المقالات

العرب يملكون الموت فكيف يعطون الحياة

800 09:10:00 2010-04-11

خضير العواد

الحكومات في جميع الدول الديمقراطية تأتي من خلال نتاج صناديق الانتخابات أي يتم الامر بأختيار الناخب ولكن الامر في العراق يختلف كلياً ، لاحظ الكتل الفائزة في الانتخابات تتسابق في زيارة دول الجوار العراقي وتتشاور معها في تكوين الحكومة القادمة وكأن القرار في أختيار الحكومة يتم في تلك البلدان وليس للناخب أي علاقة فقط أنه أنتخبهم وليس له الحق في أي شئ وعليه الانتظار لما ينتج عن هذه الزيارات المكوكية حول دول الجوار. حتى التجربة اللبنانية التي نخشى أن تكون المثل الذي يقتدى به في تكوين الحكومة العراقي مستقبلاً فأن الاقطاب التي تكون الحكومة عندها دولتين أحداهما سوريا والاخرى السعودية ولكن الامر في العراق تعدى كل دول الجوار بل وصل الامر الى قطر والبحرين ومصر وغيرها من الدول التي ستأتي على لائحة السياسين .ولا نعلم أي شكل للحكومة العراقية يتقبله المزاج العربي هل هذا المزاج يطابق المزاج الفرد العراقي أم يختلف عنه ، ولكن الذي نفهمه أن المزاج العربي بشكل عام يتنافر مع المزاج العراقي الجديد بكل التفاصيل ، فمزاج الحكومات العربية يفضل النظام الدكتاتوري الشمولي ويميل الى الطائفية وعنده ولع في بناء السجون والمعتقلات وقتل الحريات فمزاج بهذا الشكل ماذا تأخذ منه وأنت تريد بناء بلد ديمقراطي السلطة فيه تتغير بورقة صغيرة من الناخب والجميع فيه متساوون بالحقوق والواجبات وينعمون بالحرية وأحترام جميع الطوائف والاديان وانت تريد بناء المناطق الترفيهية لشعبك ، فشتان مابين العقليتين .فحكومة تنتج من هذه الزيارات تعطيك أنطباع على ضعفها وهزالتها ولاتمتلك أي ثابت بل مصالحها هي التي تحركها وليس المصلحة العليا للشعب .فأذا أردتم أن تكونوا حكومة تحقق تطلعات شعبكم فعليكم المداولات مع بعضكم البعض حتى تنتج حكومة قوية مستمدة قوتها من شعبها لانه نتاجهم ومن ثم أذا أردتم تقوية علاقاتكم مع دول الجوار فهذا جميل ومهم ولكن وفقاً لتبادل المصالح وليس التذلل فالعلاقات الدولية بشل عام مبنية على تبادل المصلحة أي ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم الذي تتوافق معه مصلحة الشعب فهو الصديق والعكس صحيح. فالقومية أو الجوار لا تعتبر من العوامل التي تؤدي الى ضرب مصلحة الشعب من أجل بناء علاقة مع هذه الدول، الغاية ليس بناء العلاقة مع هذه الدول بل الغاية هي مصلحة الشعب ، وتفعل الحكومات المستحيل من أجل هذه المصلحة ، فبناء الحكومة هو المرتكزالذي يأتي بعده بناء العلاقات وليس العكس لان الحكومة القوية المتفهمة للواقع السياسي هي التي تبني علاقات جيدة مع كل الدول التي تريد الحفاظ على المصالح المتبادلة ، فالاجدربالكتل السياسية التركيز على الحوار الداخلي وترك دول الجوار لان هذه الدول تعمل وفق الحفاظ على مصالحها أولاً وفي مقدمة مصالحها أبقاء العراق ضعيفاً تنهشه مخالب الارهاب والتفرقة وهذا مالايريده كل سياسي يحب شعبه ووطنه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك