أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير بيانا بمناسبة ذكرى عاشوراء 1437هـ.
و فيما يلي نص هذا البیان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
قال تعالى: ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)) صدق الله العلي العظيم.
وقال الإمام الحسين عليه السلام: "إنّا أهلُ بيتُ النبوةِ ، ومعدنُ الرسالةِ ، ومُختلفُ الملائكةِ ، بِنا فتحَ الله وبِنا يَختُمْ ، ويزيد شارب الخمور ، وقاتل النفس المحرّمة ، مُعلن الفسوق ، ومثلي لا يبايعُ مثلهُ !".
إن من إتبع أئمة الهدى من آل البيت عليهم السلام ، فلا يمكن أن يتبع ما سواهم من أهل الباطل والبغي والظلم والفساد في الأمة ، من بني أمية وبني العباس ، فالبيعة لأهل الجور والظلم والفساد غير جائزة في منطق العترة النبوية الطاهرة وأخلاقها ، ولذلك فسيد الشهداء قال :"لو لم يكُن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعتُ يزيد” وفي موقع آخر يقول عليه السلام بعد أن عدد موبقات يزيد الطاغية : "بأن مثلي لا يبايع مثله".
وثورة الإمام الحسين ونهضته كانت تستهدف “الإصلاح" في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما دمّرته قوى الإنحراف من الأمة من عمليات تشويه وتحريف خطيرة على ما جاء به النبي العظيم من دين وقيم ومبادىء وأخلاقيات حيث قال عليه السلام .. “إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً وأنما خَرجتُ لطلبِ الأصلاحِ في أمةِ جدّي محمد صلى الله عليه وآله وسلم".
لذلك فقد كان خروجه هو بمثابة مجابهة صريحة وعلنية ضد فساد وإنحراف النظام السياسي الذي كان يقوده يزيد بن معاوية بكل عناوين الإستبداد والفساد ، وبأن يقارع الحاكم الظالم المستبد وأن يبذل مهجته ومهجة أولاده وأهل بيته وأصحابه البررة في هذه المجابهة وأن يقف بك عزيمة وإرادة وإيمان كبير أمام إعوجاج الحكم الأموي وفساده وطغيانه ، وأمام إستهتار الطاغية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فقال قولته الشهيرة والتي أعلن فيها عن إستعداده لتحمل كل نتائج هذه المجابهة الأخلاقية الكبرى :"خُطَّ الموت على ولدِ آدم مَخطَّ القلادة على جيد الفتاة وما أولهني الى أسلافي يعقوب الى يوسف وخيرٌ لي مصرعٌ أنا لاقيه كأني بأوصالي تُقطّعها عُسلان الفلوات بين النَّواويسِ وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربةً سغبا .. لا مَحيّصَ عن يومٍ خُطَ بالقلم رِضا الله رِضانا أهل البيت ، نَصبِرُ على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ...".
لقد وضع الإمام الحسين عليه السلام الأمة أمام خط فاصل واضح لايشوبه لبس وأبعد عن خط العقيدة ما حاول آل أبي سفيان أن يحدثوه من أمر تحريف وتشويه دين الله في الأرض ، ووضع الأمة أمام مفاصلة بين منهجين متناقضين وصل حد التناقض بينهما حتى المواجهة المسلحة ولايمكن إلا أن يكون أحد أطرافها يمثل جبهة الضلال والإنحراف في الأمة فيما يمثل الطرف الثاني في الموقع الآخر من المواجهة الدين والعقيدة والمبادىء والقيم التي جاء بها النبي الأعظم (ص).
وهذه هي المواجهة التي حفظت للناس والتاريخ الدين والعقيدة من حركة التزييف والتحريف التي قادها آل سفيان في الأمة من بعد رحيل النبي الأعظم (ص) وذلك إلى يوم يبعثون.
لقد أضحت هذه المواجهة التاريخية رمزا ومنارة لكل طلاب العدل والحرية والكرامة في التاريخ الإنساني برمته وحيث ما وجد هناك ظلم وإستبداد وإستكبار هناك مثال كبير يستنهض الهمم ويستحث الإرادات لمقارعة الظلم والباطل.
في البحرين أكثر من 5 سنوات على ثورة 14 فبراير ، ولا زالت هذه الثورة في ذروتها ، ولا زالت ثورة الحسين عليه السلام تغذي شعبنا المقهور والمضطهد وتمده بالطاقة والحيوية وها هي المسيرات الليلية تتواصل وشعبنا يرفع فيها شعارات الحسين التي تختزل كل معاني المواجهة على مذبح الحرية والكرامة . وها هي الحناجر تصدح يا حسين .. ولبيك يا حسين .. وهيهات منا الذلة .. وكلا كلا للطاغوت .. وكلا كلا لآل خليفة .. وكلا كلا لـ الطاغية حمد يزيد العصر وفرعون البحرين ..
وفي محرم هذا العام قد إكتست البحرين السواد منذ ما قبل شهر محرم الحرام ، ورأينا آل أمية من أزلام آل خليفة ومرتزقتهم يحاربون كل الشعائر الحسينية ويزيلون هذه الشعارات والبنرات والملصقات من على الجدران .. ولكننا في المقابل نرى إصرار شعبي عارم على إقامة الشعائر الحسينية ورفع شعارات ثورة الإمام الحسين ونهضته بشعار هيهات منا الذلة .. ومثلي لا يبايع مثله .. فشعبنا أبى أن يبايع يزيد العصر الخليفي هاتفا بشعار يسقط حمد .. .. رافضا البقاء تحت سلطة الطاغوت الخليفي الأموي السفياني الأموي المرواني.
إن الإمام الحسين عليه السلام بالنسبة لشعبنا هو إمام وأمة ومسيرة ، وكربلاء هي قبلة الثواروالمجاهدين والمناضلين ضد الظلم والطغيان والإرهاب والفساد ، ومرقد سيد الشهداء أصبح قبلة الوالهين ومنطلق المجاهدين ، وراية عالية للدفاع عن المظلومين والمستضعفين والمحرومين في مكل مكان.لقد ركب شعبنا سفينة الإمام الحسين وفجر ثورة 14 فبراير ، فسفينته هي الأوسع وفي لجج البحار أسرع لطلاب الحرية والكرامة ، كما أن بابه في الجنة من أوسع الأبواب ، هذا ما قاله الإمام الصادق عليه السلام حينما قال: (كلنا سفن النجاة و لكن سفينة جدي الحسين أوسع وفي لجج البحار أسرع) .. ولذلك إتخذه شعبنا شعلة ومنارا وسفينة للخلاص من الظلم والطغيان والفساد الخليفي.
إن شعبا إتخذ من الإمام الحسين (ع) إماما ونبراسا وطريقا وسفينة نجاة ، فإن هذا الشعب لا يعرف الإنكسار ولا يعرف الإنهزام وهو شعب منتصر بإذن الله.
يا جماهير شعبنا البحراني ..
يا جماهير الأمة الإسلامية ..
إن خلاص شعب البحرين وشعوب العالم الإسلامي وشعوب العالم هو بالسير على نهج الإمام الحسين وثورته ومساره ومنطلقاته .. ونحن اليوم نعيش في معسكرين .. معسكر الكفر والإستكبار العالمي بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا وجاهلية القرن العشرين المتمثلة بآل سعود وآل خليفة والحكومات القبلية العشائرية في قطر والإمارات والكويت .. ومعسكر الإسلام المحمدي الحسيني الرسالي المتمثل في جبهة المقاومة ومحورها .. والذي تمثله الشعوب الإسلامية المستضعفة ، ومنها شعبنا البحراني والإيراني والعراقي والسوري واللبناني وشعبنا المظلوم في المنطقة الشرقية ، وإن الإنتصار الإلهي لن يأتي إلا بالسير على خط الإمام الحسين وعاشوراء وكربلاء خط التضحية والإيثار والشهادة من أجل الحرية والعزة والكرامة.
لذلك فلترفع رايات الإمام الحسين فوق كل البيوت في البحرين ، وتنتشر في كل الطرقات ولتنصب بكثافة وغزارة في كل مكان وفوق كل حجر ومدر وفي كل الأنحاء وعند كل الزوايا ، فلا يجب أن تترك زاوية ولا ركنا ولا مكانا إلا ويجب أن تنصب فيه رايات الحسين ولتتألق في كل مكان لأنها رايات ترمز بشموخ إلى طريق الحرية والعزة والكرامة والإباء ..
وإننا اليوم أيها الجماهير الثائرة في البحرين والعالم الإسلامي أمام قوى أموية مروانية سفيانية تكفيرية داعشية تريد القضاء الدين والعقيدة والمبادىء والقيم التي جاء بها الإسلام العظيم من خلال محاربتها لكل ما يتصل بذلك ونصبها العداء لخط ونهج الإمام الحسين والشعائر الحسينية ، وها نحن نرى تكالبهم في اليمن على الشعب المظلوم وقتل نسائه ورجاله وأطفاله ، وحتى الأطفال الصغار والرضع لم يسلموا من مجازر وجرائم الحرب التي يرتكبونها .. كما أننا نرى ظلمهم وإرهابهم في البحرين والمنطقة الشرقية والعراق ولبنان وسوريا وسائر البلدان ..
إننا في حركة إنصار ثورة ١٤ فبراير في البحرين نؤكد على أن زمن الهزيمة والإنكسارات قد ولى ، وندعو بشدة لوحدة جبهة المقاومة ومحورها على نهج سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين (ع) في مواجهة الجبهة الأموية العباسية المروانية السفيانية فهي سر الإنتصارات الكبيرة التي تحققت رغم تحالف كل قوى الشر وما تمتلكه من إمكانات هائلة لإخضاع الأمة والسيطرة عليها وعلى مقدراتها .. ولا يخفى بأن سر إنتصارات محور المقاومة الإسلامية اليوم يكمن في السير على نهج أبي الأحرار والثوار الإمام الحسين عليه السلام .. وحركته وثورته أمل كل الأحرار والثوار والرساليين والسائرين على نهج وخط الأنبياء والرسل في تحقيق الإنتصارات . قال الله العظيم في كتابه المجيد : "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي”.
النصر لشعبنا البحراني والشعوب الإسلامية الحرة
المجد والخلود لشهداءنا الأبرار ..
الخزي والعار لآل خليفة ..
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
15 أكتوبر 2015م
1 محرم 1437 هجري
................
https://telegram.me/buratha