المقالات

حلها المؤقت ربطهم بشبكة الحماية الاجتماعية مشكلة الخريجين العاطلين..متى نرى نهايتها؟

1603 02:55:00 2006-10-05

( بقلم : علي حسين علي )

تظهر الاحصاءات الصادرة عن وزارة التخطيط أن نسبة البطالة في بلادنا مرتفعة جداً، وتبيّن بأن شريحة الشباب هي الأوسع في تلك النسبة، وتكشف ان الخريجين من الشباب هم على العموم يشكلون خطاً بيانياً يتصاعد الى الاعلى بصورة مذهلة.

ومع إنه لا توجد احصائية يمكن الاعتماد عليها بالنسبة للعاطلين عن العمل من فئة الشباب والخريجين منهم تحديداً إلا أن تقذفه الجامعات العراقية والمعاهد المنتشرة في كل أرض البلاد يعد بمئات الالوف من الخريجين سنوياً..ولو جمعنا عديدهم خلال السنوات الخمس الماضية، على اعتبار إن الخريجين قد بدأت أزمة بطالتهم تتسع قبل سقوط النظام بسنتين على الأقل، فأنه، وبناء على ذلك هناك ما يزيد على المليون من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية..يضاف الى ذلك عديد الخريجين من الشباب الذين طوقتهم الظروف السياسية الى ساحة البطالة، وعندها يمكن أن يصل عديد العاطلين عن العمل الى اكثر من مليون من الشباب الخريجين(ذكوراً واناثاً).

هذه الشريحة الواسعة لم تهتم بها بشكل جدي الحكومات الثلاث التي اعقبت سقوط نظام الطاغية..ولعل الآلاف من الشباب قد شكلوا طوابير طويلة في الانتخابات الأخيرة وقبلها الاستفتاء على الدستور..ولعل حكومة الوحدة الوطنية بزعامة المالكي مدينة لهذه الشريحة الاجتماعية بالكثير من الفضل والذي على اساس اصواتها في انتخابات أواخر العام الماضي قد تمخضت عنها تشكيل الحكومة المنتخبة والتي تعد الممثل الحقيقي لارادة الشعب العراقي..وحكومة الوحدة الوطنية الحالية، فان من أولى مهامها هو التصدي للبطالة بشكل عام ولبطالة الخريجين بشكل خاص، لكنه وبعد مرور حوالي ستة اشهر لم توضع حتى دراسات يمكن التنبؤ على اساسها بنهاية منظورة لمحنة مئات الآلاف من الخريجين الذين ما يزالون يعانون من البطالة، فكثير منهم، ومن بينهم اختصاصات علمية يمكنها ان تسهم في بناء الوطن، لم تجد حتى الآن فرصة عمل حتى خارج اختصاصها..وإذا ما كان الجيش الجديد والشرطة الوطنية والحراسات الخاصة استدعيت اعداداً كبيرة من الشباب، فان ذلك كان في مجال غير مجال الخريجين، اذ أن هذه الأجهزة قد استوعبت في كثير من الاحيان فئات واسعة ممن لم يكملوا الدراسة الجامعية.

ان ايجاد فرص للخريجين استحقاق ينبغي على الدولة تدبيره، ولربما ان للدولة اكثر من مصلحة في تشغيل الخريجين من الشباب، إذ أنها من جهة يمكنها الاستفادة من كفاءاتهم واختصاصاتهم في قطاعات الدولة المختلفة لاعادة اعمار البلاد التي خربتها حروب صدام وما اعقب سقوطه من دمار شامل ، فضلاً عن ذلك فان ايجاد فرص عمل للخريجين وتزايد نسبة البطالة بينهم عاماً آخر، انما يخلق مشكلة اجتماعية من الصعب احتوائها، ويخشى أن تفاقمت أن تتجه هذه العناصر الذكية والمتعلمة الى مناطق تضر بالدولة والمجتمع، إذ يخشى عليها من الانحراف أو الاتجاه نحو جماعات الجريمة المنظمة أو المنظمات الارهابية، بدافع الحاجة أولاً، وبدافع الانتقام من المجتمع والدولة الغنية التي لم توفر للخريجين في السنوات السابقة أية فرص عمل تذكر.

في العام الماضي، وفي عهد الحكم الانتقالي، استفادت الدولة كثيراً من ارتفاع اسعار النفط، واستطاعت أن توفر حوالي500 مليون دولار وقد خصص هذا المبلغ لمساعدة العوائل العراقية العاجزة عن توفير قوتها ومقومات حياتها..واعلنت الحكومة السابقة عن تشكيل ما اطلق عليه اسم شبكة الرعاية الاجتماعية، واستطاعت تلك الشبكة الوليدة أن تغطي حاجة مليون عائلة-نظرياً-على شكل رواتب لا تقل عن 60 ألف دينار ولا تزيد على 120 ألف حسب عدد نفوس كل عائلة..وقد استفادت فعلاً مليون عائلة من هذا المبلغ.ومع أن هناك ملاحظات عديدة ولا حصر لها في عدم عدالة في توزيع المبالغ أحياناً وفي شمول عوائل غير محتاجة في احيان أخرى..وكما اعلن مؤخراً فان الحكومة الحالية قد رصدت مبلغ مماثل للسنة المقبلة لسد حاجات مليون عائلة عراقية أخرى ..ونعتقد أن على الحكومة أن تقتطع نسبة كبيرة من هذا المبلغ المرصود في ميزانية الدولة للسنة 2007 واعطائه للخريجين العاطلين لينال كل واحد منهم راتباً بحدود الخمسين ألف دينار شهرياً ريثما تجد له الدولة فرصة عمل. وبذلك تحمي هذه الفئة من الحاح وشدة الحاجة وتحميهم من الانزلاق نحو الهاوية أولاً، وكذلك تحمي كرامتهم أمام المجتمع في حالة البطالة التي يعيشونها، إذ ان البطالة في مجتمعنا تعد مثلبة على الانسان مع ان صحيتها وليست له يد في صنعها .انها دعوة للحكومة المنتخبة في توفير الراحة النفسية والاستقرار الاجتماعي لفئة واسعة من ابناء مجتمعنا العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2006-10-05
الاخ علي حسين علي السلام عليكم موضوعكم اخي شائك جدا ان اردت الحل الاسباب كثيرة 1- المشكلة قديمة بدات منذ ان وضع صدام انفه في التعليم فالدراسات المسائية وكثرة الكليات بعيدا عن راي وزارة التخطيط امر في غاية الخطا فكل الدول الراقية تعتمد جداول خاصة من تلك الوزارة الحيوية 2- تمكن خريج المسائي للاسف تلك النقود التي جعلت منه خريج جامعي وهو لا يستحق جلعت منه ذات النقود يجد من يعينه في هذه الظروف 3- ارجاع المفصولين سياسيا < المنافقون سياسيا> بالالاف أي كان صدام وهذه الالاف تعارضه مع احترامي الشديد للمفصولين الحقيقيين وهم قلة وليس المنافقين الذين عادوا بمباركة بعض الاحزاب للاسف وبهذا زاحموا الشباب علما ان اكثرهم متقدم في السن جدا الحل وانا من الناس التي استفادت من التعيين المركزي المحصور فقط على كلية الطب والهندسة مشروع جيد توقف بالنسبة للمهندسين بعد السقوط ولا اعلم لماذا ممكن تطبيقة على جميع الجامعات واذا وقفت بوجه هذا المشروع كثر الاعداد ممكن اخذ الربع الاول او المتميزون على اقل تقدير من اجل التنافس الشريف وشكرا اخي على طرح موضوع يهم الشباب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك