كامل محمد الاحمد
يذكرنا الاسلوب الذي تنتهجه قناة الشرقية الفضائية بأسلوب وسائل اعلام نظام البعث الصدامي المقبور الذي يقوم على قلب الحقائق وتزييفها، وتحويل الصح الى خطأ، والحق الى باطل، والظالم الى مظلوم والاسود الى ابيض، والهزيمة الى انتصار، والجبان الى بطل صنديد، وهكذا.مناسبة هذا الحديث وتلك الاشارة المهمة التي قد لاتكون غائبة عن اذهان الكثير من الناس، هو التغطية المنحازة والبعيدة عن الصدق والموضوعية من قبل قناة الشرقية لصاحبها البعثي المعتق سعد البزاز ، للانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في العراق، فالشرقية التي روجت كثيرا لاصحاب التوجه البعثي الذي تمثله قائمة العراقية من خلال زعيمها اياد علاوي وشخصيات اخرى معه مثل صالح المطلك وظافر العاني اللذين تم ابعادهما وفق قانون المساءلة والعدالة من المشاركة في الانتخابات، واسامة النجيفي وغيرهم، ضخت قدرا كبيرا بل وهائلا من الاكاذيب والادعاءات عبر برامجها الحوارية والوثائقية ونشراتها الخبرية والاعلانات المدفوعة الثمن فيها من جهات لها اجندات خاصة جدا جدا.لم يتبين أي شيء والشرقية تتحدث عن عمليات التزوير، وكأنها تمهد الاجواء لاختلاق الاكاذيب بهذا الشأن لبثها عند اعلان النتائج التي من الممكن جدا ان لاتأتي مثلما يتطلع ويطمح ارباب الشرقية والداعمين لها.ولم تظهر ولم تعلن اية نتائج للانتخابات، وراحت الشرقية تتحدث عن الانتصار الكبير والتأريخي الذي حققته قناة العراقية بزعامة علاوي، علما ان جل المؤشرات والمعطيات تذهب الى ان قائمته يمكن ان تحتل المركز الثالث وربما الرابع او الخامس، وعلاوي اذا لم يكن قد انهزم في الانتخابات فأنه من شبه المؤكد لم ينتصر. وعلى فرض ان انتصارا قد تحقق فلماذا جيرته الشرقية لعلاوي فقط وتجاهلت حلفائه في القائمة.الاعلام البعثي اختلق سيناريو وجود مؤامرة سورية لتفجير مرقد الامام الحسين عليه السلام في عام 1977 للتغطية على قتل عشرات الزوار في العشرين من صفر من ذلك العام، ونفس هذا الاعلام روج لسيناريو وجود مخطط سوري ايضا للتغطية على حملة الاعدامات التي استهل صدام بها حكم البلاد بعدما ازاح البكر عن السلطة في عام 1979. ونفس هذا الاعلام جعل الهزائم المتلاحقة في الحرب العراقية الايرانية انتصارات باهرة، وجعل من الغزو الهمجي لدولة الكويت تحريرا لها، وجعل من تجويع العراقيين والحاق الكوارث بهم انجازات لامثيل لها، ومن صدام المقبور بطلا قوميا، ولم ينته الاعلام البعثي بعد نهاية صدام ونظامه بل انه مازال موجودا وتمثل الشرقية احد ادواته وليست الاداة الوحيدة.وهذا الاعلام مازال يصور صدام ويصفه بسيد شهداء العصر، وعلي كيمياوي بالشهيد البطل ، ومازال يذرف الدموع الحرى على عصر المقابر الجماعية والانفال وحلبجة وسياسات الارض المحروقة والقادسيات وام المعارك. 10-اذار-2010.
https://telegram.me/buratha