كرسي!!

1894 02:33:00 2006-10-05

( بقلم : علي حسين علي )

قبل ايام راجعت احدى مديريات التربية في بغداد للتأكد من صحة كلام سمعته من اكثر من صديق بأن هذه المديرية في واد والتربية في وادٍ اخر.. بالطبع لم اكن اريد ان اكتب-هكذا هي طبيعتي- عن قضية من دون تمحيص في المعلومات التي يرويها لي القراء او الاصدقاء او من يحملون همومهم الى الصحيفة معتقدين انها قادرة على مساعدتهم.

دخلت باب المديرية(…) بصعوبة لكثرة المراجعين، وتجولت في اروقتها التي ازدحمت هي الاخرى ودخلت غرف بعض(المدراء) وسألت اسئلة عابرة، ووقفت في طوابير المنتظرين لاستلام اجابة عن:هل هناك تعيين في على ملاك التعليم او لا؟ واستقصيت من بعض المراجعين عن سير العمل في المديرية، وخلاصة القول: لقد قضيت نهاراً يكاد يكون كاملاً وانا اسمع وارى واتقصى ما يجري في هذه المديرية.. وخرجت بنتيجة هي ان الاهتمام بالمواطن يأتي في اخر اهتمامات الموظفين، معظمهم وليس جميعهم، وتيقنت ان المسؤول الاول في هذه المديرية رجل يخشى الله تعالى ولكنه يعيش في دوامة، فالصراعات بين المديرين لا حصر لها، وهي صراعات في عمومها ليست في اتجاه مصلحة المواطن المراجع لهذه الدائرة التربوية.

ما لفت نظري في ذلك النهار الطويل هو ان احد المديرين قد دخل الغرفة التي كنت جالساً فيها وكأنه صاعقه ولم يترك لأحد من الحاضرين فرصة للرد على سلامه، فقد بادر زميله(المدير ايضاً) بسؤال: يافلان اين كرسيي؟!..

فرد عليه صاحبنا: انظر الى كرسيي هذا لتتعرف عليه ان كان هو كرسيك المفقود، فنظر الى كرسي زميله بتمعن وتمتم قائلاً: لا ليس هو، فلكرسيي جلد اسود ولكرسّيك قماش(بني)!.سألت المدير الثاني عن سر عصبية زميله وقصة كرسَّيه؟ فاجاب: قصة الكرسي تحتاج الى الف ليلة وليلة لتتم روايتها.. لقد جاء الرجل قبل ثلاثة ايام ليجد كرسياً آخر عتيقاً في غرفته، ولم يعجبه الامر فطلب أمن الدائرة واخبرهم بفقدان كرسًّيه الجديد، ولم يكتف بذلك وهو ومنذ ثلاثة ايام يجول على كل غرف الموظفين في هذه الدائرة ليتفحص الكراسي الموجوده فيها، لعله يجد ما فقده!.وسألته: ومصالح الناس المرتبطة به؟.فأجاب: تنتظر ريثما يعثر على الكرسي المفقود!.وسألته: هل يتقبل المراجعون الانتظار طويلاً بدون معرفة سبب تأخير مراجعتهم؟.فأجاب: قصة الكرسي اصبحت معروفة لدى معظم المراجعين.. وتصوراً ان بعضهم قد تطوع لمشاركة(المدير) في البحث عن الكرسي(اياه)!!..وسألته هل وصل الخبر الى المدير العام؟..فأجاب:بالتأكيد ولكن الرجل لا يستطيع ان يفعل شيئاً!.. وسألته اخيراً: كيف لا يستطيع وهو المسؤول الاعلى في هذه المديرية؟فأجاب: انه يخشى ثورة اصحاب الكراسي!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك