المقالات

هيئة قتل اتباع أهل البيت- هي المسؤولة عن الإرهاب في العراق

1981 19:24:00 2006-10-21

( بقلم : علي حسين علي )

قبل كل شيء ينبغي أن نضع الأمور في نصابها، وكشف الحقائق أمام المواطنين كما هي من دون أية تأويلات أو تزييف..أول الحقائق هي اننا كنا ضد الهجوم الأمريكي على العراق مع اننا كنا المتضررين من وجوده..ولنا على ما نقول شهادة الله وشهادة الذين عايشوا معنا الشهور والايام التي سبقت اسقاط النظام وهم ما يزالون احياءً والحمد لله..

وفي وقتها كنا نؤكد أن اسقاط حكم الطاغية صدام يجب أن يكون من قبل الشعب العراقي، وهو قادر على ذلك لو توفرت له بعض المعطيات المتواضعة في تحييد اسلحة النظام (قوة جوية وصواريخ)..وأمام العشرات من قادة المعارضة كان موقفنا هذا الذي ابدينا فيه كامل الاستعداد للعمل على اسقاط النظام، ولم تخف تصوراتنا عن ضعف النظام آنذاك، فقد كان حقيقة نمراً من ورق..لكن البعض من زعماء المعارضة تصور بأن ذلك النظام ما يزال قوياً ويحتاج الى قوة كبرى وعظمى لاسقاطه..وتبين بعد اسبوع من الحرب وأقل من يوم على (أبواب بغداد) أن النظام بجيشه وحرسه الجمهوري وجميع تشكيلاته العسكرية الأخرى قد انهار وفرّ أمام القوات الأجنبية، وان ذلك النظام لم يصمد حتى الساعات في بغداد، ورأى الناس رؤية العين ماكنا قد استشرفناه قبل ذلك بوقت طويل، رأوا صدام يفرّ ولا يلوي حتى على اسرته، وكذلك فعل قادة الفيالق والفرق والألوية..ورؤساء الأمن والاستخبارات والمخابرات..وفي ليلة قصيرة انهار كل ما تبقى للنظام من فلول.ولم يكن الاعتقاد بضعف النظام ما شجعنا على التعهد بإسقاطه رغم أن جماهيرنا كانت متأهبة لهذا الحدث العظيم..لكن ما دفعنا إلى التعهد بإسقاط الطاغية هو اننا لا نريد لبلادنا أن تتعرض لمحنة الاحتلال، ثم أن تأريخنا يشهد على أننا من واجه الاحتلال الأجنبي في العشرينيات من القرن الماضي والحق به الهزيمة العسكرية في اكثر من واقعة.

أما الحقيقة الثانية، وبعد الذي وقع، فان موقفنا من الاحتلال كان واضحاً ولا لبس فيه أو إيهام، كنا من أول يوم لسقوط الصنم نعمل على تقصير مدة بقاء الاحتلال، ولولا المواقف المتشددة أحياناً والحكيمة على طول الخط، لظل الحكم العسكري الاجنبي يتحكم بالعراق الى زمن ربما يصعب تصور نهايته.

نحن من طالب بالانتخابات العامة، ونحن هنا لا نقصد بها الأفراد والقادة السياسيين من هذا المكون الأول في العراق، انما نقصد المرجعية الدينية أولاً والشعب ثانياً والزعامات السياسية ثالثاً، كل هذه دفعت قسراً في احيان عديدة يعرفها كل من اشترك بالعمل السياسي بعد سقوط النظام، دفعت قوات الاحتلال الى التراجع عن الزمن المفتوح لادارتها للبلاد، ثم تراجعت عن الاصرار على تعطيل الانتخابات، وجرت الانتخابات الأولى، وجرى التصويت على الدستور الدائم، وتمت الانتخابات الثانية وانبثقت عنها حكومة الوحدة الوطنية..وخلال ثلاث سنوات وبضعة أشهر استطعنا شعباً ومرجعية وزعامات سياسية، أن نؤمن استقلال العراق ونرصن وحدته، ومع كل هذا الجهد والتضحيات الكبيرة التي بذلناها، وانهار الدم التي فاضت من اجساد ابنائنا إلا اننا لا ننكر بأن الكثيرين من ابناء المكونات السياسية قد وضعوا أيديهم في ايدينا ولولا وقفتهم معنا لصعب علينا الأمر ولطال الطريق من دون أن نتركه.

والحقيقة الثالثة وهي أن هناك اطرافاً كانت تقف بالضد من مصلحة الشعب العراقي، وكانت تستغل انشغالاتنا بترتيب بناء وطننا على أسس المواطنة وتكافؤ الفرص والمساواة والعدل والرخاء، لتشن هجمات الابادة الجماعية عبر المفخخات والقتل الجماعي، وعبر الافتاء بتحليل قتل أتباع مذهب أهل البيت(ع)..

فالذين سلموا مدنهم علناً وجهاراً للقوات المحتلة، والذين فرّوا قبلها من(ميدان المعركة) والذين جاءوا أو استجلبوا من بلدان قريبة وبعيدة لغرض واحد هو قتل اتباع أهل البيت واعادة المعادلة الظالمة بعد أن تهاوى صنمها وفرّ(حماتها)..هؤلاء هم من ناصبنا العداء، والبعثيون أولاً هم اعداء الشعب العراقي والتكفيريون كذلك، ثم يأتي دور فقهاء الارهاب (وشيخ طريقة القتل ذبحاً)! لقد قاد بعض(فقهاء الارهاب)حملة شرسة ضد اتباع أهل البيت واستهدفوهم بتحليل قتلهم، وكان هذا الموقف من قبل(هيئة قتل اتباع أهل البيت)ليس جديداً بل هو استيقاظ فزع لفتنة ظلت نائمة لاكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان.

والحقيقة الرابعة هي اننا ابناء العراق وقد دافعنا عنه وروينا أرضه الطاهرة بدمائنا على امتداد الف وأربعمئة سنة..وطول العقود الماضية تعرضنا الى مثل ما نتعرض له اليوم، ولكننا صمدنا، وواجهنا الظلم وضحينا كثيراً بارواحنا واموالنا، ورغم كل ذلك الظلم صار عديدنا اليوم بمئات الملايين..ولم يقوَ علينا أي تجبر أو يقهرنا طاغية، أن يذلنا ظالم..(وهيهات منا الذلة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك