المقالات

الجعفري وتياره لا يمثلون الشيعة

2960 21:16:00 2006-04-15

الا يعلم الجعفري ان تصريحه الاخير الذي ادعى فيه باحقية العرب السنة بمنصب رئاسة الجمهورية سوف يعيد العراق الى المربع الاول ويؤسس من جديد لوضع سيئ يكون من الصعب فيه تصحيحه الا على قمم من اشلاء واجساد الشيعة وسوف يعطي للسنة منفذا للعودة الى الحكم الشمولي الطائفي الذي كان قد أسس قبل 9 ابريل وامتد لاكثر من 80 سنة والبعض يقول مئات السنين ؟ ( بقلم : اسعد راشد )

قديتبادر الى اذهان البعض ان اختيارنا للعنوان يلمح بان الجعفري ليس شيعيا وان تياره لا يمثلون الشيعة في شيئ ! ويمكن القول ان الجعفري وتياره لا يمثلون الشيعة الا بحجم انفسهم ولقد كان لتيار الجعفري في ماضي الزمان دور بعض الشيئ في مقارعة النظام السابق وهذا الامر باالطبع لا يعني ان التيار المذكور اصبح عصاميا ومنزها من الخطأ بل ولا يعني ايضا ان الجعفري وحزبه مازالوا يمثلون الطليعة و"الحزب القائد" رغم ان تصرفات الجعفري وتياره اليوم شبيهة بما يفعله عادة اصحاب نظرية "الحزب القائد" او الضرورة وتنم عن تعشعش العقلية الشمولية في تفكير اكثر قيادات هذا التيار الذي وجد في الوصول للغايات مبررا لتبني اي وسيلة وان كانت غير مشروعة ومنافية للاصول والمبادئ الاخلاقية وحتى المذهبية وهذا ما اثبتته الايام وهذا ما نقرأه من خلال مواقف الجعفري وتصريحاته وتمسكه هو وتياره الشمولي الذي غدى كا لغدة السرطانية في الجسم الشيعي بالمناصب والكراسي وتشبثهم بترشح "القائد الضرورة" الذي فوت على الشيعة الفرص التاريخية وسبب لهم كوارث ليس لها اخر وهم مازلوا مستمرين في عنادهم واصرارهم غير المنطقي على ان يكونوا هم على رأس السلطة او ان يحترق العراق وشيعتهه فهذا لايعنيهم بشيئ والمهم هم ان يكون الجعفري او احد من تياره على رأس السلطة التنفيذية .

وعندما يقول الجعفري ان منصب رئاسة الجمهورية من حق "سنة العرب" كون ان العرب يشكلون الاغلبية في العراق والمحيط فانه بذلك يبعث برسالة مشبوهة الى عدة اطراف ساهمت في ايصال العراق الى الوضع الكارثي الذي فيه وكانت لها اليد الطولى في اغلب عمليات القتل والمذابح الجماعية التي تعرض ويتعرض لها الشيعة ‘ اعطاء حق رئاسة الجمهورية للسنة العرب قابله تصريح مضاد لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير الذي أكد على موقف الشيعة وتحالفهم مع الاكراد واحقية هذا المنصب لللاكراد ولا ندري الى ماذا استند الجعفري في ان يعطي حق الرئاسة الى السنة العرب وكان الاجدر ان يكون من حق الشيعة ايضا فيما لو صح ان نأخذ بمنطق الجعفري بان العرب يشكلون الاغلبية في العراق ‘ ولكن ولان الجعفري لا يفكر بمصالح الشيعة فان لديه القابلية في ان في ان يتنازل عن حقوق الشيعة ومصالحهم و يتحالف مع القتلة في جبهة الباطل التوافقية وزعمائهم الارهابيين المجرمين من امثال المطلق والدليمي والضاري والهاشمي كي يبقى ليوم اخر في منصبه وهذا قمة في السقوط والانحطاط ‘ ان اكثر الجرائم والمذابح التي ترتكب بحق شيعة العراق يقف خلفه السنة العرب والجعفري يريد مكافئتهم بمنصب الرئاسة وان على حساب حقوق الشيعة دون ان يفكر هذا الرجل ان موقفه هذا سوف يكرس من مأساة ابناء مذهبه ويطول من اوضاع المأساوية التي يعيشها العراق ويمد في عمر الارهاب العربي السني السلفي البعثي بمعنى ان الجعفري لا يهمه ما يشاهده من تصعيد في عمليات استهداف المساجد الشيعية وحسينياتهم وسقوط المئات من الشهداء والجرحى فهو له أجندته وان كانت لا تخدم الشيعة ومستقلبهم السياسي وتقاطعة مع اجندتهم التي تسعى لثبيت احقية الشيعة في يحكموا العراق من خلال اليات ديمقراطية صحيحة وليست مقلوبة كما يحاول الجعفري وتياره فرضها على العراق رغم وقوف الاغلبية ضدهم وضد تواجهاتهم الشمولية .

الا يعلم الجعفري ان تصريحه الاخير الذي ادعى فيه باحقية العرب السنة بمنصب رئاسة الجمهورية سوف يعيد العراق الى المربع الاول ويؤسس من جديد لوضع سيئ يكون من الصعب فيه تصحيحه الا على قمم من اشلاء واجساد الشيعة وسوف يعطي للسنة منفذا للعودة الى الحكم الشمولي الطائفي الذي كان قد أسس قبل 9 ابريل وامتد لاكثر من 80 سنة والبعض يقول مئات السنين ؟

فهل يرى الجعفري ان تحالفه مع السنة العرب سوف يضمن له البقاء في المنصب طول حياته دون ان يفكر في عاقبة ما سيقدم عليه رغم ان السنة العرب هم انفسهم يرفضونه ويرفضون ترشحه الا ان رفعه ورقة "رئاسة الجمهورية" في وجه الاكراد مقابل احتفاظه بمنصب رئاسة الجمهوية يكشف مدى انتهازية هذا الشخص وتياره ولا يدل الا على عمق الانحطاط الذي سوف يصل اليه تيار الجعفري ؟!

الاكراد هم حلفاء الشيعة التاريخيين في العراق برغم بعض المنغصات التي لابد منها في اية عملية سياسية وهذا لا يبرر للبعض في ان يتوجه الى عدوهم التاريخي الذي لا يتورع من التوسل باي سلاح وطريقة لتهميشهم وتصفيتهم ‘ الاكراد لن يمارسوا بحق الشيعة التطهير الطائفي والاكراد لم يقتلوا الشيعة ولن يفعلوه اما السنة العرب فقد فعلوه وما زالوا يفعلون ‘ عمليات التطهير الطائفي تجري على قدم وساق وعمليات التفجير الانتحارية والسيارات المفخخة في تصاعد مستمر وهي تستهدف فقط الشيعة فيما الجعفري يلوح بورقة رئاسة الجمهورية كي يعمق من مأساة الشيعة ويزيد ويضعف من موقفهم اكثر ويشل حركة المناورة لدي الشيعة لصالح السنة العرب وحلفاءهم الارهابيين ومن يدعمونهم في الجوار السني .لعل البعض يقول ان الجعفري "الشيعي" دعى الى مقاطعة جلسة وزراء خارجية العرب في القاهرة احتجاجا على تصريحات المبارك الزنيم والحال ان الجعفري اراد بذلك ان يعيد بعض المصداقية لنفسه ويوظفها في معركة رئاسة الوزراء التي يخوضها هو وتياره من اجل اهداف حزبية خالصة لا علاقة لها بمصالح الشيعة ولا بمستقبلهم السياسي .

يجب على الائتلاف ان يبحث عن بديل اخر يعيد اليه قوته ويحقق توازنا سياسيا مطلوبا لمواجهة الخطر الدائم ولمواجهة التياري التقسيمي والشمولي في الصف الشيعي الذي لا يتورع في التضحية بمصالح الشيعة من اجل البقاء في الحكم وتحقيق مصالح فئوية ضيقة وهذا الامر يتطلب دراسة الاليات اللازمة والدعوة الى مؤتمر عام لكافة اطياف المكونات الشيعية دون استثناء احد يتم خلاله وضع استراتيجية التحالفات والائتلافات الشيعية تكون اقوى من الائتلاف الموجود القائم على اسس هشة وضعيفة ومن دون ذلك فان الوضع الشيعي في العراق قابل للاسوء لا يعلم احد الا الله الى اين سينتهي .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك