المقالات

فتّـاح فـال

1892 23:35:00 2006-10-09

( بقلم : حسين ابو سعود )

 ما زال فتاح الفال شخصا مهما في حياتنا اليومية منذ القدم وهو البصار والنجومي او من يفتح المندل او قارئ الفنجان ، وهو متخصص بمعرفة الماضي والحاضر والمستقبل ، وعنده قدرة على الاتيان بالمحبوب والانجاح في الامتحانات وجلب الرزق وتحقيق فرص العمل واخضاع الزوج واركاعه وكشف السارق وشفاء الامراض وطرد الارواح الشريرة ، كل ذلك عن طريق القراءة واعداد الرقي والتعاويذ والحجاب ، اي انه يحمل بيده مفتاح كل شئ .

وليس صحيحا ما يقال بان النساء هن من يترددن على هؤلاء دون الرجال وان كانت نسبتهن اكثر من الرجال لاسباب معروفة منها عاطفتها الزائدة مع قلة خفيفة في العقل وحبها في الوصول الى مبتغاها بسرعة فائقة دون توخي الاسباب ، ولكن الرجال ليسوا باقل من النساء في التردد على فتاحي الفال ، ومن بين هؤلاء مشاهير واسماء لامعة في دنيا الفن والادب والرياضة ، وقد وصل فتاح الفال الى القصور الرئاسية ايضا ليكشف للرئيس عن اعداءه ونوايا بطانته واسرارا اخرى قد يحتاجها في ادامة ملكه والحفاظ على كرسيه الوثير .

وبعض هؤلاء المنجمين نجح في بلاده وامتدت شهرته الى الافاق فسافر الى دول اخرى اكثر ثراء فتحقق له هناك ما اراد حتى صارت القنوات الفضائية تتسابق فيما بينها على استدراج فتاحي الفال وتخصص لهم ساعات من البث لبرامجهم التي تحقق عادة نجاحا اكثر من البرامج العلمية والرياضية مثلا ، ويتساوى في الذهاب الى فتاح الفال الجهلة والمثقفون والفقراء والاغنياء ، كما يتفاوت فتاحو الفال في نسبة التوفيق فمنهم من يتخذ له مكتبا انيقا مكيفا ومنهم من يفترش الرصيف ومعه ببغاء مدرب على التقاط بطاقة من مجموعة بطاقات كتب عليها معلومات تنطبق على اكثر الناس .

ومهما يكن من تاثيرهم وابداعهم والتزامهم بوعودهم الا انهم يظلون ارباب دجل وشعوذة ويخلطون هذا الدجل بالدين والدين منهم براء ، اذ يظلون كذابين وان صدقوا ، وقد حرم الدين الحنيف الذهاب اليهم والاستعانة بهم والاعتماد عليهم ، ويقال ان رجلا وجد بين ملابسه تعويذا ففتح خيوطه فوجد فيه ورقة داخل ورقة داخل ورقة فيها حبات من الفلفل الاسود وعود ثقاب ولوزة واحدة وكتابة رديئة بالزعفران (الحاق الواق الباق + -*=هذه المراة المسكينة زوجها يتاخر في المجئ ليلا فعليه ان يبكر وان بكر فقد بكر وان لم يبكر انشالله عمره مابكر ويطبه طوب ) اي يطبه مرض اي في ستين داهية اي الى جهنم وبئس المصير ، فاللهجات تختلف والدجل واحد .

وذكر لي مرة احد الظرفاء انه وجد في مخدته شيئا صلبا ففتحه واذا به تعويذ صنعته امه له لكي لا يعترض على بيع اللبلبي والباجلا كل صباح قبل الذهاب الى المدرسة .

وكان احد الضباط الكبار يلجأ الى ساحر نوراني الطلعة سريع الدمعة طويل القامة عليه اثار الاستقامة ، وقد نلت شرف مرافقته وفيض مجالسته فاكتشفت فيما بعد بان الرجل يحتفظ بعدد من التعاويذ المعدة سلفا داخل اكياس نايلون ويودعها المجاري حتى تخيس وتبدو قديمة وتكتسب رائحة كريهة ويخرجها عند الطلب فيضيف بقلمه المبارك اسم الضحية مع اسم الام فيتخيل المسكين انه اتى بالسحر من مكانه المخبأ فيه .

ولا شك بان هؤلاء اناس اذكياء يعرفون نقاط الضعف لدى الاشخاص وقد قال لي شخص هندي قضى عمرا طويلا في استحصال هذه العلوم والفنون بان 95% من مدعي هذا الفن لايجيدونه وهم ارباب دجل وشعوذة يستغلون ضعف الشخصية واستفحال الوهم لدى الزبون فيعالجون الوهم بالوهم ، وسلامتكم من الوهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك