المقالات

كيف يقرأ العراقيون قواعد العمل السياسي

2051 21:39:00 2006-10-17

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

الشعب العراقي بكل اطيافه وتوجهاته ورموزه الوطنية ومؤسساته المدنية لديه العديد من الاهداف المرحلية والاستراتيجية تجاه التغيير الجذري الحاصل اليوم بعد سقوط الصنم، فهذه المكونات والتلاوين التي تشكل الموزائيك العراقي قد تتفق مرحلياً على هدف معين وقد تختلف على غيره ولكنها لا تختلف اطلاقاً على بناء العراق الجديد العراق الديمقراطي الدستوري التعددي الاتحادي وهذا ما لمسناه في اغلب ادبيات الاحزاب الوطنية والاسلامية الا ما شذ او ندر.

العراقيون الذين اصبحوا مسؤولين عن ادارة البلاد او الذين يتناقشون تحت قبة البرلمان غالباً ما يخرجون من اية قضية حولها وجهات نظر مختلفة بتوافق يحسم أي اختلاف في الرؤى والتوجهات خاصة اذا ما توفرت النوايا الحسنة والصدق في التعاطي ازاء اية مسألة من المسائل الخلافية بين هذه المكونات.الجميع يسعى لارساء قواعد عمل سياسية ترضي مختلف الكتل حتى وان اشتملت على بعض التنازلات التي لا تمس جوهر التغيير الشامل ذلك لان مثل هذه التنازلات لا تضعف الهدف المركزي في انجاح العملية السياسية القائمة والحفاظ على المنجزات التي تحققت على الصعد السياسية والامنية والاقتصادية والخدمية وهذا الهدف هو صمام الامان لخلاص الشعب العراقي من الارهاب الاسود وتحقيق امنه واستقلاله واستقراره وحريته الكاملة.

اما الذي شذ وندر فهذا البعض معروف بتوجهاته القائمة على احلام عودة المعادلة الظالمة السابقة وعودة الدكتاتورية التي دمرت العراق ارضاً وشعباً وثروات وادت بالعراق الى ان يعيش عزلة دولية واقليمية لم يعشها العراق حتى في عصور التخلف والانحطاط فهذا البعض لم يكن يوماً ما على مستوى من الامانة في أي طرح سياسي ولا على مستوى الاخلاص والتفاني والايثار فهو لا يريد ولا يحاول بل ولا يقبل لا له ولا لغيره ان يشعل شمعة في نفق العمل السياسي الجاري الان بل راح يتذرع بحجج واهية لا تصمد امام الحقيقة عندما يطرح شعارات بوهيمية قاتمة اللون لا تحمل في طياتها وشعاراتها وادبياتها الا التحريض على التناحر والاحتراب والفوضى من اجل عرقلة العملية السياسية.

ان مبدأ التوافق بين الكتل السياسية العاملة ميدانياً اصبح خطاً استراتيجياً لحلحلة المشاكل المتعلقة بالامن الوطني وبالخدمات المتدنية وبكل الملفات الجاري النقاش حولها وهذا ما تأكد في اجتماع المجلس السياسي للامن الوطني الذي اكد على ضرورة التوافق بين الفرقاء لمعالجة الوضع الامني وابعاد شبح الارهاب الذي يطال الجميع دون استثناء.

المشروع السياسي لحكومة الوحدة الوطنية قد اتسع مؤخراً ليشمل العاملين الاقليمي والدولي من خلال ايجاد علاقات تعتمد المصالح المشتركة بين العراق والمحيط الدولي والاقليمي وهذا ما جعل العالم الخارجي ينظر الى هذه الحكومة الوطنية المنتخبة ديمقراطياً على انها حكومة حضارية تريد ان تتعايش بسلام مع شعوب المنطقة والعالم وان تشكل عنصر استقرار وامن لا مصدر قلق للاخرين.

وعلى الصعيد الداخلي فقد حققت الحكومة الوطنية نجاحات باهرة على مستوى المصالحة والحوار الوطني لوقف نزيف الدم العراقي فالعراقيون يتطلعون لما سيتمخض عنه مؤتمر مكة في الايام القليلة القادمة لتحريم الدم العراقي من قبل علماء الطائفتين الشيعية والسنية واذا ما سجل هذا المؤتمر نجاحاً على صعيد مكافحة الارهاب فان ذلك سوف ينسحب على انجاح كافة مفاصل المشروع السياسي الوطني لحكومة الوحدة الوطنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك