المقالات

الآن تبدأ الدعاية الانتخابية

802 17:21:00 2010-03-25

حافظ آل بشارة

تعتبر الانتخابات معيارا تقيس به الاحزاب الوطنية شعبيتها وحيويتها وقدرتها على التجدد ، في العراق هناك احزاب كارتونية ليس لها غطاء جماهيري وتقف وراءها حقائب ثقيلة من الدولارات الزاحفة عبر الحدود ، وهناك احزاب حقيقية كتبت تاريخها بدماء الشهداء وارتبطت باسماء مقدسة ، الانتخابات كشفت تراجعا لبعض الاحزاب عن مستوى التوقع ، وتقدم احزاب اخرى ، والتزوير ان ثبت له تأثيره ايضا ، في كل الاحوال هناك مخاوف لدى الشعب من تآكل الاحزاب الوطنية العريقة التي قادت حركة التغيير في العراق ، وتصنف التحديات التي تواجهها الى تحديات ذاتية داخلية وتحديات موضوعية ، والحزب مثل الفرد اعدى اعداءه نفسه التي بين جنبيه فالحزب اذا قدر على نفسه فهو على غيرها اقدر ، ولمعرفة نوع التحديات الذاتية لابد من مقارنة النماذج التنظيمية القائمة مع النموذج المثالي للحزب او الحركة في العالم ، فالحزب تجمع لمواطنين لديهم اهداف سياسية وفكرية مشتركة ويسعون للوصول الى السلطة ثم الاحتفاظ بها لتطبيق رؤيتهم التنفيذية ، وقد يكون الحزب نخبويا او جماهيريا ، ويغلب على الانظمة الديمقراطية النظام الحزبي التنافسي اما بين حزبين كما في امريكا وبريطانيا او اكثر كما في فرنسا وسويسرا والمانيا وغيرها و لابد من تحالفات لتشكيل الحكومة ، البعض عندنا يذم وجود الاحزاب ويلعنها ويعتبر صراعاتها من علامات الساعة وذلك لجهله بأهميتها في الحياة السياسية ، فالديمقراطية لولا وجود الاحزاب تبقى حبرا على ورق ، الاحزاب تستقطب الناس وتوفر لهم آلية للمشاركة في صنع القرار ، وتقوم بتعبئة الشعب وتطوير وعيه ، وتعطي فرصة لظهور جميع الاراء والتوجهات بحرية وبشكل منظم ، اضافة لكونها اسلم اسلوب لممارسة الرقابة على المؤسسات والسلطات ونقدها وتوجيهها ، كما تبلور الموقف العملي من الحكومة واي سلطة في البلد وتمنحها الشرعية او تحجبها عنها بالمشاركة او الاعتزال ، و تنظم اساليب المطالبة بالحقوق المشروعة وقد تضطر احيانا الى قيادة عمليات العصيان والمواجهة ومقاومة العدوان الخارجي . كل حزب بامكانه ان يقارن اوضاعه باستخدام المعايير التنظيمية المعروفة عالميا ، ثم يدرس ما اصابه من تراجع لمعرفة اسبابه ، وفي الخطوة الثانية يتخذ قرارات جريئة للتصحيح وان ادى ذلك الى جراحات مؤلمة ، هناك قانون تنظيمي مفاده ان الدولة ثمرة عمل الاحزاب ، لذا يفترض اولا اجراء الاصلاحات التنظيمية في الحزب والتي تشمل الاهم كالدائرة السياسية والاعلامية والفروع ، واعادة صياغة الرؤية الاديولوجية والنظام الداخلي ثم الانصراف الى تشكيل مايسمى دولة الظل أي تشكيل هيكلية دولة افتراضية صغيرة داخل الحزب فيها كل الوزارات والسلطات وان كانت كل وزارة ممثلة بعدد من الاشخاص المختارين بدقة ، وكذلك برلمان ظل ، هؤلاء يحضرون اجتماعات منتظمة ليدرسوا اداء الوزارات المناظرة في الحكومة كلا حسب اختصاصه مع التأكيد على الاسلوب التكنوقراطي التخصصي في ادارة وزارات الظل اما برلمان الظل فيضم المرشحين المقبلين للبرلمان والمجالس المحلية ويمارسون عملا تشريعيا ورقابيا تجريبيا ، وجميع هؤلاء يدخلون دورات علمية تخصصية في مجال عملهم حتى اذا بدأت دورة انتخابية جديدة وجد الحزب نفسه وقد هيأ جميع الملاك القيادي المطلوب زجه في البرلمان والمجالس المحلية والحكومة ، وعند اكتمال هذه التدابير يصح القول ان الدعاية الانتخابية تبدأ الآن ، دعاية تمتد لاربع سنوات يصلح فيها الحزب الجسور التي تقطعت بينه وبين مؤيديه فيقدم اداء حكوميا جيدا من خلال ملاكه الوزاري والبرلماني ، وتدريبا جيدا من خلال حكومة الظل وبرلمان الظل وهما يتحركان في اوساط الناس ويحققان حضورا متواصلا وتفاعلا مع قضايا الناس وهي افضل دعاية لمن يريد الترشيح في دورة مقبلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك