داهمت القوات الخليفية فجر يوم الأحد، ٤ سبتمبر، بلدة الجفير، واقتحمت عددا من منازل الأهالي، وذلك استمرارا في المداهمات التي تشنها القوات المصحوبة بالميليشيات المسلحة على مناطق البحرين وبلداتها.
وكانت قوات النظام الخليفي عمدت إلى التمركز عند الجهة الغربية من البلدة منذ الأمس، وجابت في أرجاء البلدة التي يقع فيها مقر الأسطول الأمريكي الخامس، وتحاذيها منطقة سياحية معروفة. وعادت القوات إلى التمركز في مكانها غرب البلدة وغادرتها. ومع ارتفاع أذان فجر اليوم، شنت القوات حملتها وداهمت منازل المواطنين وسط انتشار ملحوظ للمرتزقة والميليشيات المسلحة، وبعدها تدخلت طائرة مروحية في العملية وقدمت إحداثيات مساندة للقوات المداهمة، حيث توغلت القوات نحو الجهة الشرقية من بلدة الجفير، واستمرت العملية بضع ساعات حتى خرج موكب المداهمات من البلدة عند بزوغ الشمس، إلا أن شهود عيان أشاروا إلى استمرار مركبات مدنية تابعة للميليشيات في التنقل داخل الشوارع المحيطة بالبلدة.
وبحسب موقع البلدة على مواقع التواصل الاجتماعي فإن المداهمات أسفرت عن اعتقال أحد شباب البلدة من الجهة الغربية منها، ولم ترد معلومات إضافية عن هويته وظروف اعتقاله.
عمليات الترهيب الخليفية شملت مختلف البلدات، حيث تحاصر الآليات العسكرية منافذ معظم المناطق البحرانية، بالتوازي مع الحصار الكامل المفروض على بلدة الدراز منذ يونيو الماضي.
الحراك الشعبي والثوري لم يتوقف رغما هذه العمليات التي يصفها النشطاء “بسياسة الترهيب”، وقد استمر الأهالي والنشطاء الميدانيون في تنظيم التظاهرات والعمليات الميدانية على امتداد خارطة البحرين. ففي سترة، انطلقت أمس تظاهرة تحت شعار “عمامة الكرامة” تضامنا مع المعتقل الشيخ حسن عيسى الذي يواجه دعاوى ملفقة بتمويل “الإرهاب”، وهو لا يزال قيد الحبس الإنفرادي منذ اعتقاله قبل أشهر عدة. ورفع المتظاهرون صور الشيخ حسن، وهتفوا بالفداء لآية الله الشيخ عيسى قاسم، منددين الحرب “الطائفية” التي يقودها الحاكم الخليفي، حمد عيسى الخليفة، ضد السكان، فيما أكدت الشعارات على أهداف الثورة، وعلى رأسها إسقاط النظام وحق تقرير المصير.
القوات الخليفية كعادتها عمدت إلى قمع المتظاهرين، وذكر شهود عيان بأنها اختطفت الشابين عيسى جعفر العبد، والسيد ميثم السيد علوي، بعد ملاحقتهما في أزقة بلدة واديان بسترة.
وفي بلدة كرزكان شن شبان عملية ميدانية استهدفت تمركزا للقوات المرتزقة التي تتعمد إرهاب الأهالي وقمع المتظاهرين. وشوهدت النيران وهي تشتعل في مركبات المرتزقة، فيما أكد الشبان بأن العملية تأتي رفضا لاستهداف الشيخ قاسم وتعبيرا عن الاستعداد لمقاومة الحرب الوجودية التي يشنها آل خليفة ضد المواطنين وعقائدهم.
وعلى مقربة من العاصمة المنامة، انطلقت تظاهرة في بلدة النعيم تضامناً مع علماء الدين المعتقلين، ولاسيما الذين يتم استهدافهم بسبب المشاركة في اعتصام الدراز المفتوح، كما عبر المتظاهرون عن تمسكهم بالدفاع عن الشيخ قاسم، ورفعوا صوره خلال التظاهرة التي رفعت كذلك شعارات دعت إلى رحيل آل خليفة من البلاد.
وكان شبان من العاصمة المنامة نفذوا عملية ميدانية تضامنا مع النساء المعتقلات في السجون الخليفية، ورفعوا أعمدة النار وسط أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة احتجاجا على استهداف النساء واعتقالهم، وآخرهن المدونة طيبة اسماعيل التي حُكم عليها بالسجن سنة واحدة وبغرامة مالية بتهمة “إهانة الملك” عبر تويتر.
إلى ذلك، واصل النظام الخليفي منع النشطاء مع مغادرة البلاد رغم الإدانات الدولية الواسعة. وقد مُنع اليوم رئيس منظمة الشفافية (المسجلة رسميا)، السيد شرف الموسوي، من الخروج عبر مطار البحرين، ليرتفع بذلك عدد النشطاء والصحافيين الممنوعين من الخروج منذ يونيو الماضي إلى أكثر من ١١ شخصا، وهو إجراء وضعته منظمات حقوق الإنسان في سياق “الحرب” التي يشنها آل خليفة ضد السكان الأصليين، إضافة إلى “المواجهة” المعلنة التي رفعها الخليفيون ضد مجلس حقوق الإنسان في جنيف، حيث اتهمه وزير الخارجية الخليفي، خالد الخليفة، ب”التسييس” وممارسة “الابتزاز”، ولم يستبعد ناشطون أن يكون منع النشطاء من مغادرة البلاد هو إجراء لأجل الحيلولة دون مشاركتهم في فعاليات المجلس الذي يعقد دورته ال ٣٣ خلال أيام.
...................
https://telegram.me/buratha