علي عاتب ||
بمكنستها النفاثة تحلق السفيرة الامريكية (ألينا رومانوفسكي) التي تجوب سماء البلاد طولا وعرضا ، وتطأ قدماها مباني الوزارات العراقية ، وتُمليء على بعض السياسيين وجهة نظرها وتلعب دور المستعمر بجدارة ، لخبرتها الكبيرة في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (السي أي ايه) ، وإرتباطها المباشر بالمخابرات الصهيونية وعملها المتقن في صناعة قنابل الفتن ، لممارستها الواسعة بإدارة الأزمات وإفتعال الحروب ، وهي مختصة في قضايا التجسس ونسج المؤامرات والدسائس.
وتشكل تحركاتها حرجا للحكومة العراقية وتحد واضح للقوى الوطنية لانتهاكها الأعراف الدبلوماسية وتدخلها السافر بعمل الوزارات (مسويتها خري مري).. وأصل هذه الجملة .. (الخري) فم الرحا .. و(المري) بمعنى المرور .. وتقال للتكرار الممل المزعج .
فهي لا تكل ولا تمل إلا بإفتعال أزمة تضرب الاستقرار النسبي الحالي وتغلق نافذة الأمل التي فتحها السوداني بتفكيك الأزمات وتفعيل الخدمات ، وإعادة عجل البناء والاعمار .
وباتت واضحة خيوط المؤامرة التي تُحيكها العجوز الساحرة ببغداد من غزل متشابك يربك المشهد المحلي وحتى الإقليمي .
ولدى رومانوفسكي إلمام باللغة الفرنسية الى جانب اللغة الإنكليزية ، كما تتحدث العبرية والعربية ، وقد أجرت دراسات حول الثقافتين العربية واليهودية ، نظرا لتواجدها الطويل لاربعة عقود مضت في منطقة الشرق الأوسط ضمن السلك الدبلوماسي الأمريكي ، وقد درست في جامعة (تل أبيب) في الكيان الصهيوني، وبعدها حصلت على شهادة الماجستير في الادارة من جامعة شيكاغو الامريكية .
ففي السياقات الاستعمارية لحكم الشعوب والاستيلاء على ثرواتها يعتمد عنصرين بارزين ، (تخويف الناس ، ثم إتباع سياسة إلاحباط) ، وهذا ما لمسناه في الإستراتيجية الامريكية للهيمنة على مقدرات الشعوب ، إذ يعتقدون أن من غير المنصف وجود 80 % من خيرات المعمورة في مناطق معينة دون أخرى ، ويرون من الصعوبة حكم طبقات الشعب المتعلمة والمثقفة ، فيعمدون الى حملة تجهيل ثقافية وعلمية وتشوية القيم الاجتماعية لضرب البلاد المستهدفة لإيقاعها بفوضى التخلف وجرها لمسالك الإحباط بعد نشر الخوف والهلع من خلال الإرهاب وخلايا التخريب الممنهج وبث كم هائل من الاعلام المظلل لتكون الفتن والمحن المعول الهدام لأركان الدول النفطية والغنية بالثروات الطبيعية .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha