هدد جيش النظام بقمع التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، فيما رفضت المعارضة الوطنية البحرينية التهديدات ودعت الى الاستمرار في الثورة والتمسك بـ "السلمية" وحق "الدفاع المقدس".
تسود أجواء من الحذر في البحرين بعد البيان الذي أصدره الجيش الخليفي يوم أمس الاثنين، 18 أبريل، وهدّد فيه بالمشاركة مع قوات الشغب والأجهزة الخليفية المختلفة في قمع التظاهرات والاحتجاجات الشعبية بعد إعلان وزارة الداخلية الخليفية عن مقتل أحد مرتزقتها في بلدة كرباباد السبت الماضي.
وأصدرت القوى الثورية المعارضة في البلاد بيانات منفصلة أكدت فيها على رفضها لهذه التهديدات، ودعت إلى الاستمرار في الثورة والتمسك ب”السلمية” وحقّ “الدفاع المقدس”.
ميدانياً، خرجت تظاهرات واحتجاجات شعبية غاضبة مساء أمس، للتعبير عن رفض هذه التهديدات.
وكان لافتاً أن مواجهات “شديدة” وقعت أمس في شارع رئيسي مطلّ على بلدة أبوقوة، اشتبك فيها شبّان غاضبون مع قوات متمركزة لآل خليفة عند حدود البلدة، وهو ما كشف – بحسب متابعين – بطلان تأثير تهديدات الجييش على الجمهور العام، وخاصة المجموعات التي تتبنى أساليب خاصة في ردع القوات الخليفية. (شاهد: هنا).
وقد دعا ائتلاف 14 فبراير إلى عدم التنازل عن خيار الثورة بمنهجها “السلمي”، ولكنه شدد في الوقت نفسه على المضي في حقّ “الدفاع المقدس” ضد انتهاك الأعراض واستهداف أرواح المواطنين.
وكان وزير الداخلية، راشد الخليفة، هدّد أول أمس باستعمال السلاح الحيّ ضد المتظاهرين، كما وجّه تهديدات متجددة ضد شخصيات المعارضة التي وصفها ب”المحرضين” والمرتطبين بالخارج، وهي التهديدات ذاتها التي كرّرها بيان جيش آل خليفة، حيث تحدّث عن “اجتثاث الرؤوس”، في إشارة إلى قيادات المعارضة.
ورأى مراقبون بأنّ بيان الجيش يوميء إلى احتمال نزوله إلى الشوارع مجدداً، كما حصل في أول ثورة 14 فبراير 2011 وفي مارس 2011 حينما دخلت قوات درع الجزيرة إلى البلاد وإعلان حالة الطواريء.
إلا أن القيادي في المعارضة البحرانية، سعيد الشهابي، ذهب إلى أن “إعادة فرض أحكام الطواريء على الشعب البحراني؛ يُثبت هزيمة العدوان السعودي، والقمع الخليفي المدعوم بالخبرات الأجنبية”، مؤكدا بأن بيان الجيش الخليفي وتهديداته تشير إلى أن “الوضع غير مستقر” بالنسبة للنظامين السعودي والخليفي.
حركة (حق) دعت إلى تكاتف قوى المعارضة في البلاد لمواجهة التهديدات المحتملة التي “يخطط لها النظام الخليفي وداعموه”، ورأى الناطق باسم الحركة، عبد الغني الخنجر، بأن النظام يُخطط لتصعيد متنامٍ، وأنّ “حادثة كرباباد” تأتي في هذا السياق “المفتعل”.
وذهب الخنجر إلى أن التهديدات الأخيرة جاءت في أعقاب بيان كبار علماء البحرين الذي حذّر من استهداف العلماء والمنبر الديني.
تيار الوفاء الإسلامي بدوره، ذهب إلى أن “اللجوء إلى ورقة الجيش يكشف مدى عمق أزمة النظام وفشله في إيقاف الثورة”.
وأوضح التيار في بيان الثلثاء، 19 أبريل، بأن التهديد بنزول الجيش الخليفي “هو إعلان ضمنيّ بفشل مرتزقة الداخليّة وضبّاطها ومخابراتها في تخويف الشّعب وكبح حركته النضاليّة”، ودعا “الشّباب الثوريّ البطل (وأبناء الشعب) أن يرفعوا رأسهم عاليا، (لأنهم) أوجعوا العصابة الحاكمة بصمودهم وثباتهم، حتى صرخ الجيش الخليفيّ معربدا ومتوعّدا”، بحسب تعبير البيان.
من جهته قال القيادي في التتار السيّد مرتضى السنديّ “إن وزارتي الدفاع والداخليّة فشلتا في إيقاف العمل الثوريّ سابقًا وهما اليوم غير مؤهّلتين لإيقاف الثورة الشعبيّة”، وأشار إلى أنّ دخول الجيش في مواجهة الثورة ليس طارئًا؛ فهو موجود منذ مارس 2011 ومعه أفراد من الجيش السعودي والإماراتي والدرك الأردني.
...................
https://telegram.me/buratha