المقالات

عندما يتلصص البرلماني؟

1673 17:47:00 2006-10-08

( بقلم : سعد البغدادي )

مسكين هذا البرلماني اذ اراه يتلصص خلف الكاميرا من وراء ظهر ذلك المسؤول يروح جيئة وذهابا متباسما لعله يحصل على فرصة الظهور هنا وهناك يظن نفسه نجما تلفزيونيا ولا يدري كم هو ثقيل هذا البرلماني الذي يظل مكشرا طوال حديث ذلك المسؤول , ينطط هنا وهناك ويوزع ابتساماته على الجميع.

في دراسة مهمة قامت بها جامعة باريس ( السوربون الثالثة ) عن تصرف المسؤول في الدول النامية وحبه للظهور التلفزيوني

وصلت الى نتائج مهمة جدا اذان المسؤول عندنا يعتقد انه من الاهمية بمكان وانه ان لم يتحدث في التلفزيون او انه لم يظهر في يوم من الايام فان الجمهور سوف يموت كمدا وان اغلب بيوتات العراقيين ستصاب بالكابة المستديمة لانه اي المسؤول يعتقد حسب الدراسة

ان المسؤول = رجل مهم يتكوكب حوله الجمهور

النجم التلفزيوني= رجل مهم يتكوكب حوله الجمهور

اذن المسؤول= النجم التلفزيوني

وهو المطلوب

هذا الاعتقاد الخاطئ منشأه الوهم والمرض النفسي والشعور بعقدة النقص كما يعرفها فرويد فما ان يظهر هذا المسؤول حتى ندير القناة الى غيرها لايشكل اي مسؤول مهما كانت منزلته شيئا في الذاكرة العراقية انه شخص طفيلي متطفل جدا وضيف ثقيل قد يسبب ازعاجا كبيرا لك اذ انه ربما يقطع عليك متابعة مسلسل جميل او برنامج ثقافي او ندوة اجتماعية , يقطع هذه المتابعة ليظهر لك ذلك المسؤول المتطفل وكم يكون منظره مشمئزا حينما تراه يتلصص حول الكاميرا لعل وعسى يحصل بنظرة من الكاميرا

ثم جاءت الفتنة الطائفية فاعتقد هذا المسكين انه ممثل شرعي لاهل السنة وانهم لن يغمض لهم جفن دون رؤيته فيما اعتقد الاخر ان الشيعة حينما ترى طلعته على التلفزيون فانهم سوف يلطمون على الخدود ويقيمون مادب العزاء وقراءة الادعية ويحرقون البخور من اجله لا من اجل طلعته البهية

مساكين هولاء البرلمانيون والمسؤولون فانهم لن يعرفوا ان السني والشيعي ليس له وقت ليضيعه في النظر الى هذا المسؤول او ذاك وهم لايرعون في الله الا ولا ذمة وانهم كريهون كرائحة الثوم ؟

سبب حب الظهور ادمان تعود عليه هذا البرلماني مثل مايدمن شبابنا على الحبوب فتراه في البرلمان يحاول ان يتحدث حتى لو يسب رئيس البرلمان لان الكاميرا لابد ان تتوجه نحوه وهذا هو المطلوب وبعد الجلسة لابد ان يعقد مؤتمرا صحفيا ويجري اللقاءات الصحفية وعبر الاثير انه نجما تلفزيونيا

اصرح=اذن انا موجود

وجودي وكينونتي = التلفزيون

إذا لم يكن الإنسان متيقظاً لنفسه جيداً، فإن النجومية، وحياة الأضواء يمكن أن تفسد عليه كل شيء.. وقديماً قالوا: "حب الظهور= يقصم الظهور".

هل حب الظهور عند هذا المسؤول او ذاك هو نوع من الامراض النفسية الشائعة دعونا ببداية الامر نتعرف على اصل كلمه "النرجسية Narcissistic " وذلك يعود الى اسطورة يونانيه قديمه تقول..!ان فتاة تدعى(صدى) هامت بحب فتى يدعى (نرجس) ومن فرط حبها له واعجابها به سقمت حالها ومرضت بسببه .ومن اجله كابدت وصبرت حتى اضناها هذا الحب وجعلها تذبل شيئا فشيئا حتى فارقت الحياة.ولكن الالهه (بزعم الاسطورة)  لم تترك الفتى دون عقاب. لذلك كان العقاب قاسيا عليه للغايه حتى اودى بحياته.كان العقاب ان يعشق نفسه بصورة مرضيه عندما راى صورته منعكسه على الماء لذلك اخذ يجلس الساعات الطوال امام صورته بكل فخر وزهو .واستمر على هذا الحاله حتى مرض نفسيا بسبب هذا التعلق الذاتى.وما هى الا فترة بسيطه حتى فقد عقله وفى احدىخلواته وعشقه لنفسه قفز الى بركة الماء ليمسك صورته ولكنه غرق ومات . وظهرت فى مكانه زهرة سميت على اسمه نرجس (وهى زهرة النرجس) ..!اذن الحاله النرجسيه المرضيه تتلخص بعدة نقاط وهي :-1-الانسان النرجسى يعشق نفسه بصورة تفوق الوصف..2-لا يفكر الا بذاته..3-يحب الاشياء لقربها من نفسه وبحسب تقديره هو.(4عتقد بانه فوق الجميع وفوق كل نقد (لانه لا يرى انه يقوم بخطاء .. بقناعتة ان من هم الاخرون حتى ينتقدونه)..والمشكله الكبرى لدى النرجسى انه لا يدرك انه مريض ويحتاج علاج وتغير على الرغم انه يلاحظ جفاء الاخرين وابتعادهم عنه ..لانه يرجع السبب بذلك لسلوكهم هم وليس له هو.. وهذى حاله فى غاية الخطورة ..الشخصية النرجسية: شعور غير عادي بالعظمة وحب وأهمية الذات وأنه شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس. ينتظر من الآخرين احترامًا من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو استغلالي، ابتزازي، وصولي يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية، وهو غيور، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية. - هذه الشخصية قد تتطرف لاقناعه بفكرة التطرف وإنما لما قد يحصل عليه من أثر دنيوي من ممارسة تلك الفكرة وما أسرع ما يتخلى عنها لو وجد مصالحه الشخصية في فكرة أخرى بغض النظر عن صواب تلك الفكرة من خطئها ( إنه التمركز حول مصلحة الذات لا حول الفكرة ). من هذه الشخصية عادة يكون قادة التطرف أكثر من الأتباع.

هذه هي مشكلتنا مع المسؤولين وليتهم يعلمون انهم لايشكلون لنا في ظهورهم شيئا ترى من مبلغ مجلس النواب عني سلاما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك