المقالات

غدير الحسين (ع)

956 05:22:00 2010-04-05

سامي جواد كاظم

اكمالا لما كتبناه في مقالنا السابق عن محطة مهمة من تاريخ الحسين عليه السلام قبل الطف نكمل في مقالنا هذا بقية الرواية والحديث عن ابعادها ، تكملة الرواية تقول :

فقام فيهم خطيبا وبعد حمده لله عز وجل والثناء عليه وذكر موبقات معاوية قال لهم اني اريد ان اسالكم عن شيء فان صدقت فصدقوني وان كذبت فكذبوني اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا الى امصاركم وقبائلكم فمن امنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا فاني اتخوف ان يدرس هذا الامر ويغلب والله متم نوره ولو كره الكافرون .فكان يذكر الحسين عليه السلام الايات القرانية النازلة بحقهم والاحاديث النبوية التي تخصهم فما ترك شيء الا وذكره والصحابي يقول اللهم سمعنا وشهدنا والتابعي اللهم قد حدثني به من اصدقه وائتمنه من الصحابة فقال عليه السلام انشكم الله الا حدثتم به من تثقون به وبدينه... انتهت الرواية .ان عملية جمع الحجيج هي اشبه بعملية جمع الحجيج يوم الغدير هذا اولا ، وثانيا وهو الامر الذي يثير الاستغراب الا وهو كيف ان هنالك من حاول طمس السنة النبوية وان الاف من الصحابة صلوا خلف رسول الله صلاة الجنازة واليوم خلاف بعدد التكبيرات وهنا استغرب كيف ان الكتاب والباحثين يصفون فترة الامام الحسين عليه السلام بقلة الحديث والروايا لما كان يعيشه عليه السلام في عصر الطلقاء فكيف اذن ذكروا الرواة انه ذكر كل الايات والاحاديث التي تخصهم وعلى مراى ومسمع اكثر من سبعمائة صحابي فهل يعقل او يغفل هذا التراث الحسيني ؟!!، وثالثا لاحظوا تاكيد الحسين عليه السلام على طبيعة المتلقي كيف تكون صفاته وهذا يدل دلالة قطعية على امرين الاول كثرة الجواسيس الاموية بدليل التاكيد على نشر الحديث بين من ياتمون ويثقون به ، والثاني هو كثرة الوضاعين الذين اغدق عليهم معاوية في المال لتحريف وتدليس الحديث النبوي الشريف وخصوصا ما يخص الائمة الاطهار عليهم السلام ، ورابعا لاحظوا التابعي يقول حدثني من ائتمنه واصدقه من الصحابة وهذا يدل على وجود صحابة غير ماتمنين ولا صادقين .ونهاية المطاف هو تصرف الحسين عليه السلام في اختيار الوقت والمكان والمضمون والمتلقي والتي تعد من اساسيات اهتمام الاعلامي الناجح فالوقت حال انتهاء الحج وذكرى غدير ابيه عليه السلام والمكان ملتفى ومفترق الحجيج والمتلقي هم الشريحة المؤتمنة الصادقة المعروفة بالنسك والصلاح والمضمون هو التاكيد على ولاية اهل البيت عليهم السلام لانه على علم بما يضمره معاوية من استخلاف ابنه الدعي يزيد ، وهذا الدرس يكون القنوات المتخصصة بثقافة اهل البيت هم الاولى في استيعابه والالتزام به حتى يستطيعون من تحقيق الهدف المرجو من فضائياتهم . اضافة الى ذلك لاحظوا عبارة الاستهلال في تثبيت صدق كلامه عليه السلام الا وهي ان صدقت فصدقوني وان كذبت فكذبوني وحاشاه من الكذب وهو يعلم ذلك الا انه لابد من استخدامها لاستدراج المتلقي وجعله البحث عن الكذب ان وجد وهذا نفس الامر حدث في يوم المباهلة مع نصارى نجران عندما طلب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان تكون لعنة الله على الكاذب مع علمه علم اليقين بانه ليس بكاذب ولكن هذا ادب الحوار في اثبات حقيقة يكون صاحب الحقيقة هو البادئ بالكلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك