أصدر نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية سماحة الشيخ حسين الديهي بياناً حول التطورات الأخيرة في البحرين.. هذا نصه:
أولاً: نهنئ شعبنا البحريني العربي المسلم بذكرى الإستقلال الذي يصادف 14 اغسطس، ونؤكد على أن الاستقلال هو مبتغى ومطلب كل حر ووطني وشريف في بلده، وأن عملية استبدال الإستعمار باستعمار آخر عسكرياً وسياسياً وأمنياً هو نتيجة خلل في بنية الدولة لعدم حماية حق المواطنة .
ثانياً: ان الشعوب والانظمة تختلف في جزئيات تفصيلية وتعمل على بناء التوافقات عليها من اجل أن تسير السفينة في الإتجاه الصحيح، لكن في البحرين الخلاف في الأمور الأساسية والمفصلية التي تشكل أساس الدولة ومنها موضوع الاستقلال فحتى موعده وتوقيته تم تحريفه من قبل السلطة وسعت الى طمس التاريخ الحقيقي له وهو الرابع عشر من أغسطس، وقس على هذا الكثير من الملفات والقضايا الجوهرية في موضوع الاستقلال والسيادة والمواطنة التي يفترق فيها الشعب عن هذه السلطة مسافات كبيرة وتزداد بشكل كبير وكأنها إيذانا باللاعودة.
فالبحرين استقلت في العام 1971 وعادت السلطة لإستيراد الجيوش والقرار السياسي والأمني وحتى الاقتصادي من الخارج في مواجهة عزلتها عن الشعب وغياب الشرعية عنها.
ومازالت الاستحقاقات الوطنية لعهد الاستقلال غير منجزة بالإضافة لغيرها من الاستحقاقات التي ضيعت السلطة الفرص التاريخية لتنفيذها، وهو الأمر الذي كان ليقود لبناء دولة ديمقراطية حديثة يكون الشعب فيها فعلا مصدرا للسلطات.
ثالثاً: في نظرة سريعة يمكن الوقوف على أبرز مقومات النظام السياسي وهي كلها محل خلاف حاد وبون شاسع بدءً من الدستور، فدستور الحكم ليس هو دستور الشعب وجيشهم ليس جيش الشعب وأمنهم ليس أمن الشعب ومصالحهم ليست مصالح الشعب، والمواطنة لديهم ليست المواطنة الحقيقية المرتبطة بالبحرين وتاريخها وجغرافيتها.. فهم باعوا هوية الوطن ووزعوا جنسيته على الأجانب وتاجروا بهوية الوطن وحولوا كل مؤسساته العسكرية لمؤسسات أجنبية مليئة بغير أبناء الوطن الذين لن يدافعوا عن أرض ليست أرضهم وعن مصالح ليست مصالحهم.
وفي الوقوف على بعض مشاريعهم يمكن تبيّن حجم ومستوى العزلة والإنفصال والقطيعة بينهم وبين شعب البحرين، والمقصود هنا الفئة التي تحكم وهم أشخاص محدودين، فهم استولوا على كل شيء البر والبحر والتجارة والملك والأرض والسماء، شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وسيطروا على القرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي.
رابعاً: ما يجري اليوم في البحرين يكشف للقاصي والداني، للداخل والخارج، لمن يقف مع الحكم ومن يقف مع الشعب، ولكل منصف وحتى لكل من يغمض عينه عن الحقيقة.. لقد بات واضحاً أمام الجميع من حلفاء أو أصدقاء أو عبيد للسلطة، حجم ومستوى الإستهتار والإجرام الذي يرتكب بكل بشاعة في حق المواطنين الشيعة من مستوى التعدي على عقائد وفرائض وشعائر وعلماء الشيعة وعلى المواطنين الشيعة رجالا ونساء، فعشرات العلماء يجرجرون يوميا إلى مراكز التحقيق والاعتقال وإن تغيرت المسميات إلا أنها تنتمي لنفس المصدر.
إن ما يواجهه الشيعة في البحرين بتشخيص دقيق من كبار العلماء هو استهداف رسمي في وجودهم وعقيتهم وشعائرهم وفرائضهم، لا يعكس كل ذلك سوى داعشية أخرى، تحارب الشيعة وتستبيح حقوقهم.
خامساً: سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم قائد بحريني أصيل، جذوره وجذور أجداده ضاربة في هذه الأرض منذ آلاف السنين وبشهادة كل الدنيا، والغالبية الساحقة من شعب البحرين تعتبره قائداً لها، ومن لديه شك في أصالة آية الله قاسم ويرغب في معرفة الحقيقة فاليذهب للإستفتاء الشعبي الحر لمعرفة أصالة وخيارات شعب البحرين، وأصالة ونزاهة آية الله قاسم. وستعرفون حينها من الدخيل ومن الأصيل ومن السارق ومن النزيه .
آية الله قاسم لم يسرق فلساً واحداً ولم يستحوذ على أراضي الوطن ولم يسرق البحار ولم يتاجر بالسلطة من أجل الاستحواذ على أموال الشعب ولم يقتل المواطنين بسبب مطالبتهم بحقوقهم ولم يفتح البحرين بلد الإسلام للعهر والعربدة والدعارة والمجون. وآية الله لشيخ عيسى قاسم لم يتاجر بالدِّين ولم يتاجر بقضايا المسلمين والعرب كقضية القدس..
لكن من فعل كل هذه الأفاعيل والجرائم والموبقات هو من يستهدف آية الله قاسم ويحاصره ويرتكب الجرائم والفضاعات أمام مرأى العالم.
وختاماً أقول: إن الشعب لم ولن ينكسر ولو عملتم ما عملتم وارتكبتم ما ارتكبتم، ومطالب الناس لن تتغير ولن تتبدل ولن تتراجع، وأقول لأهلي الشرفاء الأبطال أن هناك المزيد من الجنون سيقوم به الاستبداد والديكتاتورية ولا يعتقد أحداً أنه بمعزل عما يجري، ولكن خصمكم سيُهزم وسيركع وسينهار في نهاية الطريق، ولا مجال إلا للصامدين والصابرين والأقوياء الذين بصبرهم وبحكمتهم وشجاعتهم سيهزم هذا النمر الكارتوني.
الشيخ حسين الديهي
14 أغسطس 2016
...................
https://telegram.me/buratha