المقالات

التهجير القسري

1864 18:31:00 2006-10-14

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

الرقم الذي اعلنه العديد من المسؤولين السياسيين وناشطين في حقوق الانسان في العراق للعوائل المهجرة قسراً من مناطق سكناها والذي وصل الى اكثر من(51)الف عائلة مهجرة في عموم مناطق العراق يعتبر رقماً مخيفاً جداً وخاصة على مستوى العلاقات الاجتماعية بين ابناء الشعب الواحد او على صعيد تمزيق وشائج ولُحم العراقيين.

إن جريمة التهجير القسري الجارية اليوم في المناطق التي تتعدد فيها الطوائف شكلت خرقاً واضحاً لحقوق الانسان وربما فاقت في بعدها الاجرامي ممارسات النظام البائد في تهجير العوائل العراقية وتغيير الحالة الديموغرافية لاحكام سيطرته على المناطق التي كانت تعتبر عدوة له وتضم شرائح كبيرة من العراقيين الرافضين لسلطته الدكتاتورية العنصرية الطائفية آنذاك فهذه الجرائم التي ترتكب يومياً ضد اتباع اهل البيت(ع)تعد من اكبر الجرائم من حيث اتساعها وشموليتها والتي اتسمت بمنتهى التخلف فيما اتسمت ايضاً بعقلية متحجرة جامدة لا تراعي أي اعتبار للعلاقات الانسانية او الدينية او الاخلاقية او على مستوى الجيرة.

نحن عندما نقول أن هذا الرقم مخيف جداً فلاعتبارات عديدة منها على سبيل المثال لو افترضنا ان كل عائلة من هذه العوائل تتكون من خمسة افراد فان عدد افراد هذه العوائل سيصل الى(255000) مواطن دون مأوى او وسيلة عيش وإذا افترضنا أن كل عائلة تحتاج الى مسكن فلا بد من توفير(51000)وحدة سكنية لا ستيعاب هذه العوائل المشردة ثم اذا افترضنا ان لدى كل عائلة من هذه العوائل ثلاثة طلاب مدارس فسيكون عدد الطلاب المحرومين من مقاعد الدراسة(153000)طالب وطالبة ناهيك عن المستلزمات الاخرى. من الناحية الانسانية فإن الدولة ملزمة بتوفير وحدات سكنية لهذه العوائل وهذا ضرب من المستحيل في ظل الظروف الحالية حيث ان الدولة ستعجز بالتأكيد عن توفير سكن لكل عائلة من هذه العوائل ناهيك عن توفير الغذاء والدواء وحفظ امنهم واستقرارهم وتوفير مدارس لابنائهم وبهذا الرقم الكبير.

ان المعالجات الجارية الآن من قبل الدولة لهذه المشكلة والجهود المبذولة في هذا الصدد لا ترقى الى حجم المشكلة فالمبادرات الحكومية لا زالت بسيطة جداً ومحدودة ولا تحمل حلاً جوهرياً للمشكلة خاصة ونحن على ابواب فصل الشتاء البارد وابتداء الدوام الرسمي في مدارس العراق، اذاً ما هو الحل لهذه الازمة؟إن الحل الجذري الذي نعتقد به والذي يمكن أن يؤسس لاعادة هذه العوائل الى سكناها يكمن في :-

اولاً: أن يصدر علماء الدين من الطائفتين الشيعية والسنية فتوى بتحريم التهجير القسري باعتباره من الكبائر خاصة ونحن نعيش شهر الخير والمحبة والاخاء والبركة.

ثانياً: وبما أن المشكلة سياسية وطائفية بحتة فلا بد من ادراج هذه المشكلة ضمن المواد المطروحة في مبادرة المصالحة الوطنية ولكونها طائفية ايضاً فمن المنطقي جداً أن يصار الى ان دعاة التهجير هم متآمرون على وحدة العراق وعلى وحدته الوطنية وعملهم هذا يشكل انذاراً لتقسيم العراق على اساس طائفي بغيض يرفضه كل الشرفاء من ابناء العراق الغيارى فلا بد من تكثيف الجهد العسكري لملاحقة المجرمين وإعادة المهجرين تحت حماية القوات العسكرية ومرابطة القوات داخل هذه المناطق لرصد تحركات هذه الزمر التكفيرية المتحالفة مع بقايا النظام البائد الذين يحاولون وقف العملية السياسية وهذا يشكل ضرراً فادحاً في الوصول الى النجاح الكامل للمصالحة الوطنية.

ان هذا العدد الكبير من المهجرين سوف يشكل عبأ ثقيلاً يضاف الى أعباء الحكومة سواء على المستوى الوطني او الانساني او الحقوقي ولكي لا تتفاقم المشكلة اكثر فأكثر اذا تركت الحالة تحت المعالجة(الترقيعية)الجارية لا بد من إيجاد الحل الجذري وفقاً للفقرتين اللتين نراهما يشكلان حلاً ناجعاً ولا بد من فرضه بكل قوة لانهاء مأساة هذه العوائل المظلومة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك