المقالات

بول برايمر يتراجع إمام حكمة أية الله السيستاني إثناء فترة حكمه بالعراق

2008 18:20:00 2006-10-08

( بقلم : الحاج عبد الامير السلامي )

لقد جاء الحلفاء بقيادة أمريكا وبقدرة قادر احتلوا العراق وفق شعار محررين لا فاتحين متعرضين إلى مقاومة لا تتناسب مع جهاد ونضال الشعب العراقي الذي قاوم الغزاة عبر العصور وعين بول برايمر مديراً لسلطة الائتلاف من قبل بوش الابن لما يتصف به من صفات مقبولة من البيت الأبيض بعمله الدبلوماسي الدؤوب المسخر لخدمة الولايات المتحدة الأمريكية فاختير لهذا المنصب مع مساعدين مخضرمين متقاعدين في السلك الدبلوماسي والعسكري يزيد عددهم عن ثلاثة ألاف فهذا الرجل مسيحي المذهب دبلوماسي متمرس يعمل لخدمة وطنه وقبل لهذا المنصب بعد التشاور مع زوجته فرانسي مبتعداً عن بيته حوالي ثمانية ألاف كيلو متر تاركاً زوجته وأولاده وكلبته المالطية الشقراء لا يتصرف بشيء إلا بعد الاتصال بالبيت الأبيض, أسس مجلس الحكم من المنفيين وبعض الأشخاص من داخل العراق وأصدر كتابه (عام قضيته بالعراق) وتصفحته من أوله إلى أخره ذاكراً رسائله التي يحملها أشخاص مقربين منه إلى مكتب أية الله السيستاني ولم يذكر نصها ولكن بعد الرد عليها من المكتب يذكر تعابير غير صحيحة لا تليق بدبلوماسيته لان أية الله السيستاني يرفض الاحتلال أساسا ويرفضمقابلة أي مسؤول أمريكي ولكن, وقع العراق تحت الاحتلال و خوفاً من أن يستحوذ هؤلاء المحتلين على مقدرات العراق تقدما آية الله السيستاني لمقاومتهم بالطرق السلمية ووقف وقفته التاريخية الرادعة لتصرفاتهم في كيفية حكمهم للعراق معارضا انضمام قوات أجنبية من جيران العراق داخل العراق ولا يريد للعراق في النهاية أن يصبح دولة دينية يحكمها رجال الدين على غرار ولاية الفقيه في إيران وناهياً عن أعمال عنف شيعية ضد السنة أو العكس ويرغب في عراق مستقر ديمقراطي يعيش بسلام مع جيرانه مصراً على كتابة الدستور بأيد عراقية.

وقد رفض المصادقة على الدستور إذا صوت الثلثين من ثلاث محافظات نقض الدستور الدائم وليس أي نقض كردي للدستور وقال إذا استمر هذا النص فسيتعين عليه انتقاده واستمر مصراً على هذا الرأي مما شجع برايمر أن يذكر في كتابه أقوال غير سليمة (انتم الشيعة تلعبون بالنار ألان وتخاطرون بتعريض العملية الانتخابية بأكملها وأضاف علينا أن نظهر ان أية الله السيستاني لا يرهبنا) ومن تفحص هذه التعابير التي دونها برايمر يحكم عليه بأنه أداة مسخرة ومما زاد الطين بله إن الإبراهيمي ممثل الأمم المتحدة يسير حذوه بقوله (ان لا يدبر أصحاب العمائم السوداء الحكومة العراقية المؤقتة) منطلقين من تصريح كولن باول وزير الخارجية الأمريكية (بان قادة الولايات المتحدة الأمريكية لا يرهبون بسهولة من المظاهرات الشعبية والتي دعا إليها أية الله السيستاني والتي تطالب بإجراء انتخابات حرة نزيهة) ولكن أخيرا خضع قادة البيت الأبيض لمطالب أية الله السيستاني بفرض الانتخابات الحرة وانتخاب الجمعية الوطنية وإنجاز الدستور الدائم بالرغم من معارضة برايمر الذي كان يريد جمعية عن طريق مؤتمرات المناطق أداة في أيديهم.

فأية الله السيستاني الساكن في بيت بسيط مستأجر في احد أزقة مدينة النجف الاشرف مبتعداً عن القصور الضخمة ذات البناء الهندسي الجميل مكتفياً بالملبس والغذاء البسيط سائرا على منهاج جده الإمام علي (ع) بقوله أئمة الحق أن يقوموا أنفسهم فهو الزعيم والقائد للطائفة الشيعية في العالم فإذا ما صرح بأي تصريح لا يتغير كما يدعي برايمر وينسب إليه التغير في المواقف وقوله حكمُ وفصل لأنه صاحب القيادة الدينية والدنيوية للطائفة ونائب الإمام المنتظر (عج)مقتبساً من أنواره القدسية ولما يجتمع بالمكانة العلمية والصفات الشخصية علاوة على عمق الأيمان والتقوى, فالتراجع الفوري للسياسة الأمريكية من تصريحات أية الله السيستاني التي تفرض حق الشعب لا كما يتصورون أنهم يسيرون العراق كما تشتهي أنفسهم كلعبة الشطرنج فهذه العمة السوداء تضع النقاط على الحروف مجاهدة من اجل مصلحة الوطن والمواطنين كافة وسوف تنسحب قوات الاحتلال مرغمة مادام أية الله السيستاني مطالباً برحيلها وخلفه المؤمنون المجاهدون من اجل استقلال البلاد, وأية الله السيستاني الأب الروحي لجميع العراقيين وممن اتصل وتشرف به حالياً يلاحظ نفسيته متعبة قلقة على الأوضاع في العراق لكثرة سفك الدماء التي حرمها والتهجير القهري للعوائل بترك دورها ومحلاتها مصدر قوتهم اليومي وحث المسؤولين مراراً وتكراراً على ضبط الأمن والقضاء على الإرهاب حتى يتمكن هؤلاء المهاجرين من الرجوع إلى أماكنهم مستقرين أمنين وكذلك يدعو ليلاً ونهاراً لوحدة العراقيين ونبذ الخلاف والابتعاد عن التطرف الديني والعمل سوية لإنقاذ البلاد من الضياع والحفاظ على استقلاله وحريته.الحاج عبد الأمير ألسلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك