المقالات

وثيقة عهد وليست وثيقة املاءآت

1800 19:05:00 2006-10-08

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

وثيقة العهد او كما يسميها ممثلو الكتل السياسية بـ(وثيقة رمضان)والتي وقعها السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من ممثلي الكتل السياسية جاءت لتثبت لاعداء العراق في الداخل والخارج أن العراقيين باستطاعتهم ان يترفعوا فوق جراحهم ويرأبون الصدع بعد أن وجدوا ان النصائح التي كانت تقدم للآخر بطريقة مباشرة او غير مباشرة لم تجد آذاناً صاغية ولم تجد نفعاً امام الغي والعدوان والتطرف والشد الطائفي البغيض.إن سيل الدماء ومشهد الذبح اليومي على الهوية والتهجير القسري والعمليات الارهابية التي ينفذها المجرمون من التكفيريين والصداميين كل يوم دون مراعاة لاية قيمة دينية أو اجتماعية او انسانية او وطنية، هذه الجرائم المروعة قد استفزت مشاعر العراقيين الشرفاء بعد تصاعد الارهاب خلال الاشهر الماضية الامر الذي كان لابد من اتخاذه لوقف نزيف الدم والتصدي الجاد والحازم لهذه الزمرة الضالة العابثة بأن المواطنين وأستقرارهم. وبعد أن اصبح واضحاً وضوح الشمس ان بقايا النظام الساقط بدأت تحركاتها العدوانية نهاراً جهاراً لتخريب العملية السياسية والانقضاض على المنجزات التأريخية التي تحققت بعد سقوط الصنم ليس دفاعاً عن دين او طائفة او وطن كما يدعون وإنما لتمهيد السبل لعودة الدكتاتورية من جديد.

هذا الوضع الامني السيء قد حفز ابناء العشائر العراقية الغيورة لوضع حدِ للارهاب الدموي وتطهير ارض العراق من رجس هذه الزمر ومطاردة فلولهم وخاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة عدوانهم الغاشم والتي كانت تسمىبـ(المناطق الساخنة)سواء في محافظة الانبار او في تكريت او في الموصل او كركوك او ديالى أو بعض مناطق العاصمة بغداد. وهذا ما فعله النشامى من ابناء عشائرنا الاصيلة وبالتعاون مع القوات المسلحة الوطنية العراقية لاجتثاث جذور من افسدوا في الارض لينالوا جزاء افعالهم وجرائمهم المشينة بحق العراقيين الابرياء ووأد فتنتهم العمياء قبل ان تستفحل.

إن من يظن ان توقيع وثيقة العهد جاءت تحت وطأة إملاءآت خارج العملية السياسية وخارج اطار الدولة العراقية الجديدة فهو على خطأ ولعل ضباب المشهد العراقي قد جعل هذا البعض يظن ان السراب ماءً فراح ينشر الاشاعات الفارغة لايهام من يستطيع ايهامه بأن المصالحة والحوار الوطني ليس هماً عراقياً او طرحاً شعبياً وحكومياً وإنما هي املاءآت من الخارج وما توقيع هذه الوثيقة المباركة في هذا الشهر المبارك إلا رد فعل على العمليات الارهابية فحسب.

نقول لمثل هذا التخريف وهذه السذاجة بل وهؤلاء المتآمرين على العراق وعلى العراقيين بكافة اطيافهم وطوائفهم ان ابناء العراق قد حملوا شعاراً منذ أول يوم سقط فيه الدكتاتور وأزيلت معالم الاستبداد والظلم(اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه).هذا الشعار الوطني الذي دل دلالة واضحة واكيدة على ان ابناء العراق هم حماة الوطن وهم المحافظون على وحدته الوطنية وأرواح المواطنين التي تعرضت للخطر المتسلل من خلف الحدود وحواضنهم المكشوفة للجميع.

اليوم وبعد توقيع هذه الوثيقة وما حملته من مواد وقرارات سوف تكون الردء الحقيقي والدرع الواقي والحصن المنيع أمام الارهاب الاسود ومنفذيه المجرمين وإن الايام القليلة القادمة سوف تحمل معها بشائر الانتصار الناجز على كل هذه الزمر من المفسدين في الارض ليعم السلام ارض المقدسات ويعجل من جلاء قوات الاحتلال لتأخذ مؤسساتنا العسكرية الوطنية مكانها ودورها الفاعل في حفظ الامن والنظام وتنطلق مسيرة البناء وإعادة اعمار البنى التحتية بعد المحافظة على اللحمة العراقية والروابط الوطنية لكل العراقيين ان شاء الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك