المقالات

هل انتهت السبع العِجاف

991 17:15:00 2010-03-21

سعد الدراجي

الأن وقد مرت سبعُ سنوات على سقوط الجبروت بأبشع صوره التي منفكت تُفارق أذهان الشعب العراقي الذي تحمل ما لم يتحملهُ شعبٌ في أرجاء المعمورة من ظلم وتهميش للشخصية العراقية ومقابرٍ جماعية وتهجير وسلب الإرادة وغيرها كثير من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية ويقف عندها العالم بأسره وقفة تأمل وحزن على ما أصاب هذا الشعب المسكين من ذلك النظام الفاشي المستبد الذي سقط بلا رجعة في التاسع من نيسان من عام ، 2003 والذي أدى هذا السقوط الى إرجاع الحياة في العروق اليابسة لأبناء الشعب العراقي ، وبدأ يتنفس الصُعداء وهو يستقبل حياة جديدة ليس فيها تسلط سياسة الحزب الواحد او تحكم سياسة العائلة الواحدة . وهنا كان لابد للشعب العراقي من ان يختار طريقه بنفسه ويشق هذا الطريق عِبر المزالق والمنحدرات التي وضعها في طريقه أذناب النظام البائد من البعثيين والصداميين المجرمين ، وهؤلاء كانوا مهيئين ومُعدين لمثل هذه الأمور ، وكذلك كان للدور الذي قام به إخوتنا او من يسمون انفسهم بإخوتنا واقصد بهم الدول العربية من وقوفهم الى جنب إخوانهم العراقيون لتجاوز أزمتهم ومحنتهم ، كما وقف معهم العراقيون حينما كانت تمر بهم وبشعوبهم الأزمات ، فقام هؤلاء الإخوة ( إخوة يوسف ) بصب الزيت على النار وذر الرماد في العيون ، وحاولوا ويحاولون تفرقة وتشتيت شمل الشعب العراقي بكل الوسائل الخبيثة من إرهاب ومفخخات وطائفية مقيتة وتحٌين الفرص التي من شأنها زعزعة اللحمة الوطنية العراقية كي لا ينهض الشعب العراقي من جديد ويكون له دور مشرف في صياغة وصناعة الإنسان العراقي الجديد وفق أُسس صحيحة ومنطقية ، والآن وقد انقضت سبع سنوات على سقوط الصنم البعثي مر العراق خلالها بعدة حكومات تحاول من خلال عملها رفع الحيف عن الشعب العراقي ولكنها للأسف الشديد لم تكن موفقة ..! تارة بسبب التجاذبات التي تحدث بين الفرقاء السياسيين وتزمتهم في الحصول على اكبر نسبة ممكنة من الامتيازات لهم ولأحزابهم وهذا ما جر العراق وشعبه الى الدخول في متاهات هو في غنى عنها ، وتارة اخرى بسبب الفساد المالي والإداري الذي استشرى في كل مفاصل الدولة العراقية حتى اصبح طاعونا ينخر جسد العراق بحيث اصبح من الصعب القضاء عليه ، بالإضافة الى العمليات الارهابية والطائفية التي عصفت بالعراق ، ولم يسلم منها أي دين او طائفة او مذهب ، وهنا لابد من اخذ العبرة من قصة نبي الله يوسف ( عليه السلام ) ، فقد منٌ الله سبحانه وتعالى على أهل مصر بالفرج والخير بعد سبع سنوات عجاف لم تبق على أي شيء وكان للتدبير الإلهي وحكمة وحنكة نبي الله يوسف الصديق ( ع ) ان كان نعم العون لأهل مصر حيث كان السبب المباشر في إخراجهم من هذه الازمة ، وها هي السبع العجاف تنتهي في العراق بلد الأنبياء والأئمة .. بلد السواد والخيرات .. فهل ستفعل الحكومة القادمة كما فعل الصديق يوسف وتحفظ خيرات العراق وتقسمها بالسوية بين أبناءه ام ان إخوة يوسف سيكون لهم رأي اخر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك