المقالات

الشيعه والدولة

2110 20:12:00 2006-10-20

( بقلم : رائد محمد )

((الشيعي هو كل من يوالي مذهب اهل البيت ويتمسك بالمذهب الامامي الاثنى عشري على انه الاستمرار الى الرساله والنهج المحمدي))

المقدمــــــــه..الشيعة لم يطرحو انفسهم كقوميه او حزب او تجمع في منطقة او بلد معين يمكن ان ياخذ طابعا معينا ، الشيعه يمثلون شريحة اجتماعية فيها الكثير من المقومات والخصائص المختلفه المتمازجة بالولاء المطلق لمحمد (ص) واله الاطهار تعرضت الى القمع والاضطهاد الطائفي منذ اعلانهم التمسك بهذا النهج والثبات عليه رغم الهزات الكبيرة التي تعرضو لها.

إن سياسة السياسات الخاطئه التي حاولت اضطهادهم وابعادهم عن مصدر القراروضعتهم في دائرة الاهداف المستهدفه المستبقه نتيجة هذا الانتماءليس الا ,فالشيعي يعامل كمواطن من الدرجة الثانية وقد تصل الى الثالثه والرابعه في بعض الدول التي ترفع الاسلام شعارا التي لاتليق به كانسان ومخالفة للقوانين السماويه الشرعيه والوضعيه لمجرد الاختلاف العقائدي وهذا يمكن اعتبارة السبب المباشر بشعور الشيعي بالظلم والتهميش والاقصاء, واذا اردنا ان ندرس ونعتبر من اهم الدروس المستبطه من هذا التهميش المتعمد في عصر تشكيل الدولة العراقيه في العام 1920 هو مفصل رئيسي وهام في هذا التهميش والاقصاء الذي نحاول ان نسلط الضوء علية من خلال تبيان المفاصل الرئيسيه لتشكيل دولة العراق الحديثه وهو بالاساس الرابط والجامع لكل ماوصلنا اليه في الوقت الحاضر من مأسي وكوارث تكاد تعصف بهذا البلد الجريح مع الاسف, أن مراجعة بسيطه لبذرة التشكيل نجد ان البداية كانت بمثابه الصدمة الحقيقه التي اوجدت فصلا عنصريا كان يقوم على اساس الفصل الطائفي والمذهبي محاولا اذابة هذه الطائفة في بوتقة الدولة مرة من خلال فرض سياسة اجبار هذه الطائفه التخلي عن المذهب من خلال النظرة القوميه الشوفينيه ومرة اخرى من خلال تذويب فكر ال البيت في بقية الفكر الذي تتخذه الاقلية دون الاخذ بالاعتبار ان الاكثريه في العراق هي الطائفة الشيعيه.تم الاقرار على تشكيل الدولة العراقيه من خلال مؤتمر الشرق الاوسط الذي عقد في القاهرة باشراف ورعاية المملكة المتحده وتعيين الملك فيصل بن الحسين ملكا له وهو ليس بعراقي تنفيذا لرغبات البريطانيين انذاك ولارضاء قوى حاولت فرض هذا الواقع .

هذا التشكيل والاقرار تم على ضوء المعارضه الشديده التي ابدتها ثورة العشرين التي هي بالاساس ثورة عراقية خالصه اجبرت المحتل البريطاني على الاستجابة للعراقيين في تشكيل دولتهم التي وضعها البريطاني في موضع لايحسد عليه من خلال تجميع هجيني غير متماسك في الولايات الثلاث (البصره وبغداد  والموصل) لاختلاف خصائصها وتنوعها في ارثها الحضاري والديني المذهبي رغم ان الجامع لهم في الاساس الدين الاسلامي الا ان هذا لايكفي في تشكيل دولة واحده مركزيه ولهذا قد بان الاثر الكبير للسياسة البريطانيه في سياسة فرق تسد التي خدمت مصالحه الانيه دون النظر الى مصلحه المواطنين القاطنيين في هذه البعقعه من الارض مما ادى ذلك الى حدوث الكثير من المنغصات والمشاكل في بداية التشكيل الا ان الانكليز استطاعو السيطرة عليها من خلال سياسات فصل عنصرية وتهميش لمكون اساسي ومهم هو الطائفة الشيعيه بالرغم من المعارضه التي حصلت من قبل وجهاء البصرة الذين قامو بدورهم بإرسال رسالة الى المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس في 13 اب 1921 طالبوا فيها بإنشاء إدارة سياسية مستقلة في البصرة هذا الامر الذي جوبه بالرفض من قبل الانكليز والاستمرار في سياسة يمكن اعتبارها خرقا للقوانين المرعية انذاك رغم الاقتناع الكامل بان هذا التشكيل سوف يحمل الكثير من المأسي الوطنية والقوميه الا ان الاستمرار فيه وتشكيل قيادة هرمه هي التي ستضمن للمحتل البريطاني ديمومه البقاء والاستمرار على هذه الارض ومن خلال ماكتبه الملك فيصل نستبين الظليمة التي وقعت على العراقيين اجمع وخصوصا الطائفة الشيعيه كتب في عام 1931 مذكرة مشهورة جاء فيها "إن البلاد العراقية هي جملة من البلدان التي ينقصها اهم عنصر من عناصر الحياة الإجتماعية ذلك هو الوحدة الفكرية و القومية و الدينية فهي والحالة هذه مبعثرة القوى منقسمة على بعضها و بالإختصار اقول وقلبي يملؤه الأسى إنه في إعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد بل توجد كتلات بشرية خالية من اي فكرة وطنية , هذا هو الشعب الذي اخذت مهمة تكوينه على عاتقي" ((عبد الكريم الأزري في كتابه "مشكلة الحكم في العراق" و ناجي شوكت في كتابه "سيرة و ذكريات)).

اذن نحن امام حالة تشكيل هجين لدولة تجمع نقائض ماموجود وعلى اساس التكوين الاستعماري البغيض لابد ان يحصل شئ ما يلهي هذا الشعب وتكويناته الغير منسجمه فيما بينها كان لابد ان تكون هناك تناقضات اخرى على راس الحكم يمكن من خلالها الهاء هذه المكونات بمعادلة جديده يمكن ان تكون لعبة الظالم والمظلوم وتثويرها من جديد بين هذه الشعوب دون ان يكون الضرر الاكبر واقعا على الانكليز وتقليل الخسائر وتكثير الغنائم لضمان الديمومه والاستمراريه لها فمالذي حصل ومن كان الظالم ومن كان المظلوم وكيف اديرت اللعبه من قبل الظالم وبالتنسيق من العامل المساعد على ادامة هذا الظلم؟

الشيعه وانشاء الدولة العراقيه الحديثة 1920بيرسي زخريا كوكس هو المندوب السامي والحاكم الفعلي للعراق في فترة الاحتلال البريطاني الذي بداء على يد الجنرال مود عام 1917 وهي صفة لها مدلولاتها وأهميتها في الزمن الذي نشط فيه في منطقة الخليج وايران والعراق، تخرج من الكلية الملكية البريطانية العسكرية في "ساند هيرست"، وعين مباشرة بعد تخرجه في الهند منذ عام (1884م) وحتى عام (1890م) مع الحامية البريطانية هناك، ثم حول في نهاية خدمته العسكرية إلى الخدمة السياسية في الهند أيضا، ثم انتقل للعمل في الخليج وإيران خلال الأعوام (1893 - 1914م)، وشغل عدة مناصب. .منح لقب سيرعام (1911م) كأفضل سياسي في المنطقة، وكان ذلك بسبب خدماته أثناء الحرب العالمية الأولى.ومنذ عام (1918م) إلى عام (1920م) عمل وزيرا مفوضا في إيران, وكان مسؤولا عن الاحتلال البريطاني للعراق، وكان هذا سببا في نقله من منصبه الأخير ليعمل مندوبا سام في العراق منذ عام (1920 - 1923م) بصفة العراق وقتئذ دولة حديثة تقع تحت الانتداب البريطاني استنادا لقرار المجلس الأعلى للحلفاء.يمكن اعتبار هذا الرجل هو المؤسس الحقيقي لدولة العراق الحديثه وهو من السياسيين البارزين والمحنكين والبارزه من خلال سيرته القصيرة التي اوردناها في خدمة التاج البريطاني لذا كان لزاما عليه ان يحفظ المصالح البريطانية في المنطقة والعراق وهذا الامر انسحب على ان هذه الدولة الجديده يجب ان تكون تابعة لهذا التاج في تكوينها السياسي والاقتصادي والمجتمعي وان التجاءه الى عبد الرحمن النقيب ليكون اول رئيس لوزراء العراق والالتجاء الى الاقلية السنيه في العراق التي تكون 35% من سكان العراق وهذا كان نتيجة طبيعية لماسبق احداث ثورة العشرين التي قادها زعماء قبائل وعلماء الدين الشيعه، واتسع نطاقها لتشمل المدن والحواضر العراقية مثل النجف وكربلاء والسماوة، وقطعت طرق المواصلات التي تعتمد عليها القوات البريطانية، البرية منها والنهرية وكذلك سكة الحديد، حتى استشرت مجاعة بين البريطانيين وهذا الامر قد ادى بشكل كبير الى انسحاب القوات البريطانيه المحتلة , هذا اللاتوازن بين الاغلبيه الشيعيه البالغه 60% ومصالح بريطانيا جعل المحتلين يفكرون في محاولة ابعاد الشيعه ورجالاتهم من استلام مقاليد الحكم الا ماندر وفي فترات متباعده وعند الحاجه اليهم وكان من أهم نتائج هذا التضييق الى ان يهاجر معظم رجالات الدين والمراجع الذين كانو يقودون الشارع الشيعي الى ايران وحتى السماح لعودتهم في العام 1924 الى العراق والتشديد من قبل الحكومه البريطانيه الموكلة من قبل الحكومه العراقيه المرتبطه كليا بها على تقديمهم تعهد خطي بعدم التدخل بالامور السياسيه بالعراق وهذا الامر يمكن اعتباره سلاح ذو حدين الاول هو ابقاء الحوزة العلميه داخل العراق واستعادة فاعليتها الدينيه باعتبار النجف الاشرف هي حاضرة التشيع العالمي وهذا امر ايجابي والامر الثاني هو الاقرار بابتعاد القيادات الدينيه المعنويه الفاعله عن الجماهير من قيادتها وعزل الجماهير الشيعيه عن قياداتها وهذا الامر السلبي الذي اضعف كثيرا قوة الموقف الشيعي داخل الدولة مما حدا بالبريطانيين ان يهيئو لهذا الامر بشكل كبير ويتوضح ذلك من خلال قراءة بسيطه لماكتبة المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي عن تاريخ العراق الحديث وقد صدر الكتاب بطبعته الأولى (2000) عن مؤسسة الوعي الإسلامي بيروت ((فالغزو البريطاني للعراق عام 1918 كان يهدف إلى تغيير بنية المجتمع العراقي عبر توطين الملايين من الهنود السيخ في المناطق الجنوبية من العراق، إضافة إلى مسخ الهوية الإسلامية للشعب العراقي وربطه بعجلة الثقافة الغربية إلا أن تلك الوسيلة قد فشلت نتيجة للتصدي الذي قامت به الحوزة العلمية بقيادتها الدينية المتمثلة بالإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي والذي يعد رائد التحرير في العراق. واستطاعت أن تفشل تلك المخططات)).

هذا ان دل فانما يدل على ان السياسة البريطانيه كانت تحاول باصرار وتعمد ان طمس ثقافة اهل الجنوب والفرات الاوسط الذين يمثلون الثقل النوعي لهم ولثقافة الانتماء الى اهل البيت من خلال تمرير عدة مشاريع من هذا النوع لاحداث هذا الامر ولجعل حالة من حالات التوازن السكاني وخاصة ان وجود هذا الفارق السكاني الشاسع في عدد السنه الى الشيعه وهذا الامر الخطير لم يكن سهلا وممكنا بل تتطلب من القوة البريطانية العسكرية ان تفرض سياسة الامر الواقع في المركز بغداد وجعل العملية تدور وفق سياسة التهميش والاقصاء وتعيين قيادات سنيه في راس الهرم السلطوي وتعيين ضباط قادة الجيش من السنه لاخذ زمام المبادرة العسكريه التي كانت تغلب على الحياة السياسية انذاك وهذا المنطلق لم يكن ولم يتحرك الا بعد ان وجدو ان في الطائفة الشيعيه الميل الحقيقي الى الذود عن اراضيهم وديارهم وتاثير الخط الجهادي المتمثل بالمرجعية الشريفة فكانت هذه المرجعية في مدينه النجف هي المحرك الاساسي لجميع الثورات التي حدثت في العراق وبطبيعة الحال كان الشيعه امتداد وتواصل مع مرجعيتهم, وقد يكون التحرك التاريخي من قبل رجالات الدين الشيعه قد بداء في عام 1917 بتشكيل جمعية النهضة الاسلامية كان في طليعتهم الشيخ محمد جواد الجزائري والسيد محمد علي بحر العلوم، واتخذت الجمعية من تحرير العراق هدفا مرحليا له, وتأسست في كربلاء الجمعية الاسلامية بزعامة الشيخ محمد رضا محمد تقي الشيرازي ابن المرجعية الشيرازيه وضمت في عضويتها العديد من علماء الدين مثل السيد هبة الدين الشهرستاني. وكان هدف الجمعية رفض الاحتلال البريطاني والمطالبة بالاستقلال واختيار ملك مسلم. وتأسس الحزب النجفي السري في عام 1918 الذي ضم عددا كبيرا من علماء الدين والشخصيات الاجتماعية المعروفة و زعماء العشائر العراقية، منهم الشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ جواد الجواهري الشيخ محمد باقر الشبيبي والشيخ محمد رضا الشبيبي وغيرهم. وقد حظي هذا الحزب بتأييد مراجع الدين. وانصب نشاط الحزب على توفير مستلزمات الثورة المسلحة ضد الانجليز، هذه الامور بمجملها كانت المحفز الاساس للانكليز لكي يجدو في الكثير من رجالات الشيعه البارزين غير متوائمين مع الفكر الاستعماري البريطاني مما حدا بهم الى اتخاذ نهج تطبيق سياسة الاقصاء التي اضرت بالشيعه كثيرا وجعلتهم خارج دائرة القرار والحكم من خلال دولة محكومه بالاقلية ومهمشة للاكثرية.

الشيعه تحت ظل حكم البعثيمكن اعتبار مرحلة استلام حزب البعث زمام الحكم في العراق عام 1968 هو المفصل الحقيقي للمظلومية الشيعيه من حيث كثرة القمع البعثي والمراقبة الامنيه والتهجير القسري والالتفاف على القانون لجعل هذه الطائفه خارج حسابات الدولة وهذا الامر لايمكن ان يكون دون كوارث حقيقيه مهمة على ارض الواقع الشيعي الديني والمجتمعي بل ان الزمر البعثيه استمرت في سياساتها من خلال خطف الكفاءات العلميه والشخصيات الاقتصاديه والضباط والجنود وتجميعهم وترحيلهم الى ايران بحجه عدم عراقيتهم وتبعيتهم الى ايران وهذا الوضع بلغت حالته الى اقصاها من خلال تهجير الالاف من الاكراد الفيليه وهم من الشيعه ولم يهجرو لكونهم من القوميه الكرديه وخاصه ان للمناطق اكراد معروفة في شمال العراق وهذا تجاوز الحدود القانونيه والاعراف الانسانيه ومهما قيل عنهم فانهم قد عاشو الاف السنين بعراقيتهم وبين جنبات هذا البلد وقد كان نجاح الثورة الاسلامية في ايران بقيادة روح الله السيد الخميني (قدس) والعلاقة الروحيه بين الراحلين العظيمين السيد الخميني والسيد محمد باقر الصدر (قدس) قد اثرت بشكل مباشر في تاجيج روح العداء للسيد الصدر والجماهير الشيعيه بصورة عامة ورسالة سماحته الى الدكتاتور هي ابلغ رد على عنجهية النظام البعثي...نص رسالة صداملعلك تعلم ان مبادئ حزبنا منبثقة عن روح الاسلام وان شعاراتنا التي نطرحها هي شعارات ذلك الدين السمح لكن بلغة العصر. وان الذي نريد تطبيقه على واقع الحياة على الاقل في وقتنا هذا هو احكام الشريعة الغراء ولكن بلون متطور رائد يلائم هذه الحياة الصاعدة واننا نحب علماء الاسلام وندعمهم ما داموا لا يتدخلون فيما لا يعنيهم من شؤون السياسه والدوله ولاندري بعد ذلك لماذا حرمتم حزبنا على الناس؟، ولماذا دعوتم الى القيام ضدنا ولماذا ايدتم اعدائنا في ايران؟. وقد انذرناكم ونصحنا لكم واعذرنا اليكم في هذه الامور جميعاً غير انكم ابيتم واصررتم ورفضتم الا طريق العناد مما يجعل قيادة هذه الثوره تشعربانكم خصمها العنيد وعدوها اللدود وانتم تعرفون ما موقفها ممن يناصبها العداء وحكمه في قانونها؟.وقد اقترحت رأفة بكم ان نعرض عليكم امور ان انتم نزلتم على رأينا فيها امنتم حكم القانون وكان لكم ما تحبون من المكانة العظيمة والجاه الكبير والمنزلة الرفيعة لدى الدوله ومسؤوليتها تقضي بها كل حاجاتكم وتلبي كل رغباتكم، وان ابيتم كان ما قد تعلمون من حكمها نافذاً فيكم سارياً عليكم مهما كانت الاحوال وامورنا التي نختار منها ثلاثه لا يكلفكم الا تنفيذها اكثر من سطور قليله يخطها قلمكم لتنشر في الصحف الرسميه وحديث تلفزيوني جواباً على تلك الاقتراحات لتعود بعد ذلك مكرمين معززين من حيث انتم اتيتم لتروا من بعدها من فنون التعظيم والتكريم ما لم تره عيونكم وما لم يخطر على بالكم. - اول تلك الامور هوان تعلنوا عن تاييدكم ورضاكم عن الحزب القائد وثورته المظفره. - ثانيهما ان تعلنوا تنازبكم عن التدخل في الشؤون السياسيه وتعترفوا بان الاسلام لا ربط له بشؤون الدوله. - ثالثهما ان تعلنوا تنازلكم عن تاييد الحكومه القائمه في ايران وتظهروا تأييدكم لموقف العراق منها.وهذه الامور كما ترون يسيرة التنفيذ، كثيرة الاثر جمة النفع لكم من قبلنا فلا تضيعوا هذه الفرصة التي بذلتها رحمة الثورة لكم.رئيس مجلس قيادة الثورة، صدام حسيننص جواب السيد الشهيد محمد باقر الصدرلقد كنت احسب انكم تعقلون القول وتتعقلون، فيقل عزمكم الزام الحجة، ويقهر غلوانكم وضوح البرهان، فقد وعظتكم بالمواعظ الشافيه ارجوا صلاحكم، وكاشفتكم من صادق النصح ما فيه فلاحكم، وابنت لكم من امثلات الله ما هو حسبكم زاجراً لكم لو كنتم تخافون المعاد ونشرت لكم من مكنون علمي ما يبلوا غلوتكم لو كنتم الى الحقيقة ظمأ، ويشفي سقمكم لو كنتم تعلمون انكم مرضى ضلال ويحيييكم بعد موتكم لو كنتم تشعرون انكم صرعى غواية حتى حصحص امركم وصرح مكنونكم اضل سبيلاً من الانعام السائبه واقسى قلوباً من الحجارة الخاويه واشره الى الظلم والعدوان من كواسر السباع لا تزدادون مع المواعظ الا غياً ومع الزواجر الا بغياً اشباه اليهود واتباع الشيطان، اعداء الرحمان قد نصبتم له الحرب الضروس وشننتم على حرماته الغارة العناء وتربصتم باولياءه كل دائرة وبسطتم اليهم ايديكم بكل مساءة وقعدتم لهم كل مرصد واخذتموهم على الشبهات وقتلتموهم على الظنة على سنن آبائكم الاولين، تقتفون آثارهم وتنهجون سبيلهم لا يردعكم عن كبائر الاثم رادع ولا يزعجهم عن عظائم الجرم وازع، قد ركبتم ظهور الاهواء فتحولت بكم في المهالك واتبعتم داعي الشهوات فاوردكم اسوأ المسالك، قد نصبتم حبائل المكر واقمتم كمائن الغدر، لكم في كل ارض صريع وفي كل دار فجيع تخضمون مال الله فاكهين وتكرعون في دماء الابرياء شرهين، فانتم والله كالخشب اليابس اعيى على التقويم او كالصخر الجامس انأى عن التفهيم فمابعد ذلك يأساً منكم.شذاذ الآفاق، واوباش الخلق، وسوء البرية وعبدة الطاغوت واحفاد الفراعنة، واذناب المستعبدين.اظننتم انكم بالموت تخيفونني وبكر القتل تلونني، وليس الموت الا سنة الله في خلقه { كلاً على حياضه واردون } أوليس القتل على ايدي الظالمين الا كرامة الله لعباده المخلصين، فاجمعوا امركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فامركم الى تباب وموعدكم سوء العذاب لا تنالون من امرنا ولا تطفئون نورنا واعجب ما في امركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان، تعدونني خير العاجلة برضاكم وثواب الدنايا بهواكم. تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان اسخطه وارضيكم وان اخسر الحياة الباقيه لاربح الحطام الزائل، ضللت اذاً وما انا من المهتدين، تباً لكم ولما تريدون، اظننتم ان الاسلام عندي شئ من المتاع يشترى ويباع؟، او فيه شيئ من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى كي تعرضون لي فيه باهض الثمن جاهلين وتمنونني عليه زخ ارف خادعة من الطين، اتعدونني عليه وتوعدون وترغبونني عنه فوالله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد، فان كان عندكم غير الموت ما تخيفونني به فامهلوا به او كان لديكم سوى القتل تكيدونني به فكيدون ولا تنتظرون لتبصروا ان لي بالجبال الشم شبيهاً من التعالي وان عندي من الرواسي شامخات متبلى من الرسوخ والثبات، قولوا لمن بعثكم ومن وراء اسيادهم ان دون ما يريدون من الصدر الف قتلة بالسيف او خضباً امر وان الذي يريدونه مني نوعاً من المحال لا تبلغوه على اية حالفوالله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء ولا يزال بكم على هذا الحال حتى يحول بكم شر فأل جموع مثبورة صرعى في الروابي والفلوات حتى اذا انقضى عديدكم وقل حديدكم ودمدم عليكم مدمر عروشكم وترككم ايادي سبأ اشتات بين ما اكلتم بواترهم ومن هاموا على وجوههم في الامصار فولوا الى شتى الامصار واورث الله المستضعفين ارضكم ودياركم واموالكم فاذا قد امسيتم لعنة تجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في احشاء التأريخ .أنتهىهذا جعل الضغط يزداد يوما بعد اخروكان الموقف الصدري يزداد صلابه في تاييد قيام هذه الثورة الاسلاميه عندما كانت الكلمات الرائعه لهذا المفكر الكبير للدكتاتور هي ابلغ رسالة في ان الخط الشيعي كان السباق في رسم صورة وملامح الالتفات حول اي حركة ثوريه تؤسس لعوده روح التشيع العالمي الذي ارساة الامام علي علية السلام (اذا كنتم ثوريين ومعارضين للإستعمار حقيقة فعليكم ان تؤيدوا هذه الثورة التي قضت على إحدى ركائز النفوذ الأميركي في المنطقة) وكان رد الدكتاتورالذي بين الخط السياسي للدولة العراقيه المعادي لهذه البذره(ان الخميني خاطب رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر بقوله السلام على من إتبع الهدى، فكيف يمكن ان نؤيده؟، وسأل الإمام الصدر ان كان يوافق الخميني على هذا فرد الإمام قائلا: ان الإمام الخميني فقيه ومجتهد وهو الذي يقدر عمله), وحتى استشهادة سلام الله عليه كان رافضا لكل اشكال الظلم البعثي وقائدا منورا للجماهير العراقيه بشيعتها وسنتها لذا يمكن اعتبار استشهادة مع شقيقته نور الهدى هو بداية مرحلة جديده في العمل الجهادي الشيعي ضد نظام الطاغية ولابد من الاشارة هنا الى ان الايدي البريطانيه كانت لها اليد الطولى في تمكين البعث من السيطرة على مقاليد الدولة وسرقتها (كانت الدوائر الاستعمـارية البريطانيـة والأمريكية ترقب الموقـف بالخـوف والحـذر من حدوث انفجار إسلامي في العراق ..لذا بادرت وبالسرعة الممكنة لجمـع شتاتها وربط خطوطها وتكوين ائتلاف بين الخطين :الأمريكي الذي يمثله الداوود والنايف ،والخط البريطانـي الذي يمثله احمـد حسن البكر ..وحـدث الانقلاب الاستعماري في (17-7-1968) الذي لم يكن يجرأ أن يعلن عن هويته وحقيقته لرفض الأمـة والجماهير وكراهيتها لهذه العصابة المنبوذة ..بعد أن جربتها أسوأ تجربة عام( 1963) ،وكان ناصـر الحانـي الملحـق الثقافي بالسفارة العراقية في واشنطن سابقا ، وسفير العراق في بيـروت بعدها، هو حلقـة الوصـل بين المخـابرات البريطانيـة وحـزب البعث وقد تخلص البعثيون من عضو الارتبـاط هذا الذي عيـن وزيرا للخارجيـة في حكومتـهم فاغتالوه خـوف الفضيـحة والانكشاف ..وقد نشرت بعض وسـائل الإعـلام بعيـد الانقـلاب أن البكر تسلم صكا من المخابرات الأجنبية بربع مليون دولار .

ولم تمض من الانقلاب غير أيام حتى أرسل عبد الرحمن الداود إلى القطعات العـراقية المرابطة في الأردن لزيارتها وأحيط النايف بخديعة لم يستـطع الإفلات منها .. فطرد من الحكومة .. وسيطر الخط البريطاني على الحكم سيطرة قوية ، وقد برر البعثيون ذلك بأنهم فوجئوا في الساعات الأخيرة من الانقلاب بوجود النـايف والـداود معهم ، وأنهم تريـثوا وقبلوهم كشـركاء في الانقـلاب العسـكري مضطـرين ، ولا يخـفى على أحد مثل هذا التبرير المفضوح ..والمحاولة المكشوفة لتغطية الصراع بين الخطين :البريطاني والأمريكي .. وقد كشفت إذاعـة صوت العرب بأحد تقاريرها ..أنه بعد انسحاب القوات المصرية التي كانت تحمي القصر الجمهوري أيام الحكم العـارفي استطاعـت المخابـرات البريطانية من التسلل إلى السلطة والسيطرة على الحكم عن طريق عملائها البعثيين.

وبدأ حكم البعث يعلن عن هويته ويؤكد كما جاء في تقرير المؤتمر القطـري الثامـن أن أحد أسباب الانقلاب هو تسلل القوى الرجعية (يعني الدينية )إلى مواقـع خطرة وخوفه من سيطرتها على الأوضاع ..ثم أكد التقرير نفسـه أن العراق كان عام(1970 )أي بعد إنقلابهم بسنتين محسوباً على حصة بريطانيا وأنه على زعمهم قد خرج من هذه القبضة )حزب الدعوه الاسلامي المنطلق والمسار- السيد هاشم الموسوي.هذا هو الموقف الواضح للمسيرة البريطانيه في ابعاد التيارات الاسلامية والمرجعيات الدينيه عن سلطة القرار في الدولة العراقيه منذ تاسيسها ولحد الان.

ان نظرة بسيطه الى الادبيات والتسميات التي ساقها البعثيين تؤكد بلا تردد على ان المرجعية الدينيه الشيعيه والشيعه هم الهدف الاول بالنسبه الى دولة البعث التي جاءت في العام 1968 (وربما كانت المحاولة الصريحة الأولى للحكومة العراقية بتصوير الشيعة على أنهم يشكلون تهديداً للعروبة في السنوات الأولى من الحكم الملكي. بينما بدأ البعث باستخدام كلمة الشعوبية بقصد مهاجمة خصومه قبل فترة طويلة من تسلمه السلطة. وما بين الأربعينات والسبعينات من القرن العشرين أصبحت الشعوبية لعنة توجه، أساساً، للشيوعيين العراقيين، والذين كانوا في غالبيتهم من الشيعة. وكان عبد الكريم قاسم، الذي حكم العراق لخمسة سنين بعد إسقاط الحكم الملكي عام 1958، الهدف الرئيسي للبعثيين الذين صوروه على أنه انفصالي وطاغية. كان قاسم، ابن لأم شيعية وأب سني عربي، قد دافع عن الوطنية العراقية وجعل هدفه الأساسي وحدة البلد. وفي مقابلة مع صحفي لبناني، أوضح قاسم نظرته للعروبة- وهي وجهة نظر يشاطره فيها كثير من العراقيين الشيعة - إذ يقول "العروبة عندنا ليست سياسة بل نسب وحسب." وباختيارهم للهوية العراقية، قاسم وأغلبية الشيعة العراقيين يتبنون نهجاً مشابهاً للنهج الذي دافع عنه القومي المصري لطفي السيد، الذي أكد على ضرورة تمسك المصريين بهويتهم المصرية وأن لا يسعوا للانضمام إلى أية دولة أخرى( اسحق نقاش – الصراع على السلطه في العراق .

بعد هذه التطورات الخطيرة التي استهدفت القيادات السياسيه والدينيه الشيعيه من اعدامات وملاحقات وعد انفاس وتهجير وخاصة بعد اعدام قيادات التيار الشيعي الاسلامي في النجف الشيخ عارف البصري والسيد عماد الدين التبريزي والسيد عز الدين القبانجي والسيد حسين جلوخان والسيد نوري طعمه ومدى مبدئيتهم وثباتهم حتى في اقسى المواقف التي واجهتهم جعلت من النظام يمارس الايغال في التصفيات الجسديه الغير مبررة والاتجاه تحو طريق اللاعوده في هذا الطريق وكانت التهمة الجاهزة لاي معارض شيعي هي الانتماء الى حزب الدعوة الاسلامي وقد كان القرار الصادر عن (مجلس قيادة الثورة) وبتوقيع صدام حسين نفسه والمرقم 461 والصادر بتاريخ 31/3/1980 والقاضي بإعدام أعضاء حزب الدعوة الإسلامية، والمتعاطفين والمتعاونين مع الحزب والمروجين لأفكاره و بأثر رجعي، أوجد حالة من الإرهاب قل نظيرها في التاريخ الحديث، حيث أثبتت الأرقام الأولية عن استشهاد أكثر من 350000 شهيد في العراق، وقد نفذ حكم الإعدام بأكثر من 70% منهم بتهمة العلاقة مع حزب الدعوة الإسلامية واستنادا إلى هذا القرار الخطير الذي لم تحرك المنظمات الانسانيه ومنظمات حقوق الانسان ساكنا بسبب التكتم الداخلي الذي كان يفرض من سلطة البعث وبسبب الدعم المستمر من قبل الانظمة العربية والدول الكبرى المؤثرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وهذا يدلل بشكل لالبس فية ان المخطط كان كبيرا من اجل القضاء على التيار الشيعي العراقي وتذويبه في ادبيات الشوفينه والشعوبيه والريح الصفراء التي كان يستخدمها البعثيين من اجل الاستمرار في حلمهم لاقصاء هذة الطائفه من الحكم وتذويبها ضمن اطار محدد وتحجيمة وخاصة بعد النجاح المدوي للثورة الاسلاميه في ايران بل ان الامر تعدى ذلك الى ملاحقة كل من يحاول ان يوصل هذه المظلوميه الى الراي العام الدولي (هذه الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان لم تقتصر على العراقيين في داخل العراق، وإنما امتدت لتشمل الدعاة والرساليين في أنحاء العالم، فقد استشهد أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم في السودان في 17 كانون الأول عام 1988، والشهيد سهيل السلمان في الإمارات في 19 مايس 1981، والشهيد الدكتور أياد حبش في إيطاليا في 16 تشرين الأول عام 1986، والعشرات الآخرون في دول عدة( البرنامج السياسي لحزب الدعوه, وقد مارس النظام البعثي في هذه الفترة من قمع واسع لكل المرجعيات الدينيه التي لم يستطيع النظام ترويضها وبقيت على حالها تنادى بفكر الشهيد الصدر الاول رضوان الله علية مثل من أمثال آل كل من الحكيم وبحر العلوم والخوئي وشبر والمبرقع والجابري والحلو بالاضافة الى العامل المهم الذي كان البعثيين يمارسونه في الهجوم والقضاء على البذرة الاولى للثورة الاسلاميه في ايران باوامر اميركية بريطانيه وبذلك شعرو انهم امام مهمتين اولها المذكورة وثانيهما الفكر الشيعي الذي ربط من خلال هذه الحرب بايران رغم ان العاقل يرى ان البعثيين كانو دائما يحاولون ان يزجو في جبهات القتال ابناء الشيعه تحت مسميات الدفاع عن الوطن والبوابة الشرقيه وبذلك يستطيعو ضرب عصفورين بحجر واحد مما حدا بالبعثيين وخاصة بعد قرار عزل احمد حسن البكر في العالم 1979 بقرار غربي بحت الى ان يجعلو من الحرب على انها حرب سنية شيعيه وبذا يكون شيعه العراق متهمين حتى يبرءو ساحتهم في قتال ايران في جبهات القتال مع العلم ان معظم قادة الجيش في هذه الحرب هم من السنه وكان من الصعب والنادر ان تجد قائدا او ضابطا من الطائفة الشيعيه وهذا الامر مشخص وبائن بشكل ملفت للنظر.

بعد اشتداد هذه الحرب ومحاولة التضييق الكامل على اصحاب القرار السياسي الشيعي وعلى المواطن البسيط وتهجير القسم الاكبر منهم الى ايران بحجة ان اصولهم غير عراقيه كما ذكرنا انفا اضطرالسيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه، وهو نجل آية الله محسن الحكيم المرجع الأعلى الذي توفي أوائل السبعينات، إلى مغادرة العراق نحو إيران حيث أسس مكتب الثورة الإسلامية في العراق17تشرين الثاني 1982 وقد تحول هذا المكتب الى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ليواصل نضاله ضد حكم الطاغية مشكلا الجناح العسكري للمجلس الا وهو فيلق بدر والذي ضم الكثير من العراقيين الشيعه المهجرين من ديارهم بالقوة المتواجدين في جمهورية ايران الاسلاميه وقد كان للجناح السياسي لهذا المجلس الدور البارو في مقارعه النظام البعثي مما اضطر النظام الى اعدام كل من يحاول ان يتحرك سياسيا اسرة المرجع السيد محسن الحكيم رضوان الله عليه من اجل الضغط على السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه بعدم ممارسة عمل سياسي في هذا الاتجاه وقد بلغ عدد المعدومين من عائله الحكيم داخل العراق 62 شهيد ومفقود وهذا يبين الحنق الذي كان يمارسة النظام لاسكات الاصوات المعارضه له.

كما لايمكن نكران دور الاحزاب المعارضه العراقيه الشيعيه الاخرى في اتمام دورها في فضح النظام وتعريته امام الراي العام العالمي وخاصة جهود الدكتور احمد الجلبي وحزب الدعوة الاسلامي والدكتور اياد علاوي وبقية الشخصيات والمنظمات الا ان دورهم تركز على الجانب السياسي ولم يكن للجانب العسكري العملياتي اي شئ يذكر.

الشيعه بعد غزو الكويت (حقبة الشهيد محمد صادق الصدر (قدس)بعد الانتهاء من الحرب العراقيه وموافقة النظام البعثي على قرار ايقاف الحرب العراقيه الايرانية التي دامت ثمان سنوات بالتمام والكمال وجد البعثيين ان فرصتهم الوحيده لاعادة الدماء الى شرايين سلطتهم هم ادامة حالة الازمه في المنطقة واحتلال دولة الكويت وفي مطلع صباح يوم الثاني من اغسطس 1990 نفذ النظام مااراد وكالعادة بقرار فردي من الطاغيه صدام هذا الامر الذي جعل العالم يلتفت حول مسالة تحرير الكويت وقد مررت قرارات عديده منها القرار الاساس 660 و678 وتم من بعدها تحرير دولة الكويت من قبصه النظام البعثي والتي لااريد الاطالة في سرد الاسباب والنتائج , لذا وبعد هذا الانسحاب المذل وجد الشيعه انفسهم امام خيار الثورة التي كادت ان تطيح بصدام حسين وحكمه وقد كانت الشرارة الاولى للانتفاضة الشعبانيه المباركة لشيعه العراق التي فجرها الشيعه قد انطلقت من مناطق جنوب العراق ومن البصرة تحديدا لذا كانت هذه الانتفاضه عبارة عن ثورة شعبيه غير منظمه وغير معروفة المعالم شملت كل مناطق العراق الجنوبيه والوسطى شملت كل من البصرة والعمارة والناصريه والديوانيه والحلة والكوت ومناطق في قلب بغداد مثل مدينه الصدر والشعله وهذه المناطق تمثل الثقل الشيعي في العراق لذا فان تحديد ملامح هذه الانتفاضه شيعية خالصه وقد جاءت الانتفاضه بمثابة الصاعقة التي ايقظت الضمير الامريكي بان هنالك شئ من المعادلة قد اخذ جانبا غير صحيح وفطنو ان هذه الانتفاضة سوف تمدد وتنال الدعم الايراني الذي لاترحب به واشنطن ابدا فبداءت الاشارات تتوالى على نظام صدام لسحق هذه الانتفاضه رغم ان شوارتسكوف القائد الاميركي لعملية عاصفه الصحراء كان على مشارف بغداد, وتغيرت الاستراتيجيه الاميركيه البريطانيه لتاخذ منحى اخر يتمثل في ابقاء نظام صدام لحين الانتهاء من ترتيبات اذلال النظام العراقي من خلال بوابه الحصار الدولي ومن خلال وثيقه خيمة سفوان الشهيره, بداء مسلسل تصفية الحساب بين النظام البعثي وبين شيعه العراق يبداء واضحا وباسناد اميركي بريطاني عربي مكشوف بعد اعتراف وزير خارجية ال سعود سعود الفيصل امام مجلس العلاقات الخارجية في نيويوك بشكل صريح وعلني بان السعوديه ساهمت في مساعدة الاميركان قمع انتفاضة الشيعه في العام 1991 وبذلك لاينكر اي دور دولي او اقليمي في تقوية النطام البعثي ضد شيعه العراق ليس الا كونهم شيعة وقد تحولت في حينها المناطق الشيعيه الى حكام وخراب لايوصف, من الاسباب الرئيسية التي ادت الى فشل الانتفاضة الشعبانية المباركةيمكن اسنادها الى اسباب قد تكون ظاهرة ولاتحتاج الى تطويل وشرح.

 عدم وجود قيادة ناضجة للانتفاضة وتعدد الرؤوس في الجسد الواحد مميت. غياب الدعم الدولي والاقليمي والعربي خوفا من قيام دولة شيعيه في العراق على عكس ما حصل في شمال العراق . وجود قوات عراقيه متخصصه بحماية بغداد وحماية صدام لم تفقد اي من قابلياتها القتاليه في حرب الخليج الثانيه مما أدى ذلك الى ان تفتك هذه القوات بالجماهير المنتفضه. نجاح البعثيين من عزل المرجعية عن القاعدة الجماهيرية وخاصة بعد الانتباة له من قبل النظام وفرض الاقامة الجبرية على السيد ابو القاسم الخوئي (قدس) في بغداد.وللحديث بقية انشاء الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك