المقالات

خطر تعدد مصادر القرار

1920 23:41:00 2006-10-09

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

استراحة المحارب هي ليست استراحة استجمامية بقدر ما هي مراجعة للماضي وتشخيص الاخطاء التي رافقت العمل ولعلنا وفي خضم الصراع الدائر في العراق بين حكومة الوحدة الوطنية واجهزتها العسكرية والرقابية ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بوقف نزيف الدم ووقف العمليات الارهابية والتصدي الحازم والجاد لمحاربة الفساد المالي والاداري المستشري في دوائر الدولة بعد استحواذ اعداء العراق والعراقيين من الصداميين والتكفيريين وتغلغلهم في اكثر من مركز مهم له علاقة مباشرة او غير مباشرة في اتخاذ القرار بل وحتى صنعه الامر الذي فاقم بشكل كبير في عسر المعالجة لهذا الوضع المتردي سواء في الاداء او في الاستحواذ على المال العام بطرق غير مشروعة تصل احياناً حد (السرقات المنظمة) وعدم القدرة على مساءلة مثل هذه العناصر الفاسدة بعد ان وجدت من يغطي على عيوبها وسوءآتها في مفاصل الدولة المهمة وهذا ما ادى وسيؤدي الى كوارث تعصف بكيان الدولة وعلى اكثر من صعيد.

الحكومة الوطنية العراقية قد اقسمت امام ممثلي الشعب انها سوف تعمل على محاربة الارهاب وهذا ما فعلته وتفعله الآن ولا لاحد ان يشك بقدرتها وامكاناتها في هذا المجال سوى بعض الاستثناءات القابلة للعلاج اللازم دون الحاجة الى (الكي) وهذا بفعل المراجعة التي تقوم بها الحكومة ودراسة الاخطاء وسبل معالجتها وعدم تكرارها، اما على صعيد الفساد الاداري والمالي فيبدو ان المشكلة اكثر تعقيداً واكثر خطورة اذا ما علمنا ان اغلب المفسدين هم من عناصر حزب البعث المنحل الذين يحاولون تعطيل العملية السياسية الجارية بأي شكل من الاشكال فهم يرتكبون يومياً افظع الجرائم ويستحوذون على مبالغ قد تصل الى مئات الملايين من الدولارات من المال العام وتحويلها الى وقود للعمليات الارهابية.

ازاء هذا الوضع الخطير لابد للحكومة ان تضع يدها على منابع هذا الخطر وربما يتعلق في بعض الاحيان باشخاص هم على علاقة كبيرة في اتخاذ القرارات الامر الذي يعد سبباً مباشراً في تعطيل معالجة الملف الامني.ولعل الاسوأ من كل هذا وباعتراف فخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي في لقائه مع قناة الفرات بأن تعدد مصادر القرار كان سبباً واضحاً في تأخير انجاز الحلول اللازمة للقضاء على الارهاب وعلى الفساد الاداري والمالي.

ان نجاح حكومة الوحدة الوطنية في معالجة احدى هذه الملفات لا يعني انها حققت طفرة نوعية بالشكل المطلوب. ان نجاحها وبقاءها وديمومتها يتعلق بمدى ما تنجزه هذه الحكومة على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي والخدمي وغيرها من المفاصل الاساسية التي تمس حياة المواطن.ونرى ان تعدد مصادر القرار سوف يؤدي الى تعطيل أي برنامج نهضوي سواء على مستوى البناء والاعمار ام على المستوى السياسي والامني لذلك الحكومة مطالبة بوقف هذا التعدد وحصر القرارات في جهاتها الرسمية المخولة من قبل الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك