المقالات

(أمبلك)...ودوره في العملية السياسية !

1034 21:29:00 2010-04-10

هشام حيدر

اول قدم لي في عالم المطالعة كانت حسب توجيهات الوالدين-رحمهم الله- بمتابعة مجلات الاطفال وتحديدا كانت مجلتي والمزمار مع بعض الملاحظات التصحيحية حول مايرد فيهما لانهما كانا يصدران بنفس بعثي طائفي لكن كان هذا هو المتيسر في حينه !وكانت تلك المجلات بما تحوي من قصص متنوعة تاريخية او مترجمة اضافة الى المعلومات الاخرى والمسابقات خير وسيلة لتربية الطفل على المطالعة ومتابعة الاصدارات الثقافية الخاصة بالاطفال اول الامر فالفتيان لاحقا وحسب المراحل العمرية !لازالت الكثير من تلك القصص راسخة في ذهني رغم اني نسيت تفاصيل بعض الاحداث التي عشتها في عمر اكبر بل اني انسى احيانا ماحدث قبل سنيات او اشهر قلائل ليس الا !وكثيرا ماكنت اقرا قرب المرحوم الوالد لاساله عن أي مفردة جديدة او معلومة غريبة ويسالني هو كذلك او يسال الوالدة عن هذه الدولة او العاصمة لحل الكلمات المتقاطعة ...(عاصمة اثيوبيا معكوسة... دولة عربية منحوسة ! مبعثرة)!!وهكذا يستمر في حل كلماته المتقاطعة واستمر بمتابعة قصصي!كانت احدى القصص (تصلح كقصة بوليسية) تدور حول احداث بطلها مجموعة اطفال في قرية قرب ميناء يتعرفون على( كلب ماء) وتتوطد صداقتهم معه لانه كان ينادي بكل القيم والمبادىء والخلق الرفيع ...يحث الاطفال على الالتزام بها (على التندر) بحسب التعبير المتداول هذه الايام!كانوا يلجاون اليه لحل خلافاتهم ويستشيرونه في كل صغيرة وكبيرة ويعلمون بما يشير عليهم لانه كان يبدو مثاليا دوما !تتطور علاقته لتمتد الى الكبار ويصبح وكانه (احد وجهاء القرية )!!!كانوا معجبين بلباقته وثقافته وسالوه عن سر ذلك فاجابهم انه يرى الامور بعكس مايراها الناس فهو يرى كل شيء بالمقلوب !ضحكوا من جوابه هذا ورؤا فيه واحدة من مداعباته المعتادة معهم !الغريب في (كلب الماء) انه كان يطرح بين الحين والاخر رايا مخالفا لراي سبق ان اقنعهم بصحته سابقا لكنه هذه المرة يقدم حججا جديدة تدعم رايه الحالي وتقنع المعجبين به حد الانبهار واذا قال (كلب الماء) فصدقوه فان القول ماقال...!في ذات الوقت ...وبينما كانت جذور تلك العلاقة تتوطد وتمتد كانت تحدث الى جانبها احداث غريبة ومشاكل كثيرة لم تالفها تلك القرية الوديعة الامنة!ومع كل حادثة كانوا يجدون توقيعا في مسرح الجريمة يحمل اسما غريبا.....(أمبلك)!!اصبح (امبلك)حديث الساعة ومصدر رعب اقض مضاجع القرية الوديعة ولم تنفع لدفع خطر (امبلك) عنهم كل مشورات صديقهم الوفي (كلب الماء) بل كانت مشوراته فيما يخص هذا الخطر عكسية تعود بالضرر عليهم !وعبثا حاولوا معرفة من هو او ماهو هذا الامبلك !احدهم راى ان من يقف وراء هذا كله هو صديقهم كلب الماء لاغير لكنه قوبل بعاصفة من الرفض والاستنكار اجبرته على السكوت لكنها لم تقنعه !في الليل زاره صديق له اراد ان يسمع وجهة نظره كاملة من باب ضرورة سماع كل الاراء وسلوك كل السبل لصد الخطر المحدق بالقرية !تبادلا الراي واقتنع بربطه بين بعض الاحداث ثم اتفقا على ايجاد تسلسل للاحداث توصلا من خلاله الى وقوعها ليلا وارتباطها جميعا بالماء ومناطق معينة من ضفاف النهر فقررا المراقبة !شاهدا في تلك الليلة شيئا يتسلل عبر الماء بريبة بعيدا عن النقطة التي كانا يتواجدان فيها لكنهما ولان الليلة مقمرة تعرفا على بعض التفاصيل !انه كلب ماء !!كلب ماء؟ اذن لعله صديقنا كلب الماء جاء لامر معين ! حاولا الاقتراب فلما احس بوجود من يراه غطس في الماء من فوره مما اثار الشك والريبة عندهما !ايكون هو من يقف خلف كل مايجري فعلا ؟؟ حاولا ربط الامور بعضها ببعض وهنا تذكر احدهما اجابة صديقهم كلب الماء السابقة !!انه يرى الامور بعكس مايراها الناس فهو يرى كل شيء بالمقلوب!بالمقلوب؟؟ اذن ....!!!أمبلك هو .....كلب ماء بالمقلوب !!بعد ان زالت اثار الصدمة والدهشة استذكرا الكثير من الاحداث وكيف ان كل ماكان كلب الماء ينصحهم به كان يعمل امبلك بخلافه وكم سعى لبث الفتنة بينهم وهو ينصحهم بالوحدة وكم كان يثير العداوة وهو يدعو للمحبة وكم سعى لتوريطهم بامور كثيرة وهو يدعي مصلحتهم !!--------------- في العراق اليوم تحتل السياسة المرتبة الاولى متقدمة على كل المجالات الاخرة فهي الحديث المعتاد في مجالس الفاتحة والاعراس وفي قاعات الدرس وربما حتى في رياض الاطفال اذ ان اطفال العراق يولدون كبارا لاكغيرهم من اطفال العالم !واحد من اصدقائي المقربين (اسال الله ان لايقرأ مقالتي) يعجبه كما يعجبني ان نتبادل الافكار ونتحاور في الشان السياسي وغيره ومايشدنا الى بعضنا البعض هو الابتعاد عن قراءة السطور كما تكتب وكما يقراها الناس اذ اننا نقراها من اليمين الى اليسار ثم معكوسة ثم مبعثرة ونحاول ان نخلص منها الى نتيجة واحيانا لانصل في الوقت الذي ياخذ فيه غيرنا ماقرؤا على انه مسلمات !انا( الرجعي ) حتى العظم اتبنى نظرية مؤامرة من طراز خاص فانظر للامور سابحا ضد اعنف التيارات التي اعتاد الكثيرون الانسياق معها ولعل تراثي الادبي الطفولي قد ساهم بشكل كبير في هذا المجال مضافا الى رصيد متواضع من الادب العالمي خصوصا الروايات الروسية المترجمة !في هذا السياق كنت المح لصديقي تلميحا(لئلا يتهمني بالردة) بين الفينة والاخرى حول رايي في بعض الاحزاب وفي احدى الجلسات حين زارني مؤخرا بعيد الانتخابات وافرازاتها وبينما كان ولدي الذي عودته منذ الصغر ان يقرا الى جانبي ليسالني عند الحاجة واساله وانا احاول تقليد المرحوم الوالد في حل الكلمات المتقاطعة وحافظ على هذه العادة على الرغم من انه يخطو خطوته الاكاديمية الثانية ....في تلك الجلسة (حيث توقفنا) كنت المح في حديثي الى بعض الاحزاب واخط بقلمي الاحمر على بعض الوقائع ثم استدرجت الحديث عن الطفولة والقراءة لاقص قصة ...(امبلك)!!ثم عدت الى الحديث الحزبي السياسي والواقع العراقي وتاريخ بعض الاحزاب ومواقفها وووو....حتى استوقفني صاحبي .........(اوكف)!! (كلامك هذا اله علاقة بالموضوع اللي انطيتنياه قبل ايام بالفلاش)..؟؟!وكنت قد انزلت صفحات هذا الموضوع..http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=124698على (فلاش) وزودت صاحبي به على انه مجرد موضوع وجدته على النت فاعجبني !اعود لسؤال صاحبي ...اجبته بهدوء وانا استرق النظر الى اقدام (ميسي)وهو ينقض على الارسنال....(نعم كلامي مرتبط به)!وتركت صاحبي (يجر صفنات ) وانا اتسمر امام الشاشة لمتابعة الثار الكتلوني لـ(السودة)التي ارتكبها السكسون حين افتضوا بكارة المرمى الكتلوني واذا بهؤلاء يتبعون نفس (السنينة) حيث (السودة بوجه راعيهه)..والغرامة (مربعة) باقدام ميسي رغم انه واحد (لفو)ومجرد (وداي) مع الكتلونيين ! لكن ماالضير اذا كان هذا (اللفو) وكانه يلعب (بلاي ستيشن)كما وصفه الفرنسي (فينجر)مدرب الارسنال ؟!

كان صاحبي يخرج من (صفنته) بين الفينة والاخرى ليوجه سؤالا ما وكنت المح الانزعاج باديا على ملامح ولدي الذي كان يرمقنا بطرفه لكني كنت اجيب باقتضاب لسببين الاول اني اريد ان يصل صاحبي بنفسه والثاني لاني كنت مشدودا الى المباراة !فتح صديقي اللابتوب الذي اعتاد حمله وتصفح الموضوع من جديد باحثا عن بعض الفقرات فيه !واخيرا سالني باستسلام..... انا مقتنع ولكن...قضية امبلك لاتنطبق على حزب (العودة) من جهة التسمية !يعني (مانكدر) نسويهه معكوسة ونوصل لنفس النتيجة !!تتفق وياي لو لا ....بروح الحجي جاوبني !وبينما كنت ابتسم مطولا مستفزا اياه وهو يلح علي..ها شتكول؟ اشو ساكت؟!!التفت ولدي بسرعة وقال بهدوء مصطنع:عمو!وداعتك ترهم !واذا متصير (معكوسة)....سويهه (مبعثرة)!!ثم عاد ليتابع حفلة الثار (الكتلوني)!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك