المقالات

الشهيد الصدر ..التميز الفكري وصدمة الوعي التقليدي

738 23:37:00 2010-04-11

ميثم المبرقع

تميز الفكر الحركي للسيد الشهيد المفكر الاسلامي محمد باقر الصدر بخصائص استثنائية انفرد بها عن اقرانه ومعاصريه من العلماء المراجع ولم تكن الحوزات العلمية آنذاك قد شهدت قبله مفكرين يخوضون في المسائل الفلسفية والسياسية والاقتصادية بالاضافة الى الفقه واصول الفقه.كانت الفلسفة والسياسية من الممنوعات التسالمية على مستوى الاداء الحوزوي السائد فلم يصرحوا بالمنع صراحة بل المنع ضمناً واشارة بسبب الظروف التي عاشتها الحوزات العلمية وتخصصها في ابواب محددة في الفقه الاسلامي واصول الفقه، وموقف الحكومات المتعاقبة على العراق من الحوزة العلمية ومحاولة اضعافها واجهاض مشروعها ،وقد يحتاج اولئك العلماء المجددون الى جرأة وشجاعة اضافية في تناول مسائل خطيرة على مستوى الفلسفة والاقتصاد والسياسة وقد يتحملون الكثير من الهجمة الداخلية المشحونة بالتشويه والاتهامات.فلم تكن الاجواء السائدة في ذلك الوقت تساعد على تناول هذه المباحث والعلوم التي تصدم الواقع الحوزوي لاسباب تبدو موضوعية في اغلب الاحيان ولعل اهم تلك الاسباب هي ان الاسلوب التقليدي للحوزات العلمية تخصص بمسائل الفقه واصول الفقه وتناول الاخلاق كدرس ثانوي يتكرس عن طريق محاضرات طوعية واختيارية لم تدخل في المنهج الحوزوي.وكان الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر يدرك فداحة الضريبة التي سيدفعها وحجم المسؤولية الدينية والفكرية لمواجهة التحديات الفكرية والشبهات التي طالت الدين الاسلامي وعقائده من جهتين خطيرتين هما:الاولى: الهجمة الوهابية التي تمظهرت بثوب الاصلاح والتجديد واتخذت منحى عقائدياً خطيراً اخذ يتجه باتجاهات فكرية تحاول التأسيس لانحراف خطير يطال الفكر الاسلامي الاصيل المستند على فكر اهل البيت (ع).الثانية: المد الاحمر الذي افرزته الحرب الباردة وبروز الايديولوجية الماركسية في المنطقة وفي العراق تحديداً الذي أصطبغ بشعارات التغيير والانفتاح والعدالة والمساواة لكنه يستبطن رؤية الحادية لا تؤمن بالدين كمنهج ونظام في الحياة والمجتمع.والركون الى البحث الفقهي والانشغال بالاجتهاد في المجال العبادي واستنباط الاحكام الشرعية قد يكون من مهمات ووظائف الفقيه في تلك المرحلة ولكن ما دفع السيد الشهيد محمد باقر الصدر الى الدخول في مساحات تبدو محظورة وخطيرة كالفلسفة والاقتصاد والسياسة والرد على الشبهات والافكار التحريفية هو شعوره بالمسؤولية الدينية والاخلاقية والفكرية من جهة وحرصه على ايجاد الفكر الاسلامي لتحصين الوعي العام من الانحرافات الفكرية التي داهمت المنطقة والعراق تحديداً.وشعور السيد الشهيد بخطورة المد الاحمر للعراق لم يكن نابعاً عن امتيازات خاصة او اندفاع اناني لخسارة موقع معين او مصير مجهول بل كان نابعاً من شعوره الاسلامي وحرصه على الفكر والعقيدة الاسلامية وهو قد طرح السؤال على نفسه لو ان المد الاحمر لم يكن يغزو العراق بل يغزو بلدان عربية او اسلامية كافغانستان او ايران او غيرهما فهل سيكون بنفس التأثير للدفاع عن الاسلام ومواجهة المد الاحمر او سيختلف الامر لو كان في العراق باعتباره يشكل مصلحة ذاتية للسيد الشهيد نفسه ثم يجيب بكل ثقة ان شعوري بالمواجهة والدفاع عن الاسلام امام المد الاحمر سيكون بنفس القوة لو كان الامر يحصل في اي بلد اسلامي في العالم وليس لانه يغزو العراق ونتوقع ان مصالحنا ستهدد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك