المقالات

من هو العراقي الرخيص ....؟

1656 22:18:00 2006-10-06

( بقلم : محمد الوادي )

ليس هناك في عراق اليوم أرخص من حياة العراقي وحرمته , هي حياة وحرمة مستباحة امام كل من اراد ان يجرب جانبه السيء ومواهبه الارهابية والدموية فلن يجد ارخص واهون وابسط من قتل العراقي او قص رقبته او التعدي  عليه وعلى عائلته من خلال القتل هذه المرة بالجملة وليس بالمفرد دون استثناء صغار وكبار نساء ورجال فالكل مستباح ومتوفر بشكل حتى يفوق الطلب المحلي والعربي والعالمي !! لقد كانت في ايام الصنم الساقط وامتدت ولم تنقطع هذه الميزة الفريدة لرخص وهوان العراقي وكل ادواته الانسانية في بلده , تعددت الاسباب والموت والسعر الرخيص واحد فمرة باجهزة النظام الساقط ومرة اخرى ببقايا هذه الاجهزة و ايضآ بيد من اخذته النخوة " اليعربية والاسلامية " لحفظ ماء وجه العروبة والاسلام عن طريق ذبح العراقي بالجملة والمفرد بالسكين والسيف او بالبهائم العروبية والاسلامية المفخخة او بقذائف الكاتويشة الوطنية التي تسقط بشكل منتظم يوميآ على بعض مدن بغداد وبالذات على بيوت الابرياء في مدينة الصدر او الشعلة الصدرين او استهداف مراقدهم المقدسة وحسينياتهم , لتصدر بعدها البيانات التي تتبنى هذه البطولات وتتوعد الاحتلال الامريكي بالكثير من هذه البطولات الوطنية التي تستهدف العراقيين الابرياء !!

اجزم ابدآ ليس هناك ارخص من حياة العراقي .. فقنينة الغاز سعرها يصل الى خمسة وعشرون الف دينار  وهي اغلى بكثير من حياة العراقي  ,وهي حياة ارخص من سعر لتر البنزين التي وجدت فيه الحكومة تسلية محببة على قلبها وهي تصعد السعر الرسمي من جهة وتتوعد بذات الوقت بارتفاع اخر في المستقبل القريب من جهة اخرى , وذلك ارضاء لصندوق النقد والبنك الدولي وكانهم يتعاملون مع شعب هون كونك او شعب الامارات العربية المتحدة , وليس مع شعب العراق الذي حرم من ثرواته عقود طويلة وتحيط به الامراض المزمنة والعوز والجوع الكافر اضافة الى البطالة الكبيرة . والعراقي حياته ارخص من سعر برميل النفط التي منحته اياه وزارة النفط الشهرستانية كحصة سنوية وحسب البطاقة التمونية لغرض استعماله للطبخ والتدفئة , وهو أحسبه اجراء حكيم من الوزارة حتى لايؤثر على مستوى الانتاج في سلة أوبك وبالتالي يؤدي الى تداعيات  كبيرة في الاسعار العالمية !! و في وقت نفط هذا العراقي المسكين يصرف الى الاردني مجانآ او باسعار رمزية وبمقدار من ثلاثين الف برميل الى ستين الف يوميآ !! ومع هذا وغيره الكثير السيد الاردني غير قابل على " العبد " العراقي فيزيد ه اهانات  وثلم للكرامة العراقية من حدود الروشيد وحتى وسط الساحة الهاشمية في عمان , كيف لايفعلها وهو متفضل على العراقي بان ياخذ نفطه من بين عيونه مجانآ !! وحياة العراقي ارخص بكثير من سعر لتر الماء الصالح للشرب في العراق ومن يريد ان يتاكد عليه فقط ان يسال ابن البصرة والعمارة عن سعر لتر الماء . وحياة العراقي بطبيعة الحال ارخص بكثير من سعر أمبير الكهرباء الذي يتوسل فيه الى صاحب المحولة الكهربائية لكي يدفع به الى بيته رغم انه مدفوع الثمن مسبقآ . والعراقي حياته وكرامته ارخص بكثير من سعر طبقة البيض او لتر اللبن او الحليب . هي ارخص من كل هذا وغيره وهي حياة لاتعادل سعر الطلقة النارية التي كان يطلقها الحارس الشخصي لعدنان الدليمي الذي تم القبض عليه متلبسآ في بيت الاخير وهو يفخخ السيارات لتوزع الحلوى على اطفال بغداد !! وحياة العراقي رخيصة حد الذل حيث يتم تسوية مثل الموضوع الخطير بين ليلة وضحاه باشارة وبيان من السفير الاميركي زلماي وقائد القوات الامريكية في العراق الجنرال كيسي وليتحول المتهم بعد فقط اربعة وعشرين ساعة من اكتشاف الجريمة العار الى راعي اساسي لمبادرة جديدة مع الحكومة العراقية لحقن دماء العراقيين !!  

وستكون حياة وكرامة العراقي أرخص واكثر ذلة وهوان مع اصدار قانون الاستثمار الجديد في العراق خلال الايام القادمة و حيث سيكون الاجنبي هو المالك والعراقي العبد والاجنبي صاحب الدار والعراقي الوافد الاجنبي

والاجنبي يجلس على مكتبه الفاخر والمواطن العراقي يستاذنه لرفع قدميه لكي ينظف الارض من تحت خذائه .

والعراقي سوف يقبل الايادي للحصول على فرصة عمل ثانوية وهامشية وخدمية مع خليط من الذل والعوز ليس ذلك في ابو ظبي اودبي بل سيكون كل ذلك وسط بغداد ووسط بلده العراق الذي يعرض للبيع والايجار كله من رأسه حتى قدميه من خلال قانون اسمه الاستثمار الاجنبي في العراق . ( وسوف يزعل علي بعض اعضاء البرلمان العراقي وايضآ بعض المستفيدين من مثل هذه القوانين , وسوف يتهموني مثلا بعدم الخبرة والدراية في مثل هذه الامور ) لكني اجيبهم بمختصر مفيد أن بعضكم مستفيد جدآ !! و انكم تعرضون العراق كل العراق باهله وناسه وكراماتهم للبيع , وتتعاملون مع البلد وكانه احد المجتمعات الاسكتندنافيه المتطورة اقتصاديآ او مجتمعات الخليج العربي المكتفية اقتصاديآ . ان العراق المتعب المتهالك سيكون لو نجح  تمريرهذا القانون بتفاصيله الحالية دون اضافة ضوابط قانونية تحكمه , مثل الجثة العارية التي يدخل عليها الاوباش لاغتصابها وتناول لحمها نيآ . ولم تفهموا كلامي هذا لانكم وببساطة اكثر لم تجربوا ان  تدفعوا من جيوبكم سعر الوقود اليومي  لسياراتكم الكثيرة العدد التي تستخدموها بغير وجه حق ولاتدفعون ايضآ من جيوبكم مقدار الطعام الذي في بطونكم ولاحتى سعر أمبير واحد من الكهرباء . لهذه الاسباب لاتشعرون بما يشعر العراقي البسيط الذي بعد اصدار هذ ا القانون وتنفيذه سوف يكون سعره رقم ساقط بمعنى لاسعر لشراء العراقي  . وهنا الامانة تفرض علي ان أحي بعض الذين كانوا يدافعون ويرفعون اصواتهم في قاعة البرلمان وهم يطالبون لضمان حقوق العراقي في بلده قبل المستثمر الاجنبي . اما اني لااتوقع مثلآ من وزير يصرف من خزينة الدولة في رحلة قصيرة له خارج العراق اكثر من اربعمائة الف دولار كمصاريف ايفاد !! مثل هذا لايصلح ان يشعر باهات واوجاع العراقيين بل انه احد ذباحيهم وان اختلفت اساليبه عن الزرقاوي وخليفته المهاجر . فمن هو الرخيص؟ ولاتصدقوا ان العراقي الحقيقي والمخلص رخيص . بل هو اقوى و اغلى وانجب واشرف وانقى واكبر من كل عناصر السؤ التي تحيط به و نوائب الايام و الدهور المظلمة التي لاتريد ان تفارقه .

 محمد الوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك