المقالات

المؤامرة الانقلابية بدأت عند تهجير اهالي سبع البور !!

2132 17:58:00 2006-10-07

( بقلم : المحامي طالب الوحيلي )

بين الجزر والمد في بحر العملية السياسية وعلاقات الكتل البرلمانية مع الكتلتين الرئيسيتين ،توصلت الى مشروع جديد اعلنته عدة تيارات سياسية مهمة اثر اجتماعها برئيس الحكومة وقد تمخض عن ذلك ميثاق شرف او الآليات لهذا الميثاق الذي اهم ما فيه هو تحريم سفك الدم العراقي ووقف حالة النزيف المريعة التي يشهدها العراق ،وقد شهدت جلسة البرلمان ليوم الاربعاء الماضي خطابا جديدا يدعو للتفاؤل بتخطي الفرقاء السياسيين لخطاباتهم المتشنجة البعيدة عن الهم الوطني وجدوى البحث عن الحلول المصيرية البعيدة عن الاحتقان الطائفي ،فيما باركت اكثر من كتلة برلمانية هذا المشروع الذي عاهد فيه رئيس كتلة التوافق الله سبحانه على السعي لوقف نزيف الدم ،فيما تزامن ذلك مع الجلسات الحوارية الحميمة التي عقدت برعاية زعيم كتلة الائتلاف السيد الحكيم الداعي منذ مدة لتشكيل اللجان الشعبية والتي لا تختلف كثيرا عن اللجان التي يجري الاتفاق عليها لهذا الغرض، خلال الحوار الصحفي الذي اجرته معه مجلة نيوز ويك الامريكية صباح الاربعاء 9/8/2006 فيما تحدث عن واقع القوى التي تعمل خارج نطاق وزارة الداخلية والدفاع ،وقسمها الى اربعة اقسام لما يصطلح عليه بالميليشيات ،فبعد ان اشار الى القسم الاول وهو المليشيات التي تشكلت بعد احتلال العراق التي يصطلح عليها بحماية المنشآة ، وقد تجاوزت في الوقت الحاضر ( 33 ) تشكيل وهي تحمل السلاح وتتحرك بشكل رسمي ولكنها غير منضبطة ولا تتلقى الاوامر من كلتا الوزارتين المشار اليهما، اما القسم الثاني التي يجب اعطاءها رقم واحد هي القوى المسلحة التي واجهت النظام السابق ،اما القسم الثالث هو التشكيلات التي وجدت في المناطق من اجل الدفاع عن النفس هذه تتحرك بشكل غير رسمي ولكن يجب إعطاءها حق باعتباره حق الدفاع عن النفس والقسم الرابع هو مليشيات التكفيريين والصداميين التي تسعى للقضاء على المعادلة الجديدة والديمقراطية والحرية في العراق ،مؤكدا على وجوب مواجهة المليشيات الرابعة من قبل الجميع الدولة والمليشيات الثلاثة المشار اليها ، ان تتحرك جميعاً من اجل القضاء عليها لان أفرادها أعداء حقيقيين للعراق .اما فيما يتعلق بالمليشيات الثلاث فقد اشار الى معالجة موضوعية لها ففي ما يتعلق بالمليشيا الاولى ينبغي دمجها كحال النوع الثاني و ربطها بتشكيلات وزارة الدفاع او الداخلية ، واما النوع الثالث فيعالج (من خلال تطبيق فكرة اللجان الشعبية او لجان المناطق او اي اسم اخر نسميها ، في المناطق السنية تكون من الشباب السنة وفي المناطق الشيعية تكون من الشباب الشيعة اما المناطق المختلطة فيجب ان تكون مختلطة وان ترتبط بمراكز الشرطة وتتحرك وفق السياسات الموضوعة لها من الداخلية ).

مادعاني الى اسذكار هذا المقطع من حوار السيد زعيم كتلة الائتلاف هو ان الكتل البرلمانية يفترض ان تكون قد نفضت يدها من أي خلاف يمس الثوابت الوطنية التي جذبت الجميع للانضواء تحت راية العراق الجديد،وقد راهن البعض على ان دخولها في الصعيد الإداري للحكومة سوف يكون البديل عن حالة العنف ،لكن المواطن العراقي لم يلحظ الا مزيد من التصعيد الإرهابي الذي كان من وراءه تنامي ميليشيات التكفير وأيتام النظام البائد الذين فسح لهم المجال كثيرا في ظل التجافي الغير مشروع مع قوات الأمن العراقية ومحاولات التشكيك بأمانتها الوطنية تحت اتهام كل عمل جاد لمطاردة أركان الجريمة الإرهابية بتهم جائرة جاهزة لا تخرج عن معنى الطائفية ،فيما اتصفت معالجات القوات الساندة (قوات متعددة الجنسيات)بازدواجية غريبة حين تغض الطرف عن الاجتياح الإرهابي لبعض المناطق التي يقطنها أتباع اهل البيت التي تعرضت لأشد موجات التهجير بعد ان تتلقى اخطر ألوان التهديد والوعيد والاستهداف المباشر بالصواريخ وقنابر الهاون المختلفة العيارات التي تشير لتطورات خطيرة على الصعد التعبوية والتاكتيكية مقابل غل يد للمدافعين عن أنفسهم حيث تعاني الكثير من تلك المناطق المنكوبة من مداهمة قوات متعددة الجنسيات لها ونزع أسلحتها الشخصية مقابل ترك الزمر الارهابية دون أي ملاحقة تذكر مثال ذلك ما أوردته بعض التقارير التي نشرها موقع صوت العراق عن قيام عدد كبير من المجاميع التكفيرية والطائفية بهجمات متواصلة وعلى مدى ثلاث عشر يوما أبتداء من الساعة الخامسة والنصف من عصر يوم 16-9 الى 27-9 من الشهر المنصرم، على القرى الواقعة في الجهة الشمالية الغربية لمدينة الصويرة والمتاخمة لمنطقة اللطيفية، والقرى هي، قرية الرداسية وتسكنها قبلية الخزرج- وقرية المعامرة وتسكنها قبيلة المعامرة- وقرية الكلابيين وتسكنها قبيلة الكلابيين! وبعد صمود بطولي من المدافعين عن هذه القرى لمدة ثلاث عشر يوما كبدوا فيها المهاجمين خسائر جمة في الأرواح والسيارات والعتاد، وبعد نفاذ ذخيرتهم ،تدخلت القوات الامريكية في اليوم الثالث عشر بقصف وحشي لهذه القرى الباسلة بطائرات الهليكوبتر القادمة من قاعدة المرسلات في المسيب، والتي أوقعت أربعة عشر شهيدا وعدد كبير من الجرحى والمصابين، مما أضطر سكان هذه القرى المؤلفة من 117 عائلة والبالغ تعدادهم حوالي 800 فرد من الاطفال والنساء والشيوخ من مغادرتها قصرا الى مناطق قريبة من الصويرة وشمال بابل مفترشين العراء، الا من خيم بسيطة استأجروها على عجل لتحمي الأطفال وكبار السن. مما مكن الزمر التكفيرية والطائفية من الاستيلاء على هذه القرى وسلب ونهب كل الموجودات داخل هذه المنازل وحرقها وتفجير البعض.

واذا ما استبشرت القوى الوطنية خيرا بمساعي المصالحة الوطنية وانضمام ابناء العشائر في بعض المناطق الغربية من العراق لجهود مكافحة قوى الارهاب المستورد وقتلها لعدد منهم ،فان امام الجميع خطر مداهم لا ينبغي تجاهله ،فما يجري عند حدود بغداد من جهة ديالى ومناطق الدورة وسبع البور يدل على مشروع تآمري يهدد العملية السياسية وجميع القوى المنضوية فيها ،اذ لابد من تذكر المخطط الذي كشف منذ مدة للتعرض للحكومة العراقية ،ومن مقطع لهذا المخطط الارهابي نقتطف مايلي( تنطلق الخطة ابتداءً من توجية ضربة قوية جداً على منطقة سبع البور بالقصف اليومي ليلاً بالصواريخ الكاتيوشا والهاونات وبشكل مكثف وبدون انقطاع ويكون التركيز على المناطق التي تتمركز فيها العائلات الشيعية ويشمل القصف المناطق المحيطة بالمنطقة المذكورة اعلاه ، وبأثناء ذلك تبدءا عمليات يتم تنفيذها في النهار وتشمل عمليات الخطف والاغتيال وتفجير العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وحرق الأسواق والسيارات والمحال التجارية والبيوت وعزل المنطقة لمنع اي مساعدات خارجية قد تصل لمنطقة سبع البور والتركيز على منع تدخل مناطق بني تميم الشيعية من الجهة الجنوبية، وبعد ذلك نترك المجال للعوائل بالنزوح والهجرة من المدينة ،عند هذا يعني بدأت الخطة، وعند تهجير العوائل الشيعية من منطقة سبع البور يتم إسكان عوائلنا التي تم عدها سلفاً من مناطق الفلوجة والرمادي ومن العوائل السلفية ( الوهابية ) التي رفضتها قسم من العشائر في المنطقة الغربية ، وأثناء استمرار هجرة العوائل الشيعية يهجر قسم من هذه العوائل ونقصد العوائل التي اتي بها من المنطقة الغربية على أساس انها عوائل شيعية مهجرة شريطة ان توزع هذه العوائل على قواطع ) نشر هذا المخطط كاملا على موقع شمس العراق الالكتروني يوم 8/7/2006.

ومن باب المقاربة فان منطقة سبع البور تشهد هذه الأيام هجوماً واسعاً وعنيفاً من مجاميع الإرهابيين ، استهدف السيطرة على منطقة التسعة آلاف والستة آلاف، وأمطرت المنطقة بوابل عنيف من القذائف، وقد تصدى الأهالي إلى برابرة الطائفية المقيتة إلى أن أدركتهم القوات الأمنية لتفرض سيطرتها على المنطقة، مما أدى إلى استشهاد وجرح العديد من المواطنين، بالإضافة إلى هلاك عدد من الإرهابيين.

وقال شهود عيان إن الارهابيين ظلوا يطلقون نيران القناصة من منزل احد شيوخ العشائر، ومنازل افراد عشيرة (.....) في المنطقة على كل من يتحرك بهدف اسقاط المنطقة، مع هجمات بالقذائف من قبل عصابة الصداميين وبقايا الحقد الطائفي، ولكن تدخل الجيش العراقي وبإسناد من الطائرات الأمريكية أحبط الهجوم واحتواه.وهذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الجيش العراقي بهذه الشاكلة في المنطقة التي ظلت تعاني وتئن طوال هذه الفترة بعد أن كانت تحت رحمة قيادة الفرقة (....) السابقة.

وقد افاد مصدر امني بأن الجيش تمكن من العثور على أحد مرابض اطلاق القذائف وعثر على عدد كبير من القذائف من عيارات 120 و82 و60 ملم بالاضافة إلى عدد من المدافع والصواريخ، واعتقل عددا من المهاجمين الذين تغلغوا في وسط بعض بيوت المنطقة.فيا يؤكد عدد من المهجرين ان اغلبية سكان المنطقة قد غادروها بعد ان وزعت عليهم رسائل تهديد ومن ذلك اخر مهجر من منطقة 13 الذي ترك داره وما حوت ولجأ الى مدينة الصدر..

خلاصة القول ان مايجري من احداث ارهابية ينبغي الا ينظر اليها نظرة عابرة مادامت لدينا خطط امنية بدت تؤتي اكلها ،ولكن الاهم من ذلك هو ان لانتجاهل ما يخطط له اعداء العراق وقد حان وقت شد الاحزمة وترسيخ قواعد الامن الوطني..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك