أصدر علماء البحرين بياناً أكدوا فيه إن محاكمة الوجود الشيعي في البحرين هي محاكمة مدمرة للوطن، وتم الإعداد لها قبل إجرائها عبر تفصيل حزمة القرارات المعروفة؛ ليتهيأ للمحكمة مواءمة القرار السياسي المتخذ مسبقا.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ…)
ثقتنا بالله تعالى وحده، وتوكّلنا عليه، فإنه نعم المولى ونعم النصير، ونعم المدافع ونعم الظهير. هذه هي عقيدة شعبنا المسلم المؤمن بنصر الله تعالى منذ أن هبّ لنصرة إرادته عزّ وجلّ في بسط العدل ورفض الظلم، (… فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ).
إنّ الوطن بات مهدّدا في وجوده بتهديدين: الأول في الانتماء لتربته الغالية، والآخر في انتماء طائفة منه لدينها ومذهبها، وكلا التهديدين تجليا اليوم في تهديد المنارة الدينية والقامة الوطنية الشامخة سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (أعزه الله تعالى). لذلك فإنّ الاستهداف الجائر لسماحته صار عنوان حرب وجوديّة تشنّها السلطة ضدّ الهوية الوطنية والدينية للشعب؛ حيث لن تبقى لهوية مواطن قيمة بعد إسقاط جنسية رجل من المؤسسين لاستقلال الوطن وكتابة أول دستور له بالمجلس التأسيسي عام ١٩٧١م، وأكبر ممثل للشعب في أول برلمان شهده الوطن عام ١٩٧٣م، والرجل الذي يرجع له أكبر الفضل في حفظ السلم الأهلي واللحمة الوطنية طوال هذه السنين وفي وسط هذا الجو المفخخ بالطائفية والكراهية. وكذلك لن تبقى لطائفة كرامة بعد هذا الاضطهاد الطائفي لواحدة من أكبر طائفتين في الوطن، والتعدي على خصوصياتها ومقدّساتها، والعدوان على أكبر زعيم لها؛ لا لتهمة سوى أنه أقام فرائض الدين وواجباته بما يرضي الخالق ولو كره المخلوقون، من إقامة فريضة الخمس وفريضة الجمعة وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لذلك كلّه ولكل الظلم الذي لم يسلم منه شيعي أو سني أو غيرهما من المواطنين الكرام وخصوصا ما يلاقيه علماء الدين والمرابطين دفاعا عن الدين والوطن من استهداف طائفي ممنهج، صارت القضية وجودية، وصار الشعب لا يرى الموت في سبيل الإصلاح إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما.
ثم إنّ محاكمة المذهب اليوم بتهمة إقامة الفرائض الدينية، فضلا عن كونها سابقة مدمرة للوطن فإنها جاءت بصورة هي أقرب للهزء والاستخفاف ولا تستحق حتى النظر إليها، إذ تم الإعداد لها قبل إجرائها، عبر تفصيل حزمة الإجراءات والقوانين والقرارات المعروفة؛ ليتهيأ للمحكمة مواءمة القرار السياسي المتخذ مسبقا. وهذا ما يعلمه الجميع في داخل البلد وخارجه، فعن أيّ محكمة يتحدّثون، وبأيّ عدالةٍ زائفة يتستّرون؟!
إنّ الشعب وفي مقدمته العلماء ماضٍ في مسيرة مقاومة الظلم والفساد، والمطالبة بحقوقه المسلوبة، وطلب الأمن للجميع من دون استهداف لمعارضة أو طائفة أو أي فرد ينتمي لتراب هذا الوطن أو يقيم عليه، وبذلك ينحفظ الوطن وتصان كرامة الإنسان وحقوق جميع المواطنين.
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم
علماء البحرين
الأحد ١٠ ذو القعدة ١٤٣٧هـالموافق ١٤ أغسطس ٢٠١٦م
...................
https://telegram.me/buratha