باريس ، دمشق ،(خاص) :
معلومات قاطعة من مصادر فرنسية في باريس ، وأخرى في دمشق، تؤكد أن لاعلاقة لأي من فصائل المعارضة السورية المسلحة بالتفجير الذي استهدف ظهر اليوم "مكتب الأمن القومي" ، والذي أودى بحياة العماد داود راجحة نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع ، ونائبه العماد آصف شوكت ، و العماد حسن توركماني معاون نائب رأس السلطة ، وأسفر عن إصابة عدد آخر بجراح تتراوح بين البليغة والمتوسطة بينهم رئيس مكتب الأمن القومي هشام الاختيار ووزير الداخلية محمد الشعار. وكان ما يسمى "الجيش الحر" و "لواء الأسلام" أعلنا مسؤوليتهما عن العملية في تصريحين منفصلين.
مصادر فرنسية في باريس ، وفرنسية في دمشق، أكدت على نحو قاطع ولا لبس فيه أن العملية "من تخطيط وتنفيذ جهاز استخباري دولي غربي ، وجرى تنفيذها بطريقة التحكم عن بعد من داخل منزل السفير الأميركي" الذي لا يبعد عن مكان الانفجار سوى 145 مترا (انظر الخارطة المرفقة أدناه)، كاشفة أن مدير مكتب هشام الاختيار شخصيا هو من أدخل عبوة ناسفة يتراوح وزنها ما بين 40 و 50 كغ إلى المكتب يوم السبت الماضي قبل أن يضعها فوق "السقف المستعار" لغرفة الاجتماعات الملاصقة لمكتب الاختيار، وهو السقف الذي يستخدم لوضع شبكة الإنارة الكهربائية. وأوضحت المصادر بالقول "إن سكرتير الاختيار كان يعمل مع الجهاز الاستخباري الأجنبي ولا صلة له بأي جهة سورية معارضة"، وإن "العبوة كانت عبارة عن عشر عبوات صغيرة مربوطة على التسلسل تزن كل منها حوالي 4 كغ ، ومزودة بجهاز تفجير يتم التحكم به عن بعد. وقد جرى إدخالها على مراحل". وأضافت القول "بقي سكرتير هشام الاختيار يواظب عل عمله في مكتبه بشكل طبيعي إلى حين وصول المسؤولين السوريين إلى الاجتماع. وعندما تأكد من وصولهم والتئام الاجتماع ، غادر المبنى وأعطى الإشارة الرمزية المتفق عليها لمنظمي العملية الذين فجروا العبوة من داخل منزل السفير الأميركي".
وبحسب المصدر، فإن سكرتير الاختيار يتخفى الآن داخل منزل السفير الأميركي. وقال المصدر، نقلا عن مرجع تقني، إن وضع العبوة المتفجرة فوق "السقف المستعار" هو الذي حال دون مقتل جميع من كان في قاعة الاجتماع ، بالنظر لأن جزءا محدودا نسبيا فقط من الطاقة الانفجارية للعبوة يتجه نحو الأسفل، بينما يتجه معظم طاقتها الانفجارية نحو الأعلى ( السقف الأصلي) والجدران الجانبية. وأوضح بالقول"إن عبوة متفجرة بهذا الحجم يمكن أن تقتل ما لايقل عن مئة شخص في حيزّ مغلق ( صالة) لو أنها كانت على الأرض أو في أي زاوية من زاوية قاعة الاجتماعات".
وكشفت هذه المصادر أن المنزل المذكور "يستضيف" ما لا يقل عن عشرين معارضا سوريا منذ الصيف الماضي ينتمون بشكل خاص إلى كل من " إعلان دمشق" و " لجان التنسيق المحلية" و "الهيئة العامة للثورة السورية"، فضلا عن ضباط منشقين و رجال استخبارات أميركيين دخلوا سوريا سرا بعد قرار الحكومة الأميركية سحب أعضاء بعثتها الديبلوماسية من سوريا في 6 شباط / فبراير الماضي.
وقال مصدر فرنسي غير رسمي في دمشق إن منزل السفير الأميركي في العاصمة السورية "تحول إلى غرفة عمليات مركزية لإدارة مروحة واسعة من الأنشطة في دمشق وفي المدن الأخرى ، بما في ذلك عمليات الاغتيال والتفجير وتنظيم التظاهرات والاعتصامات. وقد وضعت بتصرف المعارضين السوريين المقيمين في منزل السفير وسائل اتصال سلكية ولاسلكية وفضائية في منتهى التعقيد والتطور، وهي التي كان يستخدمها السفير الأميركي قبل مغادرته سوريا ، فضلا عن تجهيزات أخرى جرى إدخالها لاحقا بشكل سري". وأكد المصدر أن الأمر "يسري أيضا على السفارة الأميركية التي تقع في المنطقة نفسها، وعلى منزل السفير الفرنسي والسفارة الفرنسية الواقعين في المنطقة ذاتها ، ولكن من الجهة الثانية القريبة من المشفى الإيطالي في الجسر الأبيض". وقال المصدر" إن القرار اتخذ بتحويل منزلي السفيرين والسفارتين إلى غرف عمليات بسبب الحصانة الديبلوماسية التي تتمتع بها وتؤمن ، بالتالي، الحماية لحوالي 40 معارضا يتوزعون عليها". وكشف المصدر أن من أبرز المعارضين السوريين المقيمين في منزل السفير الأميركي " الكاتب السوري ياسين الحاج صالح والمحامية رزان زيتونة ، اللذين يشرفان على المواد الإعلامية التي تصدرها لجان التنسيق المحلية ، والمحامي رياض الترك الذي يعتبر العقل الموجه لإعلان دمشق"!؟ وأعرب المصدر عن "دهشته واستغرابه من أن السلطات السورية لم تلجأ حتى الآن إلى اقتحام منزلي السفيرين والسفارتين ، رغم أنها تعلم بما يجري داخلها ورغم أن القانون الدولي يسمح باقتحامها، نظرا لاستخدام هذه الأماكن بما يخالف معاهدة فيينا التي تنظم عمل البعثات الديبلوماسية". وقال المصدر "إن التفسير الوحيد لعدم قيامها بذلك هو أنها لا تريد الدخول في مواجهة مع واشنطن وباريس ، ولا تزال تؤمن بإمكانية إبرام صفقات معهما".
18/5/723
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha