كريم الوائلي
نقيض ما يقال بأن التشكيك او الخوف من تسرب الرصيد الصوتي للمواطن مرده الاحساس بالفشل الانتخابي هو ان التشكيك اصلا يأتي من الحائز على الكنوز الصوتية وليس من الذي يفتقر لها ، وهو قول اشبه ما يكون بالتهمة الجاهزة التي تفاقم الخوف المشروع للناخب ، وغالبا ما يواجه وكلاء الكيانات السياسية المختلفة وهم بالنتيجة والاصل وكلاء المواطن الناخب بتهمة الفشل الجاهزة والتي تتردد على ألسنة بعض المسؤولين في المفوضية المستقلة مقرونة بالتهديد الضمني بالسقوط في الخرق القانوني وهو السيف المسلط على المواطن الناخب فبما يبقى خوفه وحذره المشروع من تسرب صوته بأي شكل ولأي سبب هاجس طوطمي مخيف ومرعب يمكن للمفوضية المستقلة للانتخابات ان تبدده فيما لو طبقت المادة الخامسة الفقرة الثانية من قانونها وهي الجهة التي يحسب لها النجاح الباهر في انجاز المخطط التنظيمي للفعالية الانتخابية ، والمواطن بقدر ما يحرص على صوته فأنه ايضا يخشى على المفوضية من التدخلات الممنوعة وغير المبررة لجهات واشخاص وافراد حزبية وجهوية متنفذة في الحكومة الامر الذي يثقل عليها ويعوّق آلياتها ، ومعلوم ان المواطن ينظر للمفوضية على انها بمثابة بنك مستأمن استودع فيه امانته النفيسة ، وحرص المواطن - الانسان - على ما ملك وانجز مجبول بالفطرة التي خلقه الله تعالى عليها ولا تأثير عرفي او قانوني على سجية فطرة الانسان . ان تطبيق المادة الخامسة / الفقرة الثانية من قانون المفوضية المستقلة للانتخابات والتي تقضي بنشر نتائج العد والفرز اليدوي لكل مركز انتخابي وفي كل محافظات العراق على الموقع الالكتروني للمفوضية المستقلة في شبكة الانترنت وكذلك تلزم المادة الخامسة من القانون ان تعلق المفوضية في كل مراكزها نتائج الفرز والعد على واجهة المراكز ، وبدون ذلك لا مجال للاعتراف بالنتائج النهائية ما لم يتم ذلك وبشفافية كاملة ، ويجب ان لا يلام المواطن الناخب على تشككه وتصاعد مخاوفه من التلاعب بنتائج الانتخابات وهو يرى ويسمع تسريبات رقمية متباينة على الرغم من تأكيد وكلائه وممثليه ومراقبيه في المراكز الانتخابية ، ومما يثير مخاوف المواطن الناخب على صوته التأجيلات والتأخيرات المتكررة والغير مبررة في اعلان النتائج وسط اجواء متخمة بالتدخلات السياسية الخارجية وضغوطات اطراف لها تأثير على نتائج العد والفرز يعرفها المواطن جيدا ويدرك مراميها واهدافها وهي في مجموعها تؤدي الى تشكيك المواطن الناخب بمصداقية الانخابات وربما تجبر الملايين من الناخبين الغاضبين الخروج الى الشوارع معلنين مبررات شكوكهم وكشف اللثام عن الخروقات ان تم التأكد من حقيقة حصولها فالمواطن الناخب الواعي والمدرك لقضيته المصيرية يرفض اية نتائج رقمية تعلن قبل نشر كل استمارات العد والفرز في الموقع الالكتروني للمفوضية ، ونشير هنا الى ان المواطن لم ينته دوره بعد وهو الذي رفع سبابته المضمخة بالبنفسج لهو قادر الان وبعد الانتخابات ان يفقع بها عيون المتربصين بصوته ومحاولة مصادرته من اية جهة كانت . . ان المواطن الذي خرج في صباحية السابع من اذار وعلى ذلك القدر من الانضباط والتحدي المتأت مع وعيّه النوعي وثقته بالمفوضية المستقلة للانتخابات كان مثخنا بالامال والتطلعات الى مستقبل مشرق لبلده وشعبه ، هذا الشعب الذي يواجه تحديات لا نظير لها وشكوك من اطراف معادية له مبنية على فشل مزعوم لنظامه الديمقراطي الذي دفع من اجلة انهار من الدماء ، والمواطن الناخب عندما خرج في يومه البنفسجي على يقين بانه - اساسا وواقعا - مشروع استشهاد قابل للحصول في اية لحظة ، اذ ان غربان الموت الاسود تمرق بالاجواء في كل لحظة ومكان ومن غير الجائز والمعقول ان يخترق المواطن كل تلك المحاذير والمطبات الخطرة ويضع امانتة الثمينة في صندوق الاقتراع دون ان تبقى عيناه تطرفان على ما استودعه في ذلك الصندوق الذي يشكل اكبر واقوى ضمانة له على مستقبل وطنه واسرته .
https://telegram.me/buratha