علي عاتب||
كنا نبحث في كومة القش عن (أبرة) نخيط بيها جراح الظلم الصدامي بخيوط الديمقراطية.. ولم يمنعنا اليأس وجور وتسلط (البعثفاشي)، بأن نحلم بدولة تحترم إنسانيتنا ونطلق (عصافير الحرية) في فضاء جديد ومستقبل واعد، تطوى سنين عجاف من الحكم الدكتاتوري .
وعندما سقطت جمهورية الخوف، كان لسقوط الصنم دويا هائلا أيقظ الافاعي السامة في الجحور والسراديب المظلمة للمخابرات الدولية، ليتم جلبها فيما بعد بشاحنات أمريكية ، يقودها مرتزقة عملاء ، حاملين بضاعة ملونة المحتوى، مغشوشة المصدر، تدغدغ مشاعر الناس ليهرعوا مصفقين، فرحين بعصر جديد، يركل صفة البؤس، ويلغي زنازين الظلم والحرمان ..
وقبل أن نستنشق هواء الحرية النقي جلبت تلك الشاحنات معها مخطط (الفوضى الخلاقة) والتي فرضت واقع مرير حيث إختلط الحابل بالنابل، وأمسى الفساد السياسي والمالي سيد الموقف، ومن خلاله دخل الإرهاب من أوسع الابواب بتسهيلات أمريكية وأذرع خليجية، وبدل أن تنشغل الأحزاب والكتل السياسية ببناء دولة حديثة، إستأثروا بالمغانم وإتبعوا سياسية (الفرهود المنظم) وهيمنوا بواسطة لجانهم الاقتصادية على مؤسسات ومفاصل الدولة ورهنوا مقدراتها لمصالهم الشخصية، وتحولنا من ضيم هدام الى ضيم هدم أركان الدولة والمجتمع، بعد أن حولوا الديمقراطية الى ضيمقراطية بإمتياز وضاع الخيط والعصفور.
https://telegram.me/buratha