لكن منْ هم عملاء إيران حقاً؟
كشفت وثيقة بريطانية سرية قامت بترجمتها ونشرها مؤخراً “مكتبة قطر الرقمية” المدعومة من الحكومة القطرية ضمن اتفاقية مع المكتبة البريطانية لترجمة الأوراق والسجلات الخاصة بمكتب الهند، عن محاولات حاكم البحرين السابق محمد بن خليفة آل خليفة ( 1842 ـ 1867) “استتباع البحرين بإيران”.
وكاتب الوثيقة، هو تشارلز جون سكرتير حكومة المملكة المتحدة في بومباي، وهي عبارة عن رسالة وجهها في 8 يوليو 1869 إلى المقيم السياسي في الخليج بعد تضمينها معلومات عن شؤون البحرين. وتظهر الوثيقة إن حاكم البحرين محمد بن خليفة آل خليفة، سادس الحكام من عائلة آل خليفة بعد انتقالهم من الزبارة في قطر والسيطرة على البحرين “قدم عريضة إلى حاكم فارس يصرح فيها بأن البحرين تابعة لبلاد فارس ولن تخضع بعد الآن إلى الإمام فيصل بن تركي آل سعود وبأنه ينوي حشد القبائل العربية من الكويت إلى مكة بهدف حماية طريق الحجيج المتوجهين إلى مكة”.
وتقول أيضاً إن محمد بن خليفة وجه رسالة أخرى في 9 نيسان 1860 “إلى سمو حسام السلطنة يؤكد فيها على أن البحرين جزء من الأراضي الفارسية وأن سكانها رعايا فارسيون، ويناقش فيها ترتيبات إدارة رحلة الحجيج عبر صحراء نجد وإجراء الترتيبات مع الإمام فيصل بن تركي آل سعود لضمان عبورهم بسلام”.
الوثيقة تتطرق أيضاً إلى “عريضة (وجهت) إلى شاه بلاد فارس (في 12 نيسان 1860) من قبل الشيخ محمد نجل خليفة بشأن الملكية الفارسية لجزر الخليج الفارسي وترتيباته للضرائب التي يجب أن يدفعها للشاه سنوياً ورفع علم الأسد والشمس (العلم الفارسي القديم ) على مقر إقامته”.
إلا أن محاولات شيخ البحرين كانت تصطدم برفض بريطاني. وتشير نفس الوثيقة إلى رسالة من “إلفينستون جرانت داف” إلى مكتب الهند في 21 نيسان 1869 بشأن وضع شيخ البحرين السياسي وعلاقاته مع شاه بلاد فارس، قائلة “إن استبدال حكم الحاكم المستقل بحكم بلاد فارس يشكل خطراً على سياسة حفظ السلام البحري في الخليج الفارسي “.
ويذكر أن النظام دأب على إتهام غالبية البحرانيين بأنهم فرس موالون لإيران، وعادة ما يتهم الحراك الثوري البحراني المتواصل في البلاد للعام الخامس على التوالي ب”التبعية” لإيران.
https://telegram.me/buratha