المقالات

الإمام علي(ع)الاسوة والقدوة

1705 16:36:00 2006-10-11

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

أيام قلائل تفصلنا في هذا الشهر الفضيل عن ذكرى حادثة اجرامية استهدفت ركناً اساسياً من اركان الهدى، شخصية عاشت حياتها الدينية والعملية مع شخص الرسول الاكرم(ص)وهو يحمل رسالة الاسلام العزيز مبلغاً الناس الى عبادة الله تبارك وتعالى انها شخصية مولى الموحدين امير المؤمنين الإمام علي(ع) الذي نشأ ونمى في حجر الرسول الاكرم(ص)يغذيه ويربيه ونيهله مناهل الهدى والحق والعدل فينمو وجوده المبارك قرآناً ناطقاً وإيماناً ويقيناً كاملاً.

ولعلنا في هذه العجالة قد لا نستطيع ان نسلط الضوء على كل الجوانب لهذه الشخصية الفذة التي قل نظيرها في المجتمع الاسلامي لكن يمكننا ان نتعرف على ما بناه هذا الرجل العظيم فقد قام الامام علي(ع) بتربية فئة واعية من الاصحاب ومنحها مؤهلات الزخم التربوي والاخلاقي والعملي والجهادي لتواصل تطورات الاحداث السياسية ولايجاد قاعدة جماهيرية تستطيع ان تنطلق في الاصلاح ضمن خط الاسلام المحمدي الاصيل ولتبني تحت نظره وإشرافه مجتمعاً اسلامياً قائماً على اساس المحبة والحوار وإبداء الرأي في منظومة من مفاهيم العدالة والزهد والتقوى والتعامل مع الامة اجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً وثقافياً لخلق ساحة واسعة تعتمد عصارة الثقافة التوحيدية القائمة على حاكمية العدل والزهد والمساواة لاعادة الحياة الى جسد الكيان الاسلامي الذي ارسى قواعده الرسول الاكرم محمد(ص)

الإمام علي (ع)لم يكن يرغب ان يقال له حاكم تدين لحاكميته الشعوب والامم التي دخلت الاسلام وإنما كان يريد ان يثبّت اركان الاسلام ويدافع عن بيضته وحمايته من الانحراف تحت وطأة هوى النفس التي اسرت العديد من النفوس التي دخلت الاسلام لتحقيق مصالح ذاتية شخصية لاعلاقة لها بمصالح الامة وتقويمها وتسديدها والانطلاق بها الى رحب وآفاق التكامل، هذا الزهد الواضح الذي تميز به الإمام علي(ع)يجعل القارئ المتتبع لآثار هذا الرجل العظيم يجد علياً (ع) بعد أن صودر إرثه في سقيفة بني ساعدة وأبعد عن الخلافة التي هي حقه الشرعي بنص رسول الله(ص) في غدير خم(من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وأنصر من نصره وأخذل من خذله)وهو القائل(ع)(إن محلي منها-أي الخلافة-محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير) كان زاهداً فيها ولم يطلبها بل هي التي طلبته بعد مقتل الخليفة الثالث، ولعلها أول تجربة ديمقراطية حدثت في التأريخ اذ اختار المسلمون وبايعوا علياً(ع) وهو جالس في المسجد في اختيار حر دون اكراه او شراء ذمم

هذه التجربة الفريدة في التأريخ الانساني مع ما إعتورها من ظلم وإحن ودخائل إلا انها تبقى من اعظم التجارب المنهجية التي يسلكها القائد الفذ الذي نذر نفسه في سبيل اعلاء كلمة الله اكبر في الارض وتبقى شعلة تضيء درب السالكين الى الساحة القدسية كما تبقى منهجاً مضيئاً واضحاً لكل المؤمنين الذين يسعون لنشر منظومة القيم والمبادئ الاسلامية والانسانية من خلال الصبر على الاذى والتحمل الشاق للمصاعب والمكاره مهما عظمت وهو القائل(ع) (فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً فصبرت وفي العين قذىً وفي الحلق شجاً) فهذا الصبر وهذا التحمل وهو يرى حقه قد أغتصب وتراثه نهب من قبل أناس ليسوا له بنظائر لا في سابقته ولا في علمه ولا في المنصوص عليه من الله سبحانه وتعالى فلا يمكن لاي انسان في هذا الزمن ان يتحمل ما تحمله علي(ع) لا لضعف وإنما للحفاظ على الدين والقيم والمبادئ التي جاءت بها الرسالة المحمدية الاصيلة ولترسيخ وتجذير المفاهيم التي ساعدت على نشر الاسلام في شبه الجزيرة العربية وفي العالم

حري بنا نحن المسلمون ان نتأسى بهذه الشخصية الفذة في تعاملنا اليومي سياسياً وثقافياً وإجتماعياً فطريقنا هو الايثار والمحبة والتسامح والاخوة في الله سبحانه وتعالى وأن يبقى ملاك تحركنا وحركتنا هي التقوى لكي لا تزال بنا قدم-لاسمح الله-فنأخذ العبر والدروس من هذه المدرسة العلوية الشريفة المباركة ونصلح ما في انفسنا لنكسب الدنيا ونربح الآخرة إن شاء الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك